هاجس البدانة أصبح المشكلة الكبيرة التي تعاني منها فتيات اليوم لكن المشكلة الأكبر هي الحميات الغذائية غير الصحية والمدروسة والإعتقاد بأن الكف عن تناول الطعام سيعطي أجسادهن الشكل اللائق.

لكن الحقيقة تكمن في أن هذا النقص بالغذاء يؤدي إلى نقص شديد بالفيتامينات والمعادن. حيث يجبر الأطباء الفتيات بعد الزواج وحصول الحمل على تعويض هذه العناصر بكورسات من الأدوية المعوضة التي من المعروف أنها فاتحة للشهية مما يؤدي إلى تناول الطعام بكثرة وبالتالي تعود السمنة من جديد، هذا التبدل بجسم الفتاة من السمنة إلى النحف ثم السمنة يشوش نظام الجسم خاصة حين يأتي موعد الولادة فلا تتم إلا بعملية قيصرية وما تخلفه من منعكسات سلبية على الطفل، بهذا التوضيح العلمي بدأت اختصاصية التغذية الدكتورة زهوات منلا محاضرتها وبحضور كثيف أغلبه من السيدات بدار الأسد للثقافة و التي تناولت النظام الغذائي للطفل بكافة مراحل نموه، فأشارت إلى أن الهدف من شرح آثار العملية القيصرية هو لفت النظر إلى ما ينتج عنها، فالطفل يبدأ حياته بتناول المضادات الحيوية مع حليب الأم ليعاني فيما بعد من ضعف المناعة وكيف أن الأم نفسها قد سارت قبل الولادة على نظام غذائي غير متوازن، ثم شبهت الدكتورة منلا حياة الطفل بمراحل نمو الشجرة فمنذ الولادة إلى عمر السنتين يكون كالبزرة وهنا يحتاج إلى حليب الأم، وبعد عمر السنة يجب الإبتعاد تماماً عن السكر والتعويض بالعسل والتمر، موضحةً أن كل ملعقة سكر تقلل من مناعة الطفل لمدة ست ساعات كما أن من الممكن إعطائه شوربة الخضار والحنطة بدون ملح أوسكر وأهم المواد الغذائية بعد عمر السنة هو العسل، ثم من عمر سنتين إلى السبع سنوات يجب مده بالخضراوات والسلطات والفواكه بدون عصرها حفاظاً على أليافها المفيدة جدا،ً وفي السبع سنوات الثانية يجب أن يشرب الأعشاب الطبيعية كالزوفا أو الزعتر البري لما تحويه من مضادات أكسدة وطاردة للبلغم ومن المواد الغذائية التي تزيد المناعة في هذا العمر القمح المبرعم وحبة البركة إضافة لنظام غذائي متكامل، لتأتي بعد ذلك مرحلة المراهقة التي تمتد من الرابعة عشرة حتى الواحدة والعشرين، وبسبب الإضطرابات الهرمونية يجب التخفيف من تناول اللحوم والإكثار من الخضراوات ثم إن القواعد الغذائية الصحية التي تعلمها في المرحلة السابقة ستريح الأهل في مرحلة المراهقة التي تتميز بالمزاجية.

بعد ذلك وجه الحضور مجموعة من الأسئلة للدكتورة منلا كالنظام الغذائي الواجب إتباعه في حال تعرض الطفل لسوء التغذية فأوضحت أن أفضل علاج لهذه الحالة هي الرز بالقشر الكامل وحبوب تسمى الماش ومن الممكن طبخ الرز مع هذه المادة، وعلى إجابة عن سؤال آخر حول قدرة المواد الغذائية في التأثير بالأمراض الوراثية فأجابت الدكتورة منلا: إن إتباع نظام غذائي مدروس سيكون مخفف للحالة المرضية حسب نوعها وسيقلل من آثاره.

بعد انتهاء المحاضرة التقى موقع elatakia بالدكتورة منلا لتوضيح مدى تأثير مثل هذه المحاضرات على االمجتمع فبينت أن تأثيرها كبير وهذا ما ألمسه من خلال تفاعلي مع المجتمع وحب السيدات لتعلم أساليب الأنظمة الغذائية لحماية أطفالهن والحضور الكثيف اليوم خير دليل على ذلك ففي زمن الأطعمة السريعة يجب العودة إلى غذاء الأجداد لما يحتويه من عناصر كثيرة منها ما هو مقوي ومنها ما هو مدعم للمناعة.

من جمهور المحاضرة التقينا بالسيدة أسماء بركات التي عبرت عن شكرها للدكتورة منلا لأنها أكتسبت الكثير من المعلومات التي ستفيدها في تنظيم نظام غذائي لأطفالها، أما الآنسة حلا فقالت: أن المعلومات الخاصة بأساليب الحمية وتأثيراتها السلبية على الحمل والولادة جديدة بالنسبة لها وبأنها لن تفوت أي محاضرة قادمة فنشر هذه المعلومات في المجتمع فائدة كبيرة بما توضحه لما كان مجهولاً في السابق.

الجدير بالذكر أن الدكتورة زهوات منلا حاصلة على شهادة ماجستير في علوم التغذية من (c.u.k) وعلى شهادة ممارس متقدم في البرمجة اللغوية العصبية (n.l.b) من هيئة البورد الأمريكي ومحاضرة في عدة مؤتمرات محلية وعربية وعالمية تعني بعلوم التغذية والطاقة الشفائية.