بهدف تحفيز طلاب الجامعات والمعاهد المتوسطة، في الاختصاصات المتعلقة بتقانة المعلومات والاتصالات، لجعل مشاريع التخرج نواة لمنتج جديد، يحمل سمة ابتكارية وأفكاراً جديدة، تتحول بعد التخرج إلى عمل استثماري يرفد السوق المعلوماتية بقيمة مضافة، أنشئت حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات.

وهاهي بعد سنتين من تأسيسها تطلق مسابقة سمتها( فكرة قد تغير العالم)، حيث تقدم للمسابقة أربعون مشروعا ترشح منها ثمانية إلى المرحلة الثانية حيث التقت بأصحاب المشاريع، واستعرضت النماذج المخبرية لكل من منها.

وفي نهاية هذه المرحلة أصدرت اللجنة تقريرها بإعلان المشاريع المتميزة والمشاريع الفائزة بالجوائز المالية للمسابقة ، في حفل حضره الدكتور ياسر حورية عضو قيادة الجبهة الوطنية التقدمية، والدكتور عماد صابوني وزير الاتصالات والتقانة ،و رئيسا جامعتي دمشق والبعث وأعضاء الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية والمشاركون وحشد من الإعلاميين بقاعة رضا سعيد في جامعة دمشق.

eSyria حضرت حفل التكريم وأجرت اللقاءات التالية:

حول أهمية هذه المسابقة ومشاركة الشباب فيها قال الدكتور ياسر حورية (عضو الجبهة الوطنية التقدمية) : أنا أرى زهرات الوطن تتفتح وسيعم خيرها على الوطن ولقد وجهنا رؤساء الجامعات لدعم هذه الحاضنات وحتى توسيعها وسينتج عنها الكثير من براءات الاختراع والمختصين والعلماء مما سيساهم في تطوير المحتوى التقاني السوري الذي سيساهم في رفد العملية الاقتصادية.

و في أول نشاط معلوماتي له تحدث الدكتور عماد صابوني (وزير الاتصالات والتقانة) عن فكرة الحاضنة أنها موجودة بالجمعية منذ سنتين، أما المسابقة فظهرت عام 2007 بهدف تصيد المشاريع التي ترفد سوق العمل، وفعلا جاءت هذه المشاريع بأفكار جيدة، وكان ومن الضروري أن نحفز أصحابها، ونوه لأهمية نشر فكرة المسابقة إلى كل الجامعات السورية و أن لا تقتصر المشاركات على كلية الهندسة المعلوماتية وأضاف "سنعمل على دعم هذه الحاضنة وتنمية قطاع المعلوماتية في سورية بعدد من الأفكار سوف نناقشها مع العاملين في القطاع نفسه لتنظيم المهنة وتحسين المحتوى المعلوماتي."

وشاركه الدكتور راكان رزوق(رئيس الجمعية السورية للمعلوماتية) الرأي معتبرا أن فكرة الحاضنة تخدم أولئك الخريجين وتعنى بمشاريعهم التي ظلت في مجال النظريات، وأدخلتهم إلى قطاع الأعمال، بدعم من الجمعية التي عملت على تأمين مستلزماتهم والانتقال من مرحلة الدراسة إلى جانب التطبيق العملي مدعمة بآلية عمل مناسبة ودعم تقاني وإداري)

وأضاف "من هنا انطلقنا لإنشاء هذه الحاضنة والتجربة الآن استقرت ونحن نعي مشاكلها التي تمحورت في الفهم الخاطئ للأشخاص،فكل لديه الرؤية الخاصة بما يتعلق بها، ومن الضروري أن نصل لتفسير موحد لها، ناهيك عن وجود الناس المتفائلين أو المتشائمين إضافة لبناء شبكة علاقات قوية تساهم في دعم إنشاء باقي الحاضنات.

وفي إيضاح عن المسابقة بينت المهندسة ريما شعبان (مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات) أن هذه المسابقة هي الأولى من نوعها والهدف منها الخروج من المشاريع الجامعية من إطار الأفكار الأكاديمية التي لا تطبق إلى الواقع بما يتناسب مع احتياجات المجتمع السوري سواء من الناحية التقنية والاقتصادية ولقد تقدم للمسابقة أربعون مشروع تم اختيار ثمانية مشاريع هي الأفضل من بين المشاركين.

وفي سؤال لموقع eSyria عن النشاطات المستقبلية للحاضنة قالت: نحن نحضر الآن لمؤتمر إقليمي يضم حاضنات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كوننا عضو في هذه الشبكة.

وعن دوره في هذه الحاضنات تحدث الدكتور وائل معلا (رئيس جامعة دمشق) إلى موقع eSyriaمشيرا أن الاتفاقية التي وقعت اليوم بين الجمعية و جامعة البعث لإنشاء حاضنة تقانة معلومات في حمص مهمة، و ما شاهدناه اليوم من تكريم للأفكار المقدمة و المشاركة في مسابقة فكرة غيرت العالم هي مخرجات رائعة للحاضنة ستسهم في دعم مسيرة الاختراع ، ولقد أقرت الجمعية أن يكون هناك مجلس أمناء لجميع الحاضنات، وطلب مني أن أكون رئيسا له ولقد قبلت.

وفي لقاء مع المهندسة عفاف الشبلي (الفائزة بالجائزة الأولى في مسابقة فكرة غيرت العالم جامعة دمشق) قالت: شاركت بالمسابقة بمشروع تحليل قاموس أنصاف مقاطع صوتية للغة العربية وهو جزء عن مركب الكلام وما يميز هذه الفكرة أنها غير موجودة بالعالم بالجودة التي نحا ول إيجادها وتطلب المشروع حجم كبير من العمل لأن عدد أنصاف مقاطع اللغة العربية كبير حيث يصل إلى (12 ألف نصف مقطع) بالإضافة إلى المقاطع التي لم يتم تسجيلها لأنها بالخمسين ألف وأكثر والمشروع كان على التوازي بإيجاد الخوارزميات والمعرفة بالإشارة وأشكالها، وأشرف على المشروع الدكتورة أميمة الدكاك التي ساعدتنا كثيرا.

وعن مشروع تطوير إطار عمل برمجي لبناء تطبيقات موزعة عالية الوثوقية الذي فاز بالجائزة الثانية تحدثت المهندسة آمنة جنيات (جامعة البعث):

شاركت في المسابقة في مشروع (تطوير إطار عمل برمجي لبناء تطبيقات موزعة عالية الوثوقية) وقد حصلنا على الجائزة الثانية في المسابقة قيمته مائتي ألف ليرة سورية) وفكرة هذا الجهاز أن يدخل الطالب ليقدم الامتحان عبر جهاز الكمبيوتر الموصول بسيرفر ويمكننا أن نصدر نتائج الطلاب بعد نهاية الامتحان مباشرة ولقد طورنا الفكرة حيث لم تأخذ في الحسبان قبلاً أن يتعطل السيرفر مما ينتج ضياع في النتائج ولذلك قمنا بإدخال سيرفر بديل يتابع العمل.

أما بالنسبة لمشروع السيارة الذكية فقال المهندس أحمد عبد الكريم (جامعة دمشق) أن المشروع هو نتاج عمل مشترك بينه وبين زملائه حاولوا فيه تطوير نموذج لسيارة ذكية، ولقد تميز المشروع وكان من المشاريع الثمانية الأولى وهذا يعد انجاز بحد ذاته.

وعن آلية العمل والإشراف من قبله على مشروع (نظام كشف حركة إنسان وملاحقته بالفيديو) بيّن الدكتور نزار زرقا (المعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا) أن الفكرة كانت مطروحة مسبقا ولكنها غير منفذة فتناقش مع الطالبين زياد حبق و رادا ديب على إمكانية تطبيقها، فأعجبتهما الفكرة وحرصت على متابعة خطوات العمل التي تركزت على إيجاد خوارزمية يمكن أن تحقق تصوير دائم وتلتقط حركة الإنسان مع رصده بمربع أخضر والنتائج تظهر آنياً عبر تلك الخوارزمية.

وتحدث الدكتور محمد فاخوري (رئيس جامعة البعث) لموقع eSyria مبينا أن الاتفاقية التي وقعها اليوم مع الجمعية هدفت لإنشاء حاضنة معلومات في جامعة البعث و سيبدؤون بتنفيذها خلال مدة ثلاثة أشهر وهي موجودة بالقرب من كلية الهندسة وقال : نحن ندرك أهمية هذه الحاضنة في تطوير التكنولوجيا السورية وستكون الحاضنة متاحة لكل الطلاب وما يدل على تفاعلها مع الفكرة هو فوزنا بمسابقة (فكرة قد تغير العالم) حيث حصلت الجامعة على المركز الثاني وهذا مؤشر جيد.

أما المهندس رأفت زرقا فقال أن مشروع ( التنقيب عن المعطيات في قاعدة معطيات مناخية) هو الأول من نوعه حيث بالتنبؤ بالمناخ في سوريا باستخدام معطيات من الأرصاد الجوية من أربعين سنة أدخلت ضمن خوارزميات، فنتج عنها معطيات جديدة تساعد في التنبؤ بالمناخ وبدقة.

يذكر أن مجموع الجوائز المالية بلغ ستمائة ألف ليرة سورية، مائتان وخمسون ألف للمرتبة الأولى ومائتا ألف للثانية ومائة وخمسين ألف للثالثة.

وتمحورت المشاريع حول تحليل قاموس أنصاف مقاطع صوتية و مشروع تطوير إطار عمل برمجي لبناء تطبيقات موزعة عالية الوثوقية ومشروع نظام كشف حركة إنسان و نظام CCTV و بطاقة تسجيل دخول آمنة و التنقيب عن المعطيات في قاعدة معطيات مناخية و السيارة الذكية

وستقيم الحاضنة دورة تدريبية لهذه المشاريع في مجال إعداد خطة العمل ودراسة الجدوى الاقتصادية.