التقت الإعلامية "أوغاريت دندش" والأديبة "أنيسة عبود" في الندوة الثالثة في مهرجان "المحبة- الباسل" حول (آفاق الإبداع عند المرأة العربية)، وأدار الندوة الإعلامية "نهلة السوسو". فقد طرحت "دندش" في المداخلة تجربتها من خلال إبحارها إلى شواطئ "غزة"، بينما تناولت "عبود" التسلسل التاريخي لإبداع المرأة العربية من القرن التاسع عشر وحتى بدايات القرن الواحد والعشرين.

موقع eLatakia التقى الإعلامية "أوغاريت دندش" التي حدثتنا عن مشاركتها قائلةً: «منذ تغطية مؤتمر "حق العودة" في "دمشق" 2008 وبعد سماعي صدفة السيد "معن بشور" عن إمكانية الإبحار بسفينة إلى غزة عملتُ لأكون على متنها، والحلم تحقق، الموقف يتطلب إمّا وقفة عزّ أو ذلّ. فكان القرار الطبيعي هو الصعود إلى السفينة وبالتالي وقفة عز، كنا نحمل معنا بعضاً من الكرامة التي أصحبت مفقودة في الساحة العربية».

حين يتعلق الأمر بموقف لا يمكن أن يكون هناك فرق بين رجل وامرأة إلا بقدر ما تؤثر التربية على الفرد، وكامرأة إعلامية أنا مع المقاومة بالسلاح والكلمة وبالموقف وبكل مظاهر الحياة.

وأضافت: «كامرأة وكوني تربيت في بيت توجهه عقائدي قومي واضح من جهتي والديّ، وبعد أن أصبحت السفينة أمراً واقعاً رأيت في عيون والدتي الخوف الذي كنت متأكدة أنها لن تعبر عنه صراحةً، فقلت لها كيف تضعين أمامنا صورة "سناء محيدلي" وعندما نقرر القيام بعمل بطولي نرى في عينيك الرفض؟ لسناء أم كما أنت أمي، لم تجب بأي كلمة، لكن عندما صعدت متن السفينة تلقيت اتصالاً منها قالت فيه: "لا تعودي إلا كما يليق بالأبطال ولا تفعلي إلا ما يمليه عليك الواجب أولاً والأخلاق القومية التي تربيت عليها وانتماؤك القومي لهذه الأرض.."».

درع المحبة لإحدى المشاركات

وأضافت الإعلامية "دندش": «حين يتعلق الأمر بموقف لا يمكن أن يكون هناك فرق بين رجل وامرأة إلا بقدر ما تؤثر التربية على الفرد، وكامرأة إعلامية أنا مع المقاومة بالسلاح والكلمة وبالموقف وبكل مظاهر الحياة.».

وأشارت الأديبة "أنيسة عبود" قائلة: «يشتمل الإبداع عند المرأة السورية على محاور متعددة ومترابطة وتسوق لنتيجة واحدة؛ لا إبداع دون حرية ولا حرية دون تعليم ولا تطور دون رصد لمعانات المرأة حتى يستطيع هذا الألم أن يُخرج من رماده طائر فينيقي جديد يحلق في فضاء الحرية والإبداع.

قضية المرأة تتمتع برصيد نظري هائل وكم كبير من الشعارات والاجتهادات يعود تاريخها إلى بدايات القرن التاسع عشر لتكون ورقة مرورٍ نحو آفاق جديدة من التطلعات، حتى بدأت بوادر مبشرة في مطلع النهضة، حيث تقدم الأدب النسائي بانطلاقته الأدبية العامة فكان مظهراً نهضوياً قومياً بدليل تنوعه وتعدد أهدافه، فحضرت الرواية والشعر كما القصة والموسيقا، وأيضاً الصحافة والمسرح، واللافت أن هؤلاء النسوة كتبن بأسمائهن الصريحة في حين كانت المرأة بتلك الحقبة تكتب بأسماء مستعارة».

وتابعت قائلة: «كانت المرأة في الخمسينيات والستينيات تقلد الرجل وهو المثل الأعلى لها، فكلما كانت كتابتها متشابهة مع كتابته فهي متألقة ومتميزة "كوليت خوري، قمر كيلاني.." وهذا الوضع نتيجة امتلاك المرأة للمعرفة ودخول الجامعة كما المثاقفة نتيجة التغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، كل ذلك دفع المرأة لتطوير أدواتها وامتلكت الآليات اللازمة لنجاح نص مختلف ومغاير وحاولت أن تخرج من ثوب الرجل ومن عباءته لتنجز نصها وليكون خطابها الفريد الذي يتحدث عنا أو يقود مشروعها الخاص، لذلك ظهرت كتابات لافتة للنظر».

وتجدر الإشارة إلى أن المشاركات الثلاث في الندوة سلموا وشاح المقاومة الفلسطينية من أخواتهن في حركة حماس بـ"اللاذقية"، كما سلمن درع "مهرجان المحبة".