الفن هو تعبير عن مكنونات الذات، وبكلمة أخرى هو الطريق لإيصال ما لا يمكن إيصاله بالكلمات؛ فهذه الخطوط المنحنية التي تتلاصق تظهر مهارة من ألصقها، وتعدّ أحد السبل للتعرّف إلى أغوار الشخصية.

"هبة علي" فنانة سورية تقيم في "قبرص"، وتحترف رسم البورتريه التعبيري، قالت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 أيلول 2017 عن بداياتها: «درست ماجستير اللغة الإنكليزية في جامعة "شرق البحر المتوسط" في "قبرص". أرسم البورتريه التعبيري منذ ثلاث سنوات، وكانت محاولاتي في البداية بسيطة عبارة عن بورتريهات لأصدقائي، واستخدامي الرئيس بالرسم كان أقلام الرصاص، ثم انتقلت إلى الرسم بأقلام الفحم، وطورت مهارتي، وأدخلت الرسم المائي أو ما يسمى "الغواش"، وبالنسبة لورق الرسم، لم أتقيد بأوراق الكانسون المخصصة للرسم فقط، بل استخدمت أنواعاً أخرى إضافة إلى مقاسات مختلفة».

إن البورتريه الشخصية أكثر تعبيراً وقرباً من ذواتنا؛ لأنها أسرع في إيصال الأفكار؛ وهذا ما يسعى الرسام إلى تحقيقه، فمن خلالها يمكنك إيصال الكثير من الأفكار والمشاعر أكثر من اللوحات الصامتة

وتتحدث عن تفضيلها رسم البورتريه، فتقول: «إن البورتريه الشخصية أكثر تعبيراً وقرباً من ذواتنا؛ لأنها أسرع في إيصال الأفكار؛ وهذا ما يسعى الرسام إلى تحقيقه، فمن خلالها يمكنك إيصال الكثير من الأفكار والمشاعر أكثر من اللوحات الصامتة».

ولا أبتعد عن رسم الأماكن، لكنني عندما أفكر في رسم مكان ما أحب أن يكون هناك ارتباط بهذا المكان، وإن فكرت في رسمه أفضّل أن يكون طبيعة أو مكاناً معيناً في وطني أو بيئتي، لكنني لا أفضّل رسم الطبيعة الصامتة أو أي مكان لا على التعيين، فيجب أن تكون هناك رسالة من اللوحة؛ لذلك أفضّل رسم البورتريه، فأنا أستطيع أن أظهر فيها مشاعر أكثر من روحي وطاقتي، كما أنها تسمح لي بإبراز موهبتي بإظهار تفاصيل التعبير الإنساني أكثر من المكاني».

أما عن مشاريعها المستقبلية، فتقول: «أسعى إلى الحفاظ على طاقتي وشغفي بالرسم، شاركت في معرض للرسم كطالبة سورية في الجامعة، لكنني أحضّر لمعرضي الخاص في الصيف القادم. أما حلمي الكبير الذي أتمنى تحققيه، فهو إقامة معرض للوحاتي في بلدي "سورية"».

"فاطمة عنان" من متابعي لوحات "هبة"، تقول: «إبداع يبشر بمستقبل واعد، أحلام كبيرة في عالم صغير وفرص محدودة، تعكس اللوحات الروح الجميلة لدى "هبة"، وتظهر قدرتها ومهارتها العالية في كل ما يتعلق بالفنون والموسيقا، وإن قدرتها على العمل على الرغم الظروف الصعبة لم يمنع من إخراج لوحات ملهمة وذات أبعاد تعبيرية جميلة، "هبة" شخصية تعبر عن الإبداع السوري الغني الفني والتراثي».

بينما "إسراء نور" لها كلام آخر عن لوحات "هبة": «تتميز اللوحات بالدقة في التفاصيل، فتلك الرسامة تكسر الجدران المبنية حول الأرواح المعذبة بنظراتها الثاقبة، ثم ترسم ما تراه من الحقيقة المنقحة القاسية إلى حد ما، يداها كالكاميرا القديمة الطراز التي لا يستطيع الزمن استعجالها، والتي تنتج مع الصبر والتمعن الكافي عملاً يدعو إلى التأمل».

فاطمة عنان

يذكر أن "هبة علي" من مواليد "اللاذقية" عام 1990، ولديها موهبة العزف على الكمان، إضافة إلى مشاركتها في العديد من الأنشطة الخاصة بالطفل والمرأة، وكانت كاتبة مقالات لإحدى المنظمات النسوية، إضافة إلى عملها كمساعد بحث في مكتب الجامعة في "قبرص" لمساعدة الطلاب العرب.