بين صوته الدافئ، وحضوره المميز بضحكة مجلجلة، تنساب أغانيه في مساءات الأوركسترا، ويحضر "وديع الصافي" و"فيروز" وعمالقة الفن العربي، والكل ينصتون بشغف وبحب إليه.

أحيا الملحن والموسيقي السوري "غابي صهيوني" حفلة موسيقية غنائية في نادي "الأوركسترا" في "اللاذقية" مساء السبت 5 نيسان 2014، قدم فيها مجموعة من أغاني الطرب العربي الأصيل، فغنى لـ"فيروز، وملحم بركات، ونصري شمس الدين، وجوزيف صقر، وأم كلثوم"، وآخرين.

هذه الأغنيات لم تعد مجرد أغانٍ تتحدث عن الحب فقط، بل هي أغانٍ للوطن والإنسان، ولم تعد ذاكرتي تميز بينها وبين الوطن، من هنا أرى أن رسالة الفن هي في استحضار هذه اللحظات الملأى نبضاً وحباً في ظل الظروف السورية المأساوية الراهنة

استطاع "غابي" بحضوره المميز كعادته أن يشد أنظار الحاضرين وآذانهم، فصوته الممتد والواسع يستطيع مقاربة أصوات هؤلاء، ويترك على كلمات أغانيهم بصمته الخاصة، يقول الشاب "عمار محمد" في حديث مع مدونة وطن “eSyria” عن صوت "غابي": «فيه دفء، وفيه انطلاقة في فضاء الأغنية، ينسى أنه يغني أمام جمهور، يذوب في الأغنية حتى تكاد تظن أنه مُؤلّفها وملحنها ومغنيها، لـ"غابي" مستقبل باهر ينتظره خاصة مع تعلمه الموسيقا الشرقية والغربية وتمكنه من العزف على البيانو والعديد من الآلات الأخرى».

وقوفاً يتابعون الأغاني

شارك "غابي" في مهرجان "قيثارة الروح" في دار الأوبرا في "دمشق" بأغنية "عالم فوق وعالم تحت"، من كلمات "أيهم مريشة" وألحانه وغنائه مع "حنان إبراهيم"، وحاز جائزة أفضل عمل متكامل عن الأغنية، يرى الموسيقي "براق خليل" أن إبداع "غابي" يتمثل في قدرته الكبرى على التصعيد الجسدي والنفسي، فرغم إعاقته الجسدية، ترى ضحكته ومزاحه يملآن المكان بكل تفاصيله، واليوم قدم "غابي" مزيداً من البهجة والفرح بصوته وحضوره سوية.

من جهته أشار الملحن "غابي" إلى أن رحلته الموسيقية والفنية بدأت تعطي ثمارها بوجود هذا العدد من المحبين له ولصوته، وقال إنه يسعد أكثر عندما يستمع إلى آراء المختصين في أدائه الفني، ويقول أيضاً: «هذه الأغنيات لم تعد مجرد أغانٍ تتحدث عن الحب فقط، بل هي أغانٍ للوطن والإنسان، ولم تعد ذاكرتي تميز بينها وبين الوطن، من هنا أرى أن رسالة الفن هي في استحضار هذه اللحظات الملأى نبضاً وحباً في ظل الظروف السورية المأساوية الراهنة».

"غابي" يغني وجمهور بتايع

يذكر أخيراً، أن الملحن "غابي صهيوني" سبق له أن لحن عدداً من الأغنيات الخاصة، ودرّب القسم الشرقي في كورال 2000، ولديه مشاريع تعاون مع الفنان "حسام مدنية" وآخرين.