يراعي النحات "مهيار سواس" إظهار الزوايا في عمله النحتي بملتقى "أغافي" لنحت الخشب، أكمل قسماً كبيراً من عمله قبل أقرانه، هذا العمل خطوة للفنان على طريق تطوير عمله، ويقدم من خلاله رسالته.

مدونة وطن "eSyria" التقت النحات الشاب في الملتقى بتاريخ 6 تشرين الثاني 2014، حيث بدأ "سواس" عمله بزوايا هندسية أكثر من الباقين، منشغلاً بالاستدارة حول عمله يرعاه من جميع الجهات، يتحدث عن ذلك بالقول: «الزوايا تظهر الضوء والظل بشكل أفضل حتى مع كمية قليلة من الضوء».

الزوايا تظهر الضوء والظل بشكل أفضل حتى مع كمية قليلة من الضوء

النحات الشاب لا يتقيد عادة بالعمل على مادة دون سواها، ولكنه هذه المرة يشارك في ملتقى لنحت الخشب، ولذلك عليه أن يقدم ذات العمل الذي قدم منه نموذجاً مصغراً، وهذه المرة بطول يزيد على المترين، وعن ذلك يقول: «قد يكون عملي قريباً من المنحوتات الحجرية لأن النموذج الأساسي ليس من الخشب، إدارة الملتقى قبلت مشاركتي بناء على هذا النموذج، بكل الأحوال هذا تحد لي فالخشب له وقعه الذي يختلف عن غيره».

يارا المتوالي

تحدث النحات الشاب عن رغبته بتقديم إبداع خارج عن المألوف لكن ذلك -كما يبدو في ذهنه- يجب أن يتم على مراحل: «نضطر نحن الفنانين الشباب لإظهار مهاراتنا التقنية أولاً، علينا أن نقنع النحاتين السابقين بأننا ماهرون ومتمكنون من تقنيات النحت، مع أننّا كشباب نميل إلى الطروحات الخارجة عن المألوف، لكني أبتعد عن ذلك على الأقل في هذه المرحلة».

إلى جانب "سواس" ينحت "كمال سميا" الذي أراد لعمله أن يكون مختلفاً حتى عن النموذج الذي قبل فيه للمشاركة في الملتقى: «كتلة الخشب التي أعمل عليها لا تتفق مع شكل عملي الذي تقدمت للمشاركة به في الملتقى، لذلك تجدني أعدل النموذج ليصبح عملاً مختلفاً كلياً».

مهيار سواس

لم ينصب "سميا" هيكل عمله عمودياً، وبخلاف الجميع وضع خشبته مستلقية لتناسب فكرته، يوضح ذلك بقوله: «أحب العمل بأسلوب يتعاكس من الباقين، أعتقد أن التفكير بهذه الطريقة يخلق حالات إبداعية كما لو أنها تحد للفنان».

"مهيار سواس" و"كمال سميا" يشاركان في الملتقى إلى جانب "غاندي خضر"، "ربيع القرعوني"، "ولاء كاتبة"، "يارا المتوالي"، "حنان الحاج"، "بيلسان أحمد"، وهم جميعاً نحاتون شباب إلى جانب نحاتين آخرين معروفين، هما: "محمد بعجانو"، و"أبي حاطوم".

ولأن مشاركة الشباب وتطوير عملهم هي الهدف من الملتقى يحدثنا "بعجانو" عن المشاركين، ويقول: «جميع الأعمال المشتغل عليها من الشباب مستواها جيد، وهي أهم من أعمال كثيرة في ملتقيات أخرى، عموماً يشتغل هؤلاء الشباب على أكثر من مدرسة، ويمكن أن نجد عملين أو ثلاثة تنتمي إلى مدرسة واحدة، ومن المهم أن يلتقوا مع غيرهم ويتبادلوا الخبرات لكي يتطور مستواهم ويتقدم».

"عماد كسحوت" مدير مديرية الفنون في وزارة الثقافة يوضح غاية المديرية من إقامة هذا الملتقى وتطعيمه بأسماء تملك الخبرة والسمعة، ويقول: «تمت دعوة ثمانية فنانين شباب بعد مسابقة قدموا فيها نماذج عن الأعمال التي سينجزونها في الملتقى، أضيف إليهم اثنان من النحاتين أصحاب الخبرة في مدينة "اللاذقية" كضيوف شرف، بغية خلق حوار فني بين الجيلين، ولما سيقدم الاحتكاك مع هذين الفنانين خبرة للشباب في مسيرتهم المستقبلية».

يذكر أن، مديرية الفنون في وزارة الثقافة أقامت أكثر من ملتقى للفنانين الشباب في "دمشق"، ومؤخراً في "طرطوس"، واليوم في "اللاذقية" بعد أن تم اختيار فندق اللاذقية لإقامة هذا الملتقى الذي ابتدأ في الأول من تشرين الثاني، وينتهي في 13 منه، برعاية وزارة الثقافة، وبالتعاون مع وزارة السياحة، والأعمال التي ستنجز ستقتنيها وزارة الثقافة بعد معرض اختتام الملتقى.