تعد "كسب" واحدة من أجمل أماكن الاصطياف في الساحل السوري، لكن معظم من عرفها جهل تاريخها والحضارات التي مرت عليها، ولأجل ذلك ألقى المهندس "هاكوب بيدرجيكيان" محاضرة بعنوان "تاريخ كسب عبر العصور".

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 26 تشرين الأول 2014، تابعت المحاضرة في دار القراءة بالمتحف، والتقت المهندس المعماري "هاكوب بيدرجيكيان" ليحدثنا عن مشاركته: «أنا ابن "كسب" وقد قمت بجمع معلومات بحثي هذا من بعض المراجع التاريخية، كي أعرّف الناس بتاريخ البلدة والحضارات التي مرت عليها، بدءاً من عهد الملك "ديكران" إمبراطور أرمينيا ما بين (95-55) قبل الميلاد حتى يومنا هذا، إذ يجهل الكثيرون أن عمر البلدة الفعلي يزيد على الألفي عام، وقد مر عليها عصور من الازدهار والكثير من الحروب، تعرض خلالها الأرمن لمجازر عدة».

أنا ابن "كسب" وقد قمت بجمع معلومات بحثي هذا من بعض المراجع التاريخية، كي أعرّف الناس بتاريخ البلدة والحضارات التي مرت عليها، بدءاً من عهد الملك "ديكران" إمبراطور أرمينيا ما بين (95-55) قبل الميلاد حتى يومنا هذا، إذ يجهل الكثيرون أن عمر البلدة الفعلي يزيد على الألفي عام، وقد مر عليها عصور من الازدهار والكثير من الحروب، تعرض خلالها الأرمن لمجازر عدة

ويتابع: «إضافة إلى تاريخها العريق، فهي غنية بالمباني التراثية القديمة من بيوت ومدارس وأديرة وكنائس، حيث صممها مهندس إيطالي عام 1918، وانتهى من بنائها مع الدير والمدرسة عام 1925، وحضر الافتتاح آنذاك بطريرك القدس واللاتين وسفير البابا، ومازالت هذه الأبنية محافظة على وضعها الأصلي بفعل عمليات الترميم المستمرة التي نقوم بها بالتعاون مع جمعية "أرض وثقافة" الأرمنية للحفاظ على تراثها الأرمني القديم».

المهندس إبراهيم خير بيك بين الحضور

وللحديث عن هذه الفعالية وأهمية المحاضرة، التقينا المهندس "إبراهيم خير بك" مدير الآثار والمتاحف، فحدثنا قائلاً: «لدينا تقصير كبير تجاه "كسب"، فلا يوجد أي مبنى مسجل سواء كان كنيسة أم بناء قديم، لكننا نسعى اليوم لتسجيل هذه المباني على لائحة التراث الوطني في وزارة الثقافة بالتعاون مع المجلس الأرمني وبلديتها، وكانت محاضرة "تاريخ كسب عبر العصور"، للمهندس "بيدرجيكيان" المختص في ترميم الآثار والكنائس والمباني القديمة، خطوة لتعزيز هذه الجهود، حيث ألقى الضوء على نواحي الحياة في البلدة، تاريخياً واجتماعياً وثقافياً، وقد أعجبت كثيراً بأسلوبه في استعراض الحقائق وسهولة إيصال المعلومة إلى المتلقي، الأمر الذي يساهم في زيادة وعي وثقافة الناس على اختلاف مستوياتهم العلمية والفكرية، وهو ما نسعى إليه دائماً في استضافتنا لمثل هذه الفعاليات».

كما التقينا أحد الحضور وهي المهندسة "يمن هارون" لتحدثنا عن رأيها: «كانت المحاضرة قيمة، غنية بالمعلومات التي كنا نجهلها عن "كسب"، تاريخاً وحضارة، وأثارت دهشتنا المجازر الكثيرة التي تعرض لها أهلها، والتي لم نكن على علم بمعظمها، تمنينا أن يتخلل هذه المحاضرة صور توضيحية لكانت أغنتها أكثر ورسّخت الأفكار في عقول الحضور بصورة أكبر، ومع ذلك كان الإقبال لافتاً، وامتلأت القاعة بالحضور، وهذا يدل على وعي الإنسان السوري وسعيه الدائم لتوسيع أفقه ومعرفته لتاريخه في كافة الظروف».

جانب من الحضور

يذكر أن المحاضرة ألقيت في المتحف الوطني في "اللاذقية"، ضمن فعالية "قراءة في كتاب" التي يقيمها أسبوعياً في دار القراءة التابع له.

يمن هارون