الألوان وحدها من تصنع التعابير وتقدمها رهينة لمنظر سريع يأخذك بجماليته إلى زمان ومكان لا أبعاد فيه ولا حتى تواقيت، إنه الفن عالم من الخطوط والعبارات الغير مكتوبة ترمي دوماً إلى مغازلة عيون متابعيها لتغتال براءة ملاحظاتهم وتخيلات رساميها.

المكان ليس بغريب والفنان أيضاً ليس بضيف بل هو من عمق الرسوم والحكايات، "ناي آرت" احتضن تصورات الفنان التشكيلي "رامي صابور" الموحية ومع اللحظات التي تصورت نفسك تتغزل في الألوان وتمازجها كان عازف "السكسفون" يرتل من صخب الحياة ما هو من جنسها.

"رامي صابور" وفي حوار مع eLatakia في 14/7/2008 جاء على ضوء معرضه المقام في "ناي" قال: الصدق في التعبير والصدق في اللون وتوضعاتها هي محور اللوحة وكامل مصداقيتها، وأنا بشكل عام أتعمد العمل على الألوان لأني أحب أن اصنع منها سيمفونية لونية تبحث كثيراً عن المتعة والإحساس الحقيقي.

من معرض رامي صابور

عن اليوم وتلك اللوحات المشردة هنا وهناك تسر الناظرين على الرغم من ضيق مساحاتها الفنية والتي تساهم بالكثير من الفنية وعوامل إظهارها فيقول "صابور": هناك من يقولون أني أحب دائماً أن أختار الاستضافة في عالم الألوان وهذا وللشهادة سر حبي وعشقي للفن التشكيلي الذي أعمد فيه إلى منح لوحاتي الكثير من المحاكاة الفنية من خلال استضافة اللون الفلاني على مساحة من اللون الأخر، وبالتالي تربعه على عرش الألوان، هنا لا يسعك إلا أن ترى بروز الطاقة التعبيرية الواضحة على لوحة واحدة.

ويتابع "صابور" حديثه قائلاً: هنا، وفي خبايا لوحاتي لا يسعك إلا أن ترى الحب والحياة والإنسان والطبيعة، وحتى الحلم، فالفنان هو من يحلم عن الناس ويفكر ملياً بأعباء الناس فيجسد قصيدته الملونة كما يراها على لوحة فنية واضحة.

من معرض رامي صابور

"رامي صابور" والذي اختار eLatakia ليفصح عن معرضه الذي شارك فيه في الولايات المتحدة الأمريكية وصالة "الفورت هاملتن" الشهيرة في نيويورك إلى جانب الكثير من الفنانين السوريين الكبار أمثال "مصطفى علي"، "نزار صابور"، "ادوار شهدة"، "هزير إسماعيل" حيث شارك "الصابور رامي" بعشرين عمل وباقي الفنانين شاركوا بعمل واحد لكل منهم.

أما من حضر المعرض فهم كثر على الرغم من صغر المساحة ولكن اختار الشاعر اللبناني والقادم من جنوب لبنان "رامي كنعان" قال في مستهل وجوده باللاذقية و"ناي آرت كافيه" على وجه الخصوص:"ناي نموذج رائع من المقاهي التي إذا ما جلست فيها لامست روحك بشتى معاني الفنون سواء النسمات الناعمة التي أضفاها عازف "الساكسفون"، وما تراه عيناك من تعابير الفنان "رامي صابور".

أما الفنانة التشكيلية الشابة "شذى حيدر" فقالت في دقائق وجودها في المعرض: إني رأيت في لوحات المعرض اندماج واضح لصرخات الألوان والتي اتصفت بالغموض فالألوان هي ألوان دافئة صيفية راعها الغموض الأبيض والبنفسجي.