في مدينة "الحفّة" أرض العنّاب وجارة قلعة "صلاح الدّين" تُقام فعاليات مهرجان "القلعة والعنّاب" الأوّل، الذي يضمّ أنشطة ثقافية وفنية ومعارض وسوقاً لعرض المنتجات الزراعية وبعض المهن التراثية.

حضرت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 9 أيلول 2017، مهرجان "القلعة والعنّاب" الأول، والتقت المهندس "عدنان بيطار" مدير المهرجان، وتحدث قائلاً: «هنا "الحفّة"، ومهرجان "القلعة والعنّاب" ولادة حياة جديدة تتصل اتصالاً وثيقاً بإنجازات الجيش العربي السوري في أنحاء "سورية"، ودلالة بشائر النصر لوطننا الذي عانى ويلات الحرب، لا بدّ أن نعيد إلى الحياة ألقها وتعزيز الألفة والمحبّة بين أهل المنطقة، ورسالتنا أننا عنوان للفرح، والحياة تليق بأهلنا في كل مكان، وزرع بذور الأمن والسلام بداخلهم. المهرجان منوع وفيه فعاليات كثيرة، عرضنا المنتجات اليدوية والأدوات الحرفية القديمة، كالرحى (أداة يطحن بها، وهي حجران مستديران يوضع أحدهما على الآخر)، وجرن الحنطة، وبعض المهن التراثية، كنسج القصب، وأطباق القش، والمنتجات الزراعية المتنوعة التي تتميز بطعمها وجودتها، إضافة إلى أنشطة ثقافية وفنية، وقد ارتبط اسم المهرجان بدلالة القلعة رمز التاريخ والأصالة؛ فنحن جيران قلعة "صلاح الدّين"، واخترنا هذا النوع من الفاكهة الطيبة؛ لأن منطقة "الحفّة" وأرضها تمتاز بإنتاج العنّاب».

أحضرت "الرحى" لعرض التراث الريفي في المهرجان، التي باتت نادرة في ريفنا، وعرّفتُ الناس بكيفية عملها وارتباطها بالحياة القديمة، فقد ورثتها من أبي، الذي ورثها بدوره من جدي، ويكثر استخدامها في موسم حصاد القمح وطحن البرغل، كما أطحن العدس والسمّاق، وأغلب أهل القرية يأتون لطحن البرغل والكزبرة وغيرهما بهذه الرحى

ويقول "محمد مهادي إبراهيم" من المشاركين في المهرجان: «أعرض منتجات منوعة من الصابون والكريمات المصنعة بمواد طبيعية من إنتاج مدينتنا وريفها، وأنا أعتمد المواد الطبيعية، كزيت الزيتون، وزيت الغار واللوز، والريحان، والورد الجوري، وحبة البركة، وروائح شرقية، كـ (العنبر، والعود، والمسك، واللافندر، والياسمين)، وغيرها. أعمل في هذه المهنة منذ ستين عاماً، فقد ورثتها من أبي وأجدادي، وأنتج 18 نوعاً مختلفاً، وورشات العمل كلها من المنطقة، أحاول نشر المهنة وتوظيف ما تنتجه كل منطقة من الأعشاب والأشجار وأهمية استخدامها. شاركت في "فرنسا" و"أربيل" و"مرسيليا"، لكن مشاركتي اليوم في مدينتي تعني لي كثيراً من الناحية المعنوية، والمهرجان بقعة بيضاء مقابل الغيمة التي مرّت بها المدينة والوطن بوجه عام».

مدير المهرجان عدنان بيطار

ومن قرية "عرامو" تشارك المرأة الريفية "فيروز الحايك"، التي قالت: «أحضرت "الرحى" لعرض التراث الريفي في المهرجان، التي باتت نادرة في ريفنا، وعرّفتُ الناس بكيفية عملها وارتباطها بالحياة القديمة، فقد ورثتها من أبي، الذي ورثها بدوره من جدي، ويكثر استخدامها في موسم حصاد القمح وطحن البرغل، كما أطحن العدس والسمّاق، وأغلب أهل القرية يأتون لطحن البرغل والكزبرة وغيرهما بهذه الرحى».

وللفنّ التشكيلي بصمة في المهرجان؛ حيث قال "بشّار برازي" عن مشاركته: «جئت من "حلب" للمشاركة في هذا المهرجان، فأعطاني فرصة للقاء الأصدقاء وعرض لوحاتي التي يطغى عليها اللون الأحمر الذي قد يدل على الدمار، وأشارك ببعض اللوحات المائية، ولوحتين أكريليك تحاكيان أسطورة الانبعاث التي تدل على حركة الطبيعة، والعنقاء التي تخرج من الدمار والرماد، و"سورية" الجميلة تنبعث بجهد أبنائها وعشاقها».

محمد مهادي إبراهيم

الجدير بالذكر، أن مهرجان "القلعة والعنّاب" يستمر من 9 لغاية 11 أيلول 2017، في المركز الثقافي بـ"الحفّة".

بشار برازي