"أوجاريت" بالجيم "الشامية" هو اللفظ الأكثر صواباً من أي حرف آخر لكونه الأقرب إلى لغة الضاد؛ بهذه الكلمات أكد الباحث "ياسر صاري" عروبة "أوجاريت" في محاضرته الأخيرة.

"الصاري" وهو مدرس لغة عربية أشار في حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 9 آذار 2015، إلى أن الباحثين الأوروبيين عندما اكتشفوا لغة "أوجاريت" اختلفوا حول حقيقتها وحول حرف "الجيم"، يقول: «مكمن الاختلاف حول هذا الحرف في كتابته، هل يكتب كما يلفظه أهل الشام أم كما يلفظه أهل "مصر" (كيم)، لكنهم ولأسبابهم قاموا بلفظه "غ" لكونهم قاموا بمطابقة اللغة مع اللغة "العبرية" رغم أنها أقرب إلى العربية منها للعبرية، ويرجع ذلك لكون بعض الباحثين من اليهود واللغة العبرية منتشرة بينهم، فلا بد من العمل بوجه واسع للتأكيد على أن اللغة الأوجاريتية هي أقرب إلى العربية منها للعبرية، وأن ما قام به الأوروبيون لم يكن دقيقاً».

المحاضرة أكدت أن لغة "أوجاريت" وحروفها امتداد للغة العربية وهذا يدحض ما روّج له الباحثون الأوروبيون، وأستاذنا "ياسر صاري" أكد ذلك بمعلومات ووثائق ترجح صلة لغة "أوجاريت" بالعربية، ويبقى علينا تحويل الفكرة إلى عمل من خلال قيمة الفكرة وتفعيلها في المناهج التربوية والجامعية

"مضر كنعان" كباحث تاريخي يقول: «المحاضرة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك قرب لغة أوغاريت التام للغة العربية من حيث عدد الأحرف والحركات والإعراب، وكذلك تشابه المفردات في اللهجة المحلية المحكية مع المفردات الأوغاريتية، وأرى أن علينا جميعاً الدعوة لمشروع ترجمة الكلمات الأوغاريتية بالاعتماد على مصادر اللغة العربية، وأن يتم اعتماد الحرف الأوغاريتي "المسماري" في كتابة هذه اللغة، واستكمال ما سبق بدعوة لمشروع المعجم العربي الأوغاريتي المزدوج.

الباحث التاريخي ياسر صاري

وما قدمه الأستاذ "ياسر صاري" جهد يستحق الشكر والعمل على ترجمته على أرض الواقع، ودعوته لعروبة لغة أوغاريت هي استكمال لدعوة "أحمد درويش" وشقيقه "محمد درويش"، ولا بد من التحرك وعدم الاكتفاء بالجوانب النظرية بل يجب على وزارتي الثقافة والتعليم العالي القيام بوضع منهاج حديث عن اللغة الأوغاريتية والتمكن من قراءة نصوصها من مصادرها الأصلية دون الرجوع إلى الترجمات الأوروبية التي كتبت وفق أهواء المترجمين».

"سامر خالد منى" مدرس لغة عربية وباحث في الشؤون التاريخية وأحد الحضور قال: «المحاضرة أكدت أن لغة "أوجاريت" وحروفها امتداد للغة العربية وهذا يدحض ما روّج له الباحثون الأوروبيون، وأستاذنا "ياسر صاري" أكد ذلك بمعلومات ووثائق ترجح صلة لغة "أوجاريت" بالعربية، ويبقى علينا تحويل الفكرة إلى عمل من خلال قيمة الفكرة وتفعيلها في المناهج التربوية والجامعية».

الأستاذ سامر منى

يذكر أن الباحث "ياسر صاري" من مواليد "1943"، وهو مدرس لغة عربية في ثانويات "اللاذقية"، وله إصدار بعنوان "صفحات في تاريخ اللاذقية" وعدد من الدراسات، إضافة إلى إصدار قيد الطبع بعنوان "الخطابة بين الشرق والغرب"، قدم محاضرته "لغة أوجاريت" في صالة جامع "العجان" بدعوة من مديرية أوقاف "اللاذقية".

تطابق اللغتين الأوجاريتية والعربية