من روح المعاناة التي يواجهها أهل الريف لتأمين تدفئة لمنازلهم شتاء؛ أقام "هيثم حسن" مشروعه في تجميع بقايا معاصر الزيتون من "التمز" وتحويلها إلى قطع صالحة للتدفئة.

أقام "هيثم" (من مواليد 1962) معملاً صغيراً لتصنيع قطع "التمز" في منطقة "بيت عانا" (ريف جبلة بالقرب من الدالية 2كم)، ومشروعه يعد الأول من نوعه في المنطقة، وقد تحدث إلى مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 حزيران 2015، وقال: «من مبدأ حماية الطبيعة من التحطيب المتكاثر والجائر من جهة، وحماية التربة من التلوث بمخلفات معاصر الزيتون من جهة أخرى؛ فكرت باستثمار هذه البقايا لتصبح مادة للتدفئة والحرق لأغراض مختلفة صيفاً وشتاءً، ويضم المعمل اليوم خمسة عمال يعملون ليس فقط في الموسم بل على مدار العام».

يخدم المشروع قطاعاً واسعاً من الناس، ويوفر من مصروف التدفئة كثيراً لدينا في المطعم أو في غير مكان، فسعر الطن الواحد من "التمز" خمس وعشرون ألف ليرة سورية، ووزن القطعة 1كغ تبقى مشتعلة لمدة ساعة، بينما الحطب مصروفه أكثر من ذلك بكثير

فيما سبق كان أهالي الريف يستخدمون "التمز" للتدفئة؛ فكانوا يجمعون مخلفات الزيتون ويصنعونه يدوياً، أما اليوم فإن تصنيع قطع "التمز" لتصبح صالحة للتدفئة يمر بعدة مراحل بعد وصول مخلفات معاصر الزيتون كما قال السيد "هيثم"، حيث يتم ترطيبها بالماء لمدة أربع أو خمس ساعات ثم تعجن في العجانة لمدة نصف ساعة، ثم تكبس وتقطع إلى قطع بأشكال متعددة، تليها مرحلة "التشميس" لعدة أيام، وأخيراً التغليف بأكياس النايلون أو الكرتون حسب الطلب وتصدر إلى مختلف أنحاء البلد.

مقارنة لنفس مدة الاشتعال

يقول "عبد الكريم أسود" صاحب مطعم "جوفين الأرز" أحد المشترين الدائمين: «يخدم المشروع قطاعاً واسعاً من الناس، ويوفر من مصروف التدفئة كثيراً لدينا في المطعم أو في غير مكان، فسعر الطن الواحد من "التمز" خمس وعشرون ألف ليرة سورية، ووزن القطعة 1كغ تبقى مشتعلة لمدة ساعة، بينما الحطب مصروفه أكثر من ذلك بكثير».

تباع معظم قطع "التمز" المنتج للمنازل والمداجن والمطاعم، وخصوصاً في "ريف بانياس" و"جبلة" و"مصياف"؛ لما فيه من توفير قياساً بمادة الفحم الحجري التي أصبح تأمينها شبه مستحيل نظراً للظروف الراهنة.

تغليف التمز للتصدير
أثناء العمل