بأنامله الذهبية، وحسّه الفني، وإتقانه العديد من المهن، ابتكر "حسام عجيب" أعمالاً فريدة ومبتكرة، استطاع من خلالها صنع بصمته الخاصة به، مستفيداً من الطبيعة والمواد التالفة، لفتح مجالات عدة للعمل بها.

مدونة وطن "eSyria" التقت الحرفي "حسام عجيب" بتاريخ 1 تموز2017، ليتحدث عن بداياته مع العمل الحرفي بالقول: «تتيح الأشغال الفنية فرصة التفاعل مع الخامات بفهم طبيعتها؛ ففيها يتعلم الإنسان بعض المهارات والخبرات نتيجة استخدامه لهذا الفهم؛ وهو ما منحني القدرة على التفكير والتأمل والمحاولة في إنشاء إبداعات فنية متنوعة. البداية كانت منذ الصغر، فقد كنت أحتفظ بالتوالف والأشياء القديمة، وأقوم بجمعها وتجميلها بإضافة مواد من أوراق الشجر أو العيدان الخشبية أو الحصى بهدف إعادة إحيائها من جديد.

بحكم عملي قرب شاطئ البحر، كنت أجمع الأصداف المتناثرة معظم أوقات السنة، وأعمل على فرزها حسب حجمها وألوانها وأقوم بتنظيفها، فلكل قطعة مكانها المخصص لتشكيل الديكورات على الجدران ومداخل المنازل والشرفات وبعض جذوع الأشجار القديمة، حيث أقوم بتثبيتها باستخدام الإسمنت أو السيليكون، وهذه المرحلة من أصعب المراحل في العمل؛ لكونها تحتاج إلى الدقة والصبر والعمل المتواصل

أول قطعة بالعمل اليدوي كانت "نير خشبي"، وقد لاقى الإعجاب والتشجيع، وشاركت بالعديد من المعارض المدرسية التي فتحت لي آفاقاً مختلفة، فبدأت تطوير موهبتي وصقلها، وكانت البداية مع مهنة "الرخام"، فالتحقت بإحدى ورشاته لحبي هذه المهنة التي كنت أحاول تعلّم كل تفاصيلها، ولم يقتصر تعلمي على إتقان الصنعة، وإنما وظفتها لإنتاج تحف فنية وديكورات شكلتها من بقايا قطع الرخام الصغيرة. لكن شغفي وحبي للعمل اليدوي لم يقف عند هذا الحدّ؛ بل بدأت العمل بمجال النجارة، فحاولت الإبداع في هذه المهنة من خلال تطوير ما أقوم بصنعه من قطع خشبية، وكانت تستهويني فكرة الاستفادة من المواد المكررة والتالفة والموجودة في الطبيعة من رمل وصدف، فصمّمت أدوات منزلية وتحفاً للزينة، وأضفت إليها لمسات فنية وجمالية سعياً مني لإنجاز أعمال فنية رائعة، إضافة إلى أن إلمامي بأعمال الدهان وطريقة ابتكار الألوان ودمجها بطريقة محترفة ساعدني في اختيار الديكورات المناسبة لكل جدار أقوم بتجميله، كما أن إتقاني عدة مهن أغنى خبرتي العملية وطوّرها، وفتح مجالات عدة في طريقي».

زهرية من الصدف

أما عن بداياته في العمل وخطواته المتعاقبة، فقال: «كانت الانطلاقة من منزلي، فكل محتوياته من أثاث وديكورات من صنعي، من إطارات الصور والعديد من المجسمات الخشبية. وبدأت صنع ديكورات من الصدف لعدد من المنازل والمطاعم والجلسات الشعبية، وعلب هدايا بطريقة مختلفة أدخلت فيها خيطان القنب والصدف، وكتبت عليها بالرمل آيات قرآنية طليتها بـ"اللكر" لتعطي لمعاناً وعراقة، وقد نالت هذه الأعمال إعجاب كل من شاهدها. كما قمت بتجميل القوارير الزجاجية الفارغة إما بخيطان القنب المختلفة الثخانة، أو الخيش، أو القطع الخشبية، أو قشور الصنوبر، وغيرها من المواد الموجودة في الطبيعة، فبإمكان الإنسان أن يستفيد من كل شيء موجود حوله إذا امتلك موهبة تمكّنه من تصميم كل ما يدور في مخيلته من أفكار مبتكرة بطريقة احترافية تجعلها مرغوبة في كل وقت لدى كافة الشرائح؛ وهو ما سهّل عملية التسويق.

إضافة إلى أن تعاملي مع الخامات والأدوات المتنوعة ساعدني في معرفة قيم الأشياء؛ وهو ما كوّن لدي رؤية متعمقة ترى علاقات وتركيبات وجماليات ما كان للعين العادية أن تراها، كما ساعد على نمو بصيرتي تجاه الأشياء لتصميمها بطريقة ذات طابع جمالي مميز».

حائط من الصدف

ويتابع عن اشتغاله بالصدف البحري: «بحكم عملي قرب شاطئ البحر، كنت أجمع الأصداف المتناثرة معظم أوقات السنة، وأعمل على فرزها حسب حجمها وألوانها وأقوم بتنظيفها، فلكل قطعة مكانها المخصص لتشكيل الديكورات على الجدران ومداخل المنازل والشرفات وبعض جذوع الأشجار القديمة، حيث أقوم بتثبيتها باستخدام الإسمنت أو السيليكون، وهذه المرحلة من أصعب المراحل في العمل؛ لكونها تحتاج إلى الدقة والصبر والعمل المتواصل».

"فايز عدرا" أحد المطلعين على أعماله، حدثنا بالقول: «امتلك "حسام" حرفية في العمل في أكثر من مجال، فقد استطاع من خلال أعماله المتنوعة التي نفّذها بإتقان أن يرسم لنفسه خطاً خاصاً به ميّزه عن غيره، فقد قام بإلباس شجرة التوت القديمة في ساحة قريتنا بالصدف بطريقة فنية، وأدخل إليها الماء لتخرج منها كالنوافير من عدة جهات، مع صناعة عدد من الكراسي الخشبية؛ وهو ما أضفى على العمل الروعة والانسجام بطريقة مدروسة ومبتكرة، فهو إنسان مهتم ولا يعمل لمجرد العمل فقط، بل ليقدم منتجاً متميزاً».

بعض أعماله المتنوعة

يذكر أنّ "حسام عجيب" من مواليد "قطنا" عام 1972، ومقيم في مدينة "جبلة".