نجح الكاتب والصحفي "علي الراعي" في جذب الانتباه إلى كتابه الجديد عبر توقيعه إياه خلال معرض لأعمال فنانين تشكيليين سوريين؛ قدم لهم قراءة نقدية فيه.

في حديث مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 أيار 2015، يرى منظم المعرض "ياسر دريباتي" في التجربة قوة حقيقية تحسب للطرفين، فالعادة "كما يفعل النقاد أن يختبؤوا عند تقديم قراءتهم النقدية مخافة ردود الفعل، ولكن هنا امتزج النقد فعلاً مع المشاهدة وبالتالي انكسر حاجز التلقي، فكثيرون سوف يحاولون المطابقة أو الاختلاف بين ما قدمه الكتاب وما قدمته اللوحة".

في كونها عبر اشتغالاتها الفنية تمزج حداثتها مع عناصر سورية ذات قيمة مضافة تستمد ألقها من التاريخ ومن الفرادة البصرية

افتتح المعرض في نادي "الأوركسترا" في "اللاذقية"، وضم أعمالاً لـ21 فناناً وفنانةً غطاها الكتاب، تنتمي إلى طيف واسع من التجارب الفنية السورية مختلفة النهج، فمنها التشكيل والنحت والكولاج والكاريكاتير، وكلهم على قيد الحياة ويعيشون في البلد باستثناء الراحل "وليد محمود" الذي اختطفه الموت قبل أن يرى الكتاب والمعرض النور.

الكاتب علي الراعي

هذه المطابقة البصرية مع القراءة النقدية تجربة جديدة أثرت الحركة التشكيلية بمزيد من النقاش حول الدور الذي يلعبه الفن السوري في تكوين هوية محددة له في ظل تعدد التجارب ومؤثراتها الداخلية والخارجية، وخاصة، كما يقول "الراعي": «في كونها عبر اشتغالاتها الفنية تمزج حداثتها مع عناصر سورية ذات قيمة مضافة تستمد ألقها من التاريخ ومن الفرادة البصرية».

وقد أتاح العرض الفني لهذه اللوحات، ومنها ما يعرض للمرة الأولى، كما هو حال لوحة للشاعر السوري الكبير "أدونيس"، تفاعلاً أكبر للجمهور معها، فبدت طرائق القراءة لها ميسرة، عدا أنها كما يقول الفنان "سموقان" أحد من قدم لهم الكتاب قراءة نقدية: «تفيد في بناء علاقة صحية بين النقد -القليل عموماً في التجربة السورية- مع الفن نفسه، حيث تساهم في التعريف بمفردات اللوحة البصرية والموضوعات التي تقدمها للجمهور، باعتبار القراءة النقدية هذه إحدى قراءات اللوحة التي نريد إيصالها إلى الجمهور».

من لوحات المعرض

الشاب "مصطفى سعد" الذي حضر التوقيع والافتتاح معاً، قال معلقاً: «هذا الدمج بين النشاطين يشجعنا على متابعة المعرض وقراءة الكتاب في ذات الوقت، خاصة أن مستوى الأعمال الفنية المقدمة للمعرض متميزة ومختلفة عن السائد فنياً، ولأول مرة أعرف أن شاعراً مثل "أدونيس" لديه تجربة فنية».

يستمر المعرض حتى نهاية هذا الشهر (أيار) تقريباً في نادي "الأوركسترا" المشروع السابع، خلف المقهى الملكي، من العاشرة صباحاً حتى منتصف الليل.

ياسر دريباتي