تمكّن "رائد دواي" من تنمية هوايته بتربية نبات الصبّار بالتجربة واكتساب الخبرة، حيث اتخذ من سطح منزله مكاناً لتطبيق تجاربه في زراعتها وتطعيمها وتكاثرها وإنشاء مشروعه الخاص.

مدونة وطن "eSyria" التقت "رائد دواي" بتاريخ 26 كانون الأول 2017، فتحدث عن بدايات اهتمامه بالصباريات قائلاً: «ظهر اهتمامي بنباتات الصبار منذ طفولتي حين كانت أمي تزرع الورود المتنوعة والصباريات في حديقة المنزل، فأصبحت علاقتي مع التراب ونبات الصبار بوجه خاص قوية، وكانت تستهويني تلك النباتات في كل مكان أزوره، وفي عام 1987 حين كنت طالباً في الصف الثالث الإعدادي سافرت إلى "دمشق" بهدف البحث في عالم الصباريات مع المهتمين به، وأتيت بأنواع كثيرة من مصروفي الشخصي الذي كرّسته لشراء النباتات، واليوم بت أقتني عشرة آلاف نبتة صبار، ومنها الأنواع النادرة».

ظهر اهتمامي بنباتات الصبار منذ طفولتي حين كانت أمي تزرع الورود المتنوعة والصباريات في حديقة المنزل، فأصبحت علاقتي مع التراب ونبات الصبار بوجه خاص قوية، وكانت تستهويني تلك النباتات في كل مكان أزوره، وفي عام 1987 حين كنت طالباً في الصف الثالث الإعدادي سافرت إلى "دمشق" بهدف البحث في عالم الصباريات مع المهتمين به، وأتيت بأنواع كثيرة من مصروفي الشخصي الذي كرّسته لشراء النباتات، واليوم بت أقتني عشرة آلاف نبتة صبار، ومنها الأنواع النادرة

التجربة بوصلته في زراعة الصباريات واكتشاف ظروف حياتها، ويقول: «التجربة أساس عملي، وأثرت خبرتي في تربية الصباريات، لم أعتمد على الدراسة التي تعطيني المعلومات العلمية عنها، لكنني اكتسبتها من خلال التجربة ومكنتني من الإحاطة بظروف كل نوع من الصباريات والمناخ الملائم لها وطريقة تربيتها، وفي عام 1990، بدأت أعمل على موضوع التطعيم والتكاثر، فقد قمت على مستوى التطعيم بتطعيم أنواع نادرة نموها في التربة بطيء كنبات التنين "دراكون" (معطي عام)، أما نوع "مارتيلو"، فلا تعطي إلا نفسها، وكنت سخياً في تعليم من يريد التطعيم وأغلب المربين يعتمدون على معلوماتي كمرجع في تربيتها، أعامل نباتاتي ككائن حي وأحاورها وأعطيها الاهتمام والوقت وهي رفيقتي، ولدي صبارية عمرها خمس وعشرون سنة».

رائد دواي في هنكار الصبار

وعن زراعتها بواسطة البذار وتوظيف سطح منزله في ذلك، يقول: «زراعة البذار وإنباتها فكرة جديدة عالمية مع أن المناخ والرطوبة في "اللاذقية" قد تمنع نمو الصباريات، فهي تريد بيئة مغلقة جافة ورطبة في الوقت نفسه، فنجحت بزراعة بذارها بكميات كبيرة على سطح منزلي وخلق بيئة مناسبة لإنبات البذار؛ وهو ما يضمن تكرار النوع وتطويره وإنتاج أنواع جديدة نسميها (طفرة)، السطح مثالي لزراعة الصباريات ويعطيها اللون الحقيقي، لدي أنواع نادرة على صعيد "سورية" والعالم، لكن لم تنل تربية الصباريات الاهتمام، وأتمنى أن تؤسس جمعية للمهتمين بالصباريات؛ لتكون "سورية" دولة تجارية فيها؛ لأن بيئتها جيدة؛ ونستطيع أن ننتج بكميات كبيرة، وتكون زراعتها مصدر دخل لكثيرين من الناس؛ إذ لدينا الرطوبة لبعض الأنواع والحرارة لبعضها الآخر، فالاحتياجات الصيفية والشتوية متوفرة».

"عبد الرحمن صالح" طالب سنة رابعة في كلية الزراعة، قسم الحراج والبيئة، تحدث عنه قائلاً: «أهتم بالصباريات وتربيتها، تعرّفت عن طريق موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" إلى "رائد دواي" وشهرته بهذا العمل بين السوريين كافة، فقد حسّن أنواعاً كثيرة بالتجربة ومعارفه المكتسبة، هو مربٍّ متعدد المواهب يربي ويكاثر ويبتكر، والابتكار هو العنصر الأساسي، وخاصة بالصبار لأنه نبات متغير، واستفدت منه، فالمصادر عن الصبار شحيحة. أهم ما يميزه الكرم والسخاء بالمعلومة وعدم احتكارها، ومعلوماته غزيرة وجوهرية، كما أنشأ بقعة خضراء وسط حي "الدعتور" المكتظ بالخليط العمراني؛ أعطت جمالية للمنطقة، عُرف بحبه وشغفه لعمله، ولديه قطع نادرة ومهددة بالانقراض عالمياً».

الصبارية المعمرة

الجدير بالذكر، أن "رائد دواي" من مواليد "اللاذقية" عام 1974، ويقصدونه من محافظات عدة للاستفادة من خبرته.

عبد الرحمن صالح