قدم معرض "أوغاريت معلمتي" فنانين صغار أظهروا مواهب فنية متميزة ارتبطت بآثار أوغاريت وأبجديتها؛ ضمن فعاليات "مهرجان الأسبوع الثقافي".

مدونة وطن "eSyria" جالت في المعرض الذي أقيم في "دار الأسد" بـ"اللاذقية" بتاريخ 12 نيسان 2014، والتقت الطالب "أحمد مصطفى الأطرش" أحد المشاركين في المعرض ليقول: «أشارك بلوحتين من وحي مملكة أوغاريت العظيمة التي قدمت الحضارة إلى العالم، رسمت في إحداهما غزال وحول عنقه أفعى، مستخدماً الرمل النهري والبحري إضافة إلى قشور البيض وبذور الشمام والمشمش التي شكلت بها إطار اللوحة، وهي أول خطوة لي في طريق رسم اللوحات الخزفية، وللوهلة الأولى قد يستغرب بعضهم ما نفعله؛ لكننا في مركز "الكاملية" تعلمنا أن كل شيء يمكن الاستفادة منه بتشكيل لوحات نزين بها جدران منازلنا ومدارسنا».

أهم مشكلة واجهتنا هي غياب الدعم المادي لتطبيق المشروع، وسبق لإدارة مدرسة "الكاملية" المساهمة بتكاليف إحياء الأبجدية والكتابة المسمارية، وهذا المعرض قمت والأطفال بتحمّل تكاليفه لنوصل رسالة تراثية وأخرى بيئية إلى المجتمع

الطالبة "مريم علي صالح" تعلمت فنون لوحات الخزف من المخلفات، وعن مشاركتها في معرض "أغاريت معلمتي" قالت: «تعلمت حضارة بلادي بشكل أوسع وكيف يمكنني عكس مشاعري وعشقي لوطني الذي أعتز به من خلال لوحات بسيطة التكاليف مكوناتها من الطبيعة ومخلفاتها، مشاركتي كانت بلوحة رسمت فيها معبداً أوغاريتياً للإله "بعل" إله الأمطار لدى الأوغاريتيين والمواد التي استخدمتها هي: "قشور البصل، وقشور البطاطا، وبذور الكتان الناعمة، وحبة البركة السوداء، وورق السر، والرمل النهري والبحري"، ولم أضع إطاراً للوحة لكوني فرشت أرضيتها بقشور البصل التي أعطتها جمالية وتناسقاً».

الطالب "أحمد الأطرش" يتأمل لوحته

الفنانة "زينة حسن" المشرفة على مركز "الكاملية" وصاحبة فكرة "أوغاريت معلمتي" قالت: «فكرة استلهمتها من عظمة مملكة أوغاريت وباشرت تنفيذها عام 2012 في مدرسة "الكاملية"، وهذا المعرض نتاج عمل 23 طالباً وطالبة من الصف الأول وحتى الثالث الإعدادي، يتمثل مشروعنا بإعادة إحياء لغة أوغاريت والكتابة المسمارية اللغة الأصلية للمملكة العظيمة، تعلم الأطفال حروف اللغة المسمارية وخصائصها بالتدريج، وقام كل منهم بكتابة اسمه بالمسمارية.

وفي سبيل إيصال الفكرة إلى الطفل اعتمدت على إعادة إحياء الحضارات بأذهان الأطفال للتعرف على هوية وتاريخ وطننا والتعمق بجذوره، مع التركيز على ثقافة استغلال المخلفات الطبيعية، والجميل أن جميع الطلاب أحبوا الفكرة وعملوا على تنفيذها بسلاسة وقدموا إنتاجهم الذي سيكون بداية لرصيد فني مزهر».

الطالبة "مريم صالح" ولوحة معبد الإله بعل

وختمت بطرح الصعوبات التي واجهتهم أثناء تنفيذ الفكرة: «أهم مشكلة واجهتنا هي غياب الدعم المادي لتطبيق المشروع، وسبق لإدارة مدرسة "الكاملية" المساهمة بتكاليف إحياء الأبجدية والكتابة المسمارية، وهذا المعرض قمت والأطفال بتحمّل تكاليفه لنوصل رسالة تراثية وأخرى بيئية إلى المجتمع».

جدير ذكره أن معرض "أوغاريت معلمتي" يقام ضمن فعاليات المهرجان الثقافي الذي تقيمه وزارة الثقافة في الفترة من 13 ولغاية 17 نيسان 2014 بمناسبة أعياد نيسان، وتضمن يومه الأول معرضاً لرسوم الكاريكاتير ومعرضاً للكتاب، ومعرضاً للفن التشكيلي وعرض مسرح عرائس، ومعرضاً الخزف والخط العربي، وحفلاً فنياً قدمه طلاب دار "نينوى" بالتعاون مع كورال "الأمانة السورية للتنمية"، ومن فعاليات المهرجان ندوة ثقافية وظهريات أدبية.

الفنانة "زينة حسن"