تميّز الدكتور "بيهس الوقّاف" ببحثه الدؤوب في كل جديد يتعلق بالجراحة العظميّة، وحقّق نجاحاً في إجراء عملية جراحية بزمن قياسي عالمي، وهو الطبيب الأول الذي أدخل العلاج عن طريق حقن الخلايا.

فالجراحة العظمية عشقه مذ كان طالباً في كلية الطبّ، وهذه المهنة إنسانية ومقدسة بحسب تعبيره، حيث قال الدكتور "بيهس الوقّاف" الاختصاصي بجراحة العظام والمفاصل في حديثه لمدونة وطن "eSyria" التي التقته بتاريخ 21 أيلول 2017: «في السنة الثانية كنت أرافق خالي الدكتور "موفق خضرة" جرّاح العظميّة، وأساعده في العمليات والعيادة، فأخذت الجراحة العظمية اهتمامي، وأصبح لدي معلومات كثيرة عنها، إضافة إلى اهتمام والديّ اللذين وفرا لي كل شيء يساهم في تحقيق طموحي والنجاح طوال سنوات الدراسة، وحين تخرّجت في كلية الطبّ في جامعة "تشرين" عام 1994، كان من المفترض أن أكون طبيباً عاماً، لكن خيار الاختصاص كان جاهزاً، فقد عملت باختصاص العظمية خمس سنوات أثناء دراستي؛ وبذلك حققت حلمي بالاختصاص في المستشفى الوطني بـ"اللاذقية" عام 1995. عملت في "الخليج" ست سنوات، كما سافرت إلى "ألمانيا" لدراسة اختصاص فرعيّ (مفاصل اصطناعية وجراحة حوادث) لمدة سنة ونصف السنة، ثم عملت كاستشاري جراحة في المستشفى الأميركي في "الدوحة"، ومع بداية الأزمة عدت لأعمل في المكان الأجدر بخبرتي ومهنتي».

أتابع كل جديد في مجال اختصاصي، فقد قرأت عن موضوع حقن الخلايا عام 2016، بحثت به وسافرت بهدف التعمق فيه إلى الخارج، وكنت أول طبيب يُدخل هذا العلاج إلى "سورية" في العام نفسه، فهي طريقة حديثة لعلاج تنكس المفاصل، وتغني عن استبدال المفصل، كما أن نتائجها رائعة وناجحة

وظّف طموحه الحاضر دائماً بمتابعة كل جديد في الجراحة، ونقله لخدمة بلده، حيث أضاف: «أتابع كل جديد في مجال اختصاصي، فقد قرأت عن موضوع حقن الخلايا عام 2016، بحثت به وسافرت بهدف التعمق فيه إلى الخارج، وكنت أول طبيب يُدخل هذا العلاج إلى "سورية" في العام نفسه، فهي طريقة حديثة لعلاج تنكس المفاصل، وتغني عن استبدال المفصل، كما أن نتائجها رائعة وناجحة».

د. بيهس الوقاف

ويضيف: «في عام 2011، قدّمت شيئاً جديداً على مستوى تنظير المفاصل في "سورية"، وأسّست الرابطة السورية لجراحة تنظير المفاصل، وكنت أسافر كل سنة إلى دول "آسيا"، وأجريت دورات وورشات عمل تنظيرية، ونجحت بالامتحان، واعترفوا بي كمدرّب لتنظير المفاصل في الخارج، وأشارك بمؤتمرات في دول "آسيا" بوجود كوادر من مختلف أنحاء العالم، وأدرّبهم على تنظير المفاصل. كما أعمل على موضوع طب الألم، الذي يعالج كل ما يتعلق بألم الإنسان».

"أحمد عيسى محمد" من قرية "بيت ياشوط"، وأحد الجرحى الذين عالجهم د. "الوقّاف"، يتحدث عن العملية التي أجراها له بالقول: «أُصبت إصابة حربية خطرة؛ وهو ما أدى إلى ضياع المرفق وتفتته، وأصبحت يدي اليسرى عاجزة عن الحركة، وعندما ذهبت إلى الطبيب "بيهس" عمل أقصى جهده الطبيّ والإنساني لمساعدتي من دون مقابل، وبقيت ثلاثة أشهر تحت إشرافه لتهيئة يدي للعملية التي أجراها، وهي عملية صعبة ونادرة، وإمكانية نجاحها ضئيلة، والأولى من نوعها في "سورية"، إلا أنه قام بإجراء استبدال مفصل مرفق اصطناعي بنجاح، وأصبحت أحركها، وما زال يطمئن على حالتي حتى الآن».

د. الوقّاف في حفل تخريج

فيما يتحدث طبيب التخدير "باسم سليمان"، الذي يرافقه في معظم عملياته قائلاً: «هو من الأطباء المجتهدين، ويتميز بشغفه الدائم للبحث عن كل جديد في مجال اختصاصه، ويعزّز عمله بالدورات العلمية والمؤتمرات الطبية. أدخل قضايا طبية جديدة وطبقها، وحققت نتائج جيدة، كما أجرى عملية استبدال مفصل ركبة كامل بزمن قياسي عالمي، ونقل تجارب طبية عالمية من أوروبا إلى "سورية"، وأجرى عمليات على مستوى عالٍ، إضافة إلى يده البيضاء التي يمدها إلى الناس؛ فيبرز الجانب الإنساني الخيّر لديه».

الجدير بالذكر، أن الطبيب "بيهس الوقّاف" من مواليد مدينة "جبلة" عام 1970، ورئيس الرابطة السورية لتنظير المفاصل، ومدرّس في الجامعة السورية الخاصة، كما يستقبل المرضى من المحافظات السورية كافة والدول المجاورة في "دمشق" و"اللاذقية".

المريض أحمد محمد