إنصات الجمهور على مدى ساعة ونصف الساعة من العزف ما هو إلا دليل على استمتاعه بما سمعه، وتطور ذائقته الموسيقية بشكل لافت.

بهذه الكلمات علق "زيد الراهب" مدير المركز الوطني للموسيقا، على الحفل الذي أقامه المركز في دار الثقافة بـ"اللاذقية"، وحضره جمهور كبير.

الثنائية شكلت حالة نخبوية من العزف، وقد كنا متجانسين، وبثينا طاقة إيجابية في بعضنا بعضاً

وأضاف "الراهب" في حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 أيلول 2014: «الأمسية هادئة وتخللها بعض المقطوعات التفاعلية التي تحرض الجمهور، والحفل مدروس تماماً بفقراته وخلفياته وخصوصيته.

العازفون هم أساتذة المركز الوطني للموسيقا، وقد أدخلنا بين المقطوعات الموسيقية مقطوعات شعرية تحاكي التجربة الغجرية، وحتى المقطوعات ارتبطت بشيء له علاقة بالغجر».

وتابع "الراهب": «الحفل اليوم اقتصر على الغيتار، وقد استهدفنا فيه جمهور هذه الآلة، وقد حرصنا على تقديم بعض الآلات الأخرى في مقطوعات محددة لإضفاء جو تفاعلي وحيوي عليه».

من الأمسية

جمهور العرض تمنى لو كان في الهواء الطلق، هكذا تقول المحامية "هند حسن": «إنها أمسية ممتعة وتأتي في وقت مميز، لكن هكذا عروض تبدو أكثر متعة في الهواء الطلق، حيث يكون للمتلقي قدرة أكبر على أن يسرح بخياله ويصل بروحه إلى السماء».

الحفل تخلل تقديم مقطوعات بعضها إسباني؛ وقد نال معظمها استحسان الجمهور، بينما كان المفاجأة بارتجال العازف "بشار بلة" مقطوعة على المسرح، "بلة" قال: «كنت موفقاً باختياري، خصوصاً المقطوعة التي ارتجلتها أمام جمهور تميز باستماعه الجيد، وتمكننا من ضبط إيقاع الحفل والحفاظ على الجمهور طوال مدته، علماً أن الجمهور تطور موسيقياً بشكل كبير خلال المرحلة الأخيرة».

وأضاف "بلة": «أحمل شعوري للجمهور، وأستعرض حالتي بالموسيقا، وقد كنت اليوم أمام امتحان العزف بحضور طلاب أدربهم ينتظرون أن يستمعوا إلى إبداعات أستاذهم، ويريدون لها أن تكون الأفضل».

يبدو لكل عازف من اسمه نصيب، وكان للعازفة "ميلودي كورية" نصيبها من الموسيقا، وتقول "كورية": «لعب اسمي دوراً في حبي للموسيقا مبكراً، اليوم كانت حفلة غيتار، وكانت الغيتارات طاغية، وقد حاولت إيصال جمال وروعة الفلوت للمتلقي، ونقله إلى عوالم جديدة، إلى طبيعة وجمال وفرح، الثنائية مع الغيتار أعطت جمالية للمقطوعة، فالثنائيات لها طابعها الخاص وشغفها بالنسبة للجمهور، والمقطوعة التي قدمناها هادئة واستطاعت الوصول بشكل جيد إلى آذانهم وقلوبهم، بالنسبة لي أرى أن "الفلوت" آلة مظلومة في العروض، وعلينا كعازفين أن نعطيها حقها ونوصلها للمتلقي بأبهى لحن».

من جانبه قال العازف "ورد مريشة": «جمهور الأصدقاء لعب دوراً إيجابياً في تشجيعي، هذه الحفلة الأولى لي من هذا النوع ولها خصوصية معينة، اليوم مفصلي في حياتي والحمد لله قدمت فيه شيئاً مهماً، وقطعت شوطاً إلى الأمام، أحب الأنماط الموسيقية الهادئة، واليوم عزفت تفكيري وإحساسي الداخلي، فهناك مقطوعات أغيب عن الوعي في عزفها وأعزف باللا وعي، وقد تجلى ذلك في آخر مقطوعتين».

وختم "مريشة" متحدثاً عن ثنائيات الغيتار التي تخللها العرض: «الثنائية شكلت حالة نخبوية من العزف، وقد كنا متجانسين، وبثينا طاقة إيجابية في بعضنا بعضاً».