يهوى المهندس "أمل مرعشلي" الفن بكل أشكاله؛ من غناء وعزف وتخطيط ورسم ونحت، فكانت لوحاته ومنحوتاته التي شارك بها في معرض الفن التشكيلي في المتحف الوطني، ذات إيقاع موسيقي، ناغم فيها بين الماضي العريق والأمل بمستقبل أكثر إشراقاً.

مدونة وطن "eSyria" وأثناء حضورها المعرض بتاريخ 26 تشرين الأول 2014، التقت المهندس الميكانيكي "أمل مرعشلي"، فحدثنا عن مشاركته قائلاً: «شاركت بعدة لوحات ومنحوتات، تتنوع من حيث المضمون؛ فخصصت قسماً للوحات الأزهار، وآخر للوحات التراثية كقلعة "حلب"، وقلعة "صلاح الدين"، ودير "الصليب"، أما المنحوتات فهي بمجملها منحوتات خشبية، كمنحوتة "انبثاق" وهي عبارة عن جذع شجرة مصمت؛ فرغته على شكل آدم وحواء اللذين يعبران عن انبثاق البشرية، ومنحوتتان بعنوان: "لحظة طرب" و"حماة الديار"، إضافة إلى جذعي شجرة قمت برسم الجامع الأموي على أحدهما، وحي دمشقي على الآخر، كما شاركت بلوحة "الشهيد" التي نلت عليها جائزة تقدير عام 1997، أثناء مشاركتي في معرض رسم في دولة "الكويت"».

نفتقد لمثل هذا الفن الراقي الذي يمتلئ بالمعاني والأحاسيس، خلافاً لما نراه لدى بعض فناني السوق، فهذه اللوحات تعبر عن أصحابها، والرسام هنا لا يتقيد بنوع معين من الفن أو ما هو دارج، إذ نجد اللوحات معبرة وصادقة وبعيدة عن التكلف، إضافة إلى تنوع الأفكار التي تطرحها

وعند سؤالنا له عن أهمية المشاركة في مثل هذه المعارض، أجاب: «تأتي مشاركتي ضمن مجموعة "لون شرقي"، لنري الناس أن الفن ليس منوطاً بالفنانين حصراً، فلكل إنسان إن أراد شيئاً يبدع فيه بعيداً عن مجال عمله، يفرغ فيه طاقاته ويخرجه من روتين الحياة العملية الممل، ومن هنا تأتي أهمية هذه الملتقيات الفنية، التي تفسح المجال أمام المواهب، بغض النظر عن خلفياتها الثقافية، وخلق مجتمع بذائقة فنية عالية، وأشكر وزارة الثقافة ومديرية الآثار لدعمهما مثل هذه الفعاليات، وأرجو تكرار هذه الملتقيات وتقديم التسهيلات الممكنة لإقامتها».

المنحوتات الخشبية

كما التقت مدونة وطن أحد المشاركين في المعرض وهو المهندس المعماري "إلياس نعمة"، عضو مكتب لجنة العمارة والتراث والآثار، وأحد أعضاء "لون شرقي"، وكان له عدة لوحات مائية عن مناطق تراثية في أحياء "اللاذقية" القديمة، وقال: «شاركت في هذا المعرض بهدف تعريف الناس ببعض الأماكن التراثية في مدينة "اللاذقية"؛ كالحارة "الفوقانية" و"القنطرة"، التي يجهلها الكثيرون بسبب قلة الاهتمام والمتابعة لهذه المعالم القديمة، وأرجو من خلال مشاركاتي هذه أن أوصل صوتي إلى الجهات المعنية، كي تتخذ الإجراءات اللازمة من ترميم وتخديم لهذه المناطق، كما هو الحال في "دمشق" القديمة».

حدثتنا السيدة "أوديت خزام"، وهي مدرسة رياضيات وإحدى زوار المعرض، عن رأيها بما شاهدته من لوحات، تقول: «نفتقد لمثل هذا الفن الراقي الذي يمتلئ بالمعاني والأحاسيس، خلافاً لما نراه لدى بعض فناني السوق، فهذه اللوحات تعبر عن أصحابها، والرسام هنا لا يتقيد بنوع معين من الفن أو ما هو دارج، إذ نجد اللوحات معبرة وصادقة وبعيدة عن التكلف، إضافة إلى تنوع الأفكار التي تطرحها».

لوحة الشهيد

من الجدير بالذكر أن المعرض أقيم بالتعاون مع وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار والمتاحف، ويستمر مدة خمسة أيام، يشارك فيه ثلاثة فنانين إضافة إلى المهندسين "أمل" و"إلياس"، وهم: "رامي اسماعيل"، "يامن مرعشلي"، و"عبدو نبيعة".

إلياس نعمة