سوناتا وقصة حب أوجدتها الطبيعة بدون قصد مسبق، وحققتها الظروف لتخرج إلى الحياة خالدةً بدون الإضافات والكماليات البالية، وهذه المرة يدخل قيس زريقة في حقل الإخراج من خلال عمله سوناتا الذي زين خشبة مدرج الباسل ضمن فعاليات المهرجان المسرحي الفرعي الأول في جامعة تشرين، ومع قيس كان الشابين هبة شاهين وفراس أسعد القادمين إلى صدر المسرح من باب عريض وموفق.

eLatakia التقى بفريق العمل المكون من قيس زريقة مخرج العمل وهبة شاهين وفراس أسعد في التمثيل حيث قال قيس: "إن العمل من تأليف نيوقلاي خايتوف، وهو مستوحى من مسرحية زورق في الغابة، والعرض يحكي عن الحب وما يجول في داخلنا من العاطفة القوية والإنسانية الأسمى لهذا الشعور ويروي النص قصة شاب وفتاة التقيا صدفة في عرض الغابة بينما كانت الفتاة تجمع الحطب وبعد نقاش كبير بينهما وحوار طويل انتهى إلى نشوء شعور فجائي طالهما وحب عميق ساد لقائهما، وتابع زريقة: "إن نجاح هذا العمل ما كان ليتحقق إلا بوجود التوافق الكبير بين الممثلين وبيني كعلاقة استمرت طيلة فترة التحضير والتي لو طالت قليلاً لكان العمل أفضل من العرض الأول.

أما ماريا الغابة والتي قامت بدورها الشابة هبة شاهين فقالت: "إن هذا العمل هو فرصة متاحة لنا نحن طلاب الدورة الماضية لإعداد الممثل لتطبيق ما تعلمناه منها وتجسيده كصورة حية على خشبة المسرح في هذا المهرجان، وجمالية هذا النص هي التي دفعتني إلى المشاركة فيه بالإضافة إلى تفاهمي الكبير مع قيس وفراس ككادر عمل مسرحي.

أما حارس الغابة والشاب القادم بقوة إلى المسرح وواجهته فراس أسعد قال: "إن العمل مع شخصين رائعين مثل هبة وقيس ونص جميل من واقعك وشخصيتك الحقيقية أسباب كفيلة لتدفعك إلى تجسيد نفسك على المسرح، وأنا شخصياً كنت أنا نفسي على المسرح بكل ما فيها، وخصوصاً في القسم الثاني من العمل ولا أنكر أنني تعبت كثيراً في القسم الأول من العمل لأن تجسيد دور الحارس الجاف والقاسي تحتاج كثيراً كي تتقمصها وتندمج مع شخصيتين مختلفتين بالمشاعر من خلال الحارس القاسي والشاب العاشق الرقيق، وأعتقد أن مشاوراتنا ومناقشاتنا المستمرة نحن الثلاثة أعطت صفة مريحة وصبغت أداءنا بالنجاح إنشاء الله".

أما الفنانة المسرحية رغداء جديد أحد المدربات اللواتي شاركن في دورة الإعداد الماضية ومن خلال حضورها ومتابعتها للمهرجان وعمل سوناتا بشكل خاص قالت: "إنني أحببت هذا النص وكم تمنيت كثيراً أن أعمل به وهو نص ناعم ورقيق وحين حضرت التدريبات التحضيرية لهذا العمل تخيلت نفسي أني أنا من يعمل بين كادره لأنه نص رائع، أما عن الممثلين المشاركين بالعمل قالت السيدة جديد: "إن الممثلين الذين قاما بدوري العمل هم جدد على الساحة المسرحية وحري بنا أن نشكرهم على أدائهم فيه على الرغم من ظهور التلحين على عبارات الفتاة ماريا في أول العمل وما قام به الممثلان خلال البروفات كان أفضل أداءً من اليوم وذلك لعدم الانفعال مع جو المسرح الجامعي ذو الحضور الجامعي الكبير في بداية العمل والعرض، ولكن العمل ارتقى إلى التألق تدريجياً حين تفاعل الممثلان مع النص في القسم الثاني من العمل وفي ظل الانفعال العاطفي الكبير الذي استحضره الشابان والذي من شأنه أن يجعلنا نطير تفاعلاً معهما.

وعن سبب الضعف الذي رافق بداية العرض قالت السيدة جديد: "إن هذا العمل بعرضه الأول وجميع الممثلين يعانون من العرض الأول للعمل في ظل التوتر والخوف اللذين يسودان أجواء العرض الأول، كما أن عامل الجمهور الذي حضر المسرح حين العرض كان من الحضور الجامعي والذي يتميز بعدم انضباطه وعفويته في صنع الفوضى التي تؤثر عكساً على أداء الممثلين.

أما عن تجربة قيس اليوم كمخرج فهذا النص هو بمثابة مغامرة كبيرة لكونها أول تجربة وازدادت مغامرته صعوبة لدى مشاركته للممثلين الشابين وبالنهاية يبقى العمل كإنجاز عظيم لقيس وهبة وفراس.

والجدير بالذكر أن هذا العمل هو ثالث عمل من أصل الأعمال الثلاثة المشاركة في المهرجان بعد العمل الأول فالنتاين والثاني الملك هو الملك.