نشأ المحامي "محمد مهادي إبراهيم" في بيئة زراعية وصناعيّة ساعدته على توظيف نباتات وأشجار الجبال في صناعة الصابون اليدوي وإنتاج أنواع عدّة منه.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 17 تشرين الأول 2017، "محمد مهادي إبراهيم"، فتحدث عن حياته وهوايته قائلاً: «تربيت في منزل يعمل بالصناعة والتجارة؛ فأبي وجدي يملكان أقدم معصرة زيتون في منطقة "الحفّة" تعود إلى عام 1900؛ وهو ما فتح المجال لصناعة الصابون آنذاك، فقط في المنطقة، ووالدي الصناعي والتاجر يحبّ العلم والعمل، والشهادة الجامعية كانت من أولوياته، علّمني وإخوتي وأنهينا دراستنا، وكنت متفوقاً في مراحل دراستي، ثم تخرّجت في كلية الحقوق في جامعة "بيروت العربية".

أتعامل مع منتجاته منذ أربع سنوات، وهي طبيعية وتتميز بجودة عالية، كما أن استخدامه للمواد الطبيعية في تركيبتها يجعلها مرغوبة، وأسعارها مقبولة، وصناعته تساهم في زيادة الوعي لأهمية المنتجات الطبيعية اليدوية التي تشمل جانباً طبياً، ونشر ثقافة الحرص على المنتج الوطني، ودعمه ليكون معروفاً في أنحاء "سورية" وخارجها

لم أعمل بشهادتي، وحبّي للأدوات الصناعية والتجارة جعلني أجرّب وأعمل، تعلّمت من الجيل الأول الكثير، ثم سافرت لسنوات قليلة في عام 1997 إلى "دبي"، وبعد ذلك إلى "السعودية"، لكن كلما ابتعدت عن "سورية"، كنت أعود مرة ثانية إلى جذوري».

قوالب الصابون

وعن فكرة صناعة الصابون والعوامل التي ساعدته، يقول: «في عام 2003، عدت إلى "الحفّة" وبدأت العمل في معصرة الزيتون، حيث كنا نرسل بقايا الزيتون (العرجون) إلى صديق والدي "عدنان حسين" في "عفرين"، وتفاجأت بوجود صناعة الصابون بمواصفات عالمية وخبرات ألمانية، اختبرت العمل بصناعة وتجارة الصابون على نطاق أكبر، وبقيت ثلاث سنوات أصقل عملي بالتعامل معه، إضافة إلى بحثي المتواصل على الإنترنت ومساعدة زوجتي الخبيرة بالزيوت الطبيعية وفوائدها، واكتسبت معلومات من خبرات الجيل القديم الذي يعرف خبايا كل نبتة وفائدتها، فقد كانوا يتداوون بالأعشاب، واعتمدت خبرة المدرّس "مازن الحسن" في التحليل الكيميائي والمعايير، وبعد جهد استطعت إتقان العمل بالمواصفات المطلوبة. كما لاحظت الفرق بين الأنواع المرغوبة في الأسواق الأجنبية والعربية، وكثفت العمل بما يناسب الأسواق العربية».

الريف والطبيعة الجبلية كان لهما الأثر البارز في صناعته من النواحي كافة، يتحدث عن ذلك بالقول: «الطبيعة بالنسبة لي نعمة، وكل ما ينتجه ريفنا وجبالنا في "صلنفة" و"الحفّة"، حيث أستخدم في صناعة الصابون (الغار، والزيتون، والنعناع، وإكليل الجبل، والريحان، واللافندر، والورد الجوري)، ونباتات كثيرة منتشرة في قرانا، أحضر المواد الأولية الطبيعية، وأقوم بالتجفيف والتقطير، وأنجزها بطريقة يدوية وصناعتها على البارد من دون تعريضها للحرارة أو تلويث البيئة بالآلات والمصانع. وفي عام 2006، اعتمدت خبرتي وتجاربي العديدة، وبدأت إنتاج أنواع قليلة، لكن اليوم أنتج 18 نوعاً من الصابون الطبيعي والطبي، وفي عام 2008، بدأت التسويق وأصبح لمنتجي مصداقية في الأسواق».

الصابون أثناء التجفيف

"كنان عباس" زوجة "إبراهيم" تشاركه في البحث والعمل، قالت: «يقدس عمله ويؤمن به، ويحرص في عمله على النقاوة التي يحتاج إليها الجسم، وخاصة أن الصناعات الكيماوية طغت على الطبيعية، فيعتمد على طبيعتنا وجبالنا، ويؤمن فرص عمل في هذا المجال لأبناء "الحفّة" والقرى المحيطة، كما يشتري من مزارعي "صلنفة" الأعشاب والنباتات التي يستخدمها في عمله، وصناعته للصابون على طريقة البارد لا تفسد قيمة المواد الطبيعية المستخدمة».

فيما تتحدث "ربا سليم" من "دمشق" عن حرفة "إبراهيم" وأهميتها، قائلة: «أتعامل مع منتجاته منذ أربع سنوات، وهي طبيعية وتتميز بجودة عالية، كما أن استخدامه للمواد الطبيعية في تركيبتها يجعلها مرغوبة، وأسعارها مقبولة، وصناعته تساهم في زيادة الوعي لأهمية المنتجات الطبيعية اليدوية التي تشمل جانباً طبياً، ونشر ثقافة الحرص على المنتج الوطني، ودعمه ليكون معروفاً في أنحاء "سورية" وخارجها».

إبراهيم في أحد المعارض

الجدير بالذكر، أن "محمد مهادي إبراهيم" من مواليد مدينة "الحفّة" عام 1973، شارك بمعارض كثيرة في "سورية" وبلدان عربية وأجنبية.