من الصعب كما يقال في المثل الشهير: "جمع حبتي رمل مع بعض"، ولكن باستخدام الماء والماء فقط أحياناً نصل إلى تشكيل منحوتات من الرمل تضاهي المنحوتات المصنوعة من مواد أخرى.

من الفنانين المبكرين في النحت على الرمل في "سورية" الفنان "علي معلا"؛ الذي سبق له أن حاز جائزة في مهرجان "دبي" للنحت على الرمل، والمشارك في ملتقى النحت الاحترافي للنحت على الرمل في "اللاذقية"، يقول الفنان في حديث مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 آب 2015: «منذ الصغر كنت أقضي معظم أوقاتي في البرية الساحلية المجاورة للبحر، ألعب على الشاطئ وأبرز الطفل بكل ما يملك من معرفة وموهبة أمام بقية المراهقين، وقدرتي على تشكيل الأشياء البسيطة تطورت مع الأيام لتتم هيكلة الجسد الأنثوي بكافة أشكاله أو وضعياته لأغراض كثيرة، إضافة إلى إثارة الفرح والضحك مع الأكبر سناً من المتواجدين».

منذ الصغر كنت أقضي معظم أوقاتي في البرية الساحلية المجاورة للبحر، ألعب على الشاطئ وأبرز الطفل بكل ما يملك من معرفة وموهبة أمام بقية المراهقين، وقدرتي على تشكيل الأشياء البسيطة تطورت مع الأيام لتتم هيكلة الجسد الأنثوي بكافة أشكاله أو وضعياته لأغراض كثيرة، إضافة إلى إثارة الفرح والضحك مع الأكبر سناً من المتواجدين

مع عمله المستمر في الديكور، خاصة تنفيذ فيلم "ملك الرمال"، يقول الفنان: «كان ينمو في جوفي نحات يكبر معي، رأيته من خلال أضخم المنحوتات، المسلسلات التي كنت مشرفاً ومنفذاً للديكور خاصتها كانت بمنزلة منحوتة ضخمة بالنسبة لي لأعود إلى البحر وأعانق الرمال من جديد. تطور الأمر في صيف عام 2010 حين بدأ هاجس البحث عن أي كتلة كانت من صخر، رخام، رمل، إسمنت، أي جماد لا فرق، جسدي كحبلى مملوءة بأشخاص أرادوا الولادة، بدأت إنجابهم كسلحفاة حتى ملأت الشط ليذهبوا مع المد في اليوم التالي».

الفنان "علي معلا"

للنحت على الرمل أصول كأي فن آخر إذا أريد الانتقال به من الهواية إلى الاحتراف، يقول الفنان "هشام رومية" أحد النحاتين على الرمل (كما غيره من المواد): «كخطوات أولى في هذا الفن؛ على الفنان أن يقوم بتجميع أكبر كمية من الرمال المخلوطة جيداً مع الماء، والمنقاة من الشوائب والأوساخ وأي مواد أخرى عضوية، ثم يبدأ عملية النحت من الأعلى إلى الأسفل، ويستخدم في عملية النحت أدوات مختلفة، فقد يستخدم أدوات الطبخ مثل: الشوك، والملاعق، والسكاكين، وقد يستخدم أعواداً أو ألواحاً من الخشب لتشكيل المنحوتة، ويمكنه أيضاً أن يستخدم أدوات حادة مثل أدوات طبيب الأسنان لتحديد ملامح التماثيل وإظهارها بوضوح».

يعتمد الفنان واحدة من وسيلتين لإنجاز المنحوتة التي يريد؛ يقول الفنان التشكيلي "علي الشيخ" مؤسس مهرجان النحت على الرمل في "اللاذقية": «إما أن يقوم بضغط الرمال في مكعبات خشبية تختلف أبعادها حسب التصور المسبق للفنان وما يريد أن ينحت، ثم يقوم بإخراجها من القوالب، ويبدأ نحتها من الأعلى إلى الأسفل. وإما أن يبدأ النحت بالطريقة التقليدية (من الأسفل إلى الأعلى) لبناء المنحوتة، وذلك تبعاً لما تتطلبه هيئتها وارتفاعها ونقوشها.

منحوتة للفنان معلا

وبعد أن ينتهي الفنان من صنع منحوتاته يضع عليها طبقة من المواد العازلة، صمغية المنشأ، وتظل معروضة ليشاهدها كل من يمر من أمامها، وتتم حماية هذه المنحوتات من الأمطار أو الرياح باستخدام الخيم القوية أو مضادات المياه العازلة».

يشير الفنان "الشيخ" إلى أنه: «نشأت أكاديميات مختصة بتعليم هذا الفن في أوروبا، ومع تطور هذا النوع من الفن بدأت تظهر المهرجانات الاحترافية لتقديم وتعريف الناس به، ومن أهم الدول التي تميزت مهرجاناتها بالعالمية (البرتغال ـ الصين ـ اليابان ـ فرنسا ـ ألمانيا ـ روسيا ـ الإمارات العربية، وغيرها من الدول).

من المنحوتات الدولية

أما على الصعيد العربي فقد تميز النحات السوري عن باقي النحاتين العالميين بقدرته على التحكم بمادة الرمل التي تحتاج إلى التركيز والدقة، وحجم عمله النحتي الذي يحتاج إلى أطنان من الرمل».

تترك المنحوتات عادة مدة زمنية ليشاهدها أكبر عدد ممكن من الناس مع توثيقها، وتختلف كمية الرمل التي يحتاج إليها كل عمل عن الآخر تبعاً للحجم والتفاصيل الفنية التي يتكون منها، كما أن التوثيق للأعمال أمر ضروري؛ حيث تبقى وثيقة عن العمل.

هناك عدة مهرجانات عالمية بخصوص هذا الفن، لكنه يعدّ فناً جديداً في "سورية"، وهناك محاولات لتحويله إلى نشاط سياحي واجتماعي سنوي يساهم في خلق حراك سياحي وتقديم صورة جديدة للشواطئ السورية.