يعدّ نبع "ديفة" من الينابيع القديمة في محافظة "اللاذقية"، وغزارة مياهه وصلاحيتها للشرب جعلته منذ عشرينات القرن الماضي النبع الرئيس الذي يسقي الريف والمدينة، حيث يقع في قرية "ديفة" التي تبعد 28كم عن مركز المدينة.

مدونة وطن "eSyria" زارت النبع بتاريخ 6 تشرين الأول 2017، والتقت الستيني "وحيد أحمد" من أهل القرية، فتحدث عنه قائلاً: «يعود عمر نبع "ديفة" إلى مئات السنين، حيث كان يشير إلى قناة رومانية قبل مجيء "فرنسا" إلى المنطقة، وفي العشرينات عمل الفرنسيون على بناء غرفة حول النبع للحفاظ عليه، وما زالت تلك الغرفة تشهد على قدم النبع وأهميته كمصدر لمياه الشرب، فهي المياه الصالحة للشرب (الحلوة) آنذاك، وكان هناك طواحين مائية تعمل بواسطة مياه النبع، وبعد ذلك جرّوا مياه النبع من قرية "ديفة" إلى محافظة "اللاذقية"، وتم إنشاء خزانات فيها كخزان "الطابيات"، وفتحت في الأرياف مناهل (أماكن الشرب)، وبقي يسقي الريف والمدينة لسنوات كثيرة، لكن منذ عشرين عاماً وبعد جرّ مياه نبع "السن" اقتصر توزيع مياهه على الريف والقرى الكبيرة كـ"البصّة"، و"فديو"، والهنادي"، وغيرها».

يعدّ من أقدم الينابيع، وكان يسقي مدينة "اللاذقية" وريفها، ويشغل أربع طواحين، منها: طاحونة "عثمان"، و"الحكر"، كما كان الناس يغسلون ثيابهم على مجرى النبع، وأنشأنا منذ خمسة وأربعين عاماً سدّاً صغيراً لتجميع المياه الفائضة عن النبع لريّ الأشجار والمزروعات في الصيف، وظهر في الماضي حول منطقة النبع بعض الخوابي والأواني المصنوعة من الفخار التي تدل على قدمه، وأن المنطقة مأهولة بالسكان، ووجود النبع جعل من القرية منطقة زراعية وسياحية

ويضيف عن الفعاليات التي كانت تقام حول النبع: «تمّ جرّ قناة إلى القرية ساعدت الكثيرين من الناس في القرى المحيطة على نقل المياه بواسطة الصهاريج قبل إنشاء شبكات الماء فيها، ويوجد صنبور سبيل بالقرب من القناة أيضاً بإمكان العابر أن يشرب منه، كما تم إنشاء مقهى بالقرب من القناة حيث أشجار الدلب التي يبلغ عمرها أكثر من مئتي سنة، وأصبحت مقصد الناس جميعاً من القرية وخارجها، والملتقى الذي كان يجتمع به الناس في الماضي لحل مشكلاتهم من محافظات "حمص" و"طرطوس" و"اللاذقية"، والملتقى الذي جمع الشاعر "بدوي الجبل" بأهل العلم والأدب حينئذ».

وحيد أحمد

مختار القرية "أحمد شعبان"، يتحدث عن النبع قائلاً: «يعدّ من أقدم الينابيع، وكان يسقي مدينة "اللاذقية" وريفها، ويشغل أربع طواحين، منها: طاحونة "عثمان"، و"الحكر"، كما كان الناس يغسلون ثيابهم على مجرى النبع، وأنشأنا منذ خمسة وأربعين عاماً سدّاً صغيراً لتجميع المياه الفائضة عن النبع لريّ الأشجار والمزروعات في الصيف، وظهر في الماضي حول منطقة النبع بعض الخوابي والأواني المصنوعة من الفخار التي تدل على قدمه، وأن المنطقة مأهولة بالسكان، ووجود النبع جعل من القرية منطقة زراعية وسياحية».

ويقول الجيولوجي "بشار علي" عنه: «يقع في منتصف "ديفة" وغربي قرية "دباش"، وجنوبي قرية "طرجانو"، وذات منبع صخريّ كلسيّ وغزير في الشتاء، وتخف قوة مياهه في الصيف، لكنها لا تنقطع أبداً، قام الرومان قبل مجيء الفرنسيين بمدّه ثلاثة كيلو مترات من المنبع إلى القرية، كما أنه يسقي حالياً عشرين قرية؛ أي ما يقارب أربعين ألف نسمة، وله تاريخ طويل من القصص والروايات والحضارات التي مرت عليه، بدءاً من الرومان، وحتى الفرنسيين الذين اهتموا به، وعرفوا قيمته، وقد حافظ الأهالي عليه وطوروا عمله، وكان إلى زمن قريب مكان تجمع الناس من محافظات عدة».

وادي نبع ديفة
النبع عبر غوغل إيرث