تمكّن السبعيني "محمد يونس دياب" من الإبحار في عالم الاختراعات المتنوعة بين الإلكترون والميكانيك والكهرباء والزراعة، التي بلغ عددها 223 اختراعاً؛ وهو ما دفعه إلى إنشاء مخبر خاص بأعماله يصمّمها وينفّذها كما يريد.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 حزيران 2017، المخترع "يونس دياب"، الذي تحدث عن نشأته قائلاً: «بعد أن أنهيت دراستي الإعدادية تفرغت للتجارب التي صقلت عملي وطوّرته، وحبي لمهنة الميكانيك وكل ما يتعلق بها زاد خبرتي بالمعادن وكيفية استخدامها، وشغفي بمتابعة أفلام السينما التي كانت تُعرض بسينما "الفردوس" في "جبلة" آنذاك ولّد لدي رغبة بمعرفة كيف تتحرك الصورة وتظهر على الشاشة، ودفعني إلى التجربة وتنفيذ أول اختراع لي لآلة عرض سينما في عام 1954. وفي الستينيات عملت بمصفاة "حمص" و"بانياس" في قسم الأجهزة، وكان هناك أجهزة تالفة عملت على ترميمها وإعادتها إلى العمل، كما قمت بصنع مجسّم للمصفاة بدقة متناهية يكاد من يراه يظنّه حقيقياً؛ لأنه ذو دقة عالية في الألوان والمقاييس».

مبدع، ويعمل على التجديد باستمرار، حيث استطاع توظيف خبراته ومهاراته بالدارات الكهربائية والإلكترونية وتوظيفها في زراعته المتميزة، كما يعتمد الزراعة من دون حراثة التربة والسقاية مرة واحدة في الموسم، ويستفيد من بقايا المزروعات بالتسميد من خلال تخميرها، وابتكر طريقة لزراعة الجدران والسطوح في المدن، وفي حال تسليط الضوء على ابتكاراته ورعايتها سيحقق فائدة كبيرة للزراعة في بلدنا

ويتابع القول: «أنشأت مخبراً مزوداً بأدوات عدة؛ وهو ما وفّر لي الوقت والدّقة في العمل لتنفيذ تجاربي، وبذلك أكتشف الأخطاء وأتفاداها وأنجز العمل كما خططت له، وصمّمت آلة لتنفيذ الاختراعات "مخرطة المعادن وتسويتها"، ووضعتها في مخبري، ففي كل شهر يجب أن أخترع شيئاً جديداً، ويقوم بزيارتي دكاترة في الزراعة للإطلاع على عملي في الزراعة المائية، ويستعين بي بعض طلاب الماجستير للمساعدة في أطروحاتهم، وأملك مئتين وثلاثة وعشرين اختراعاً، وقد سجلت براءة اختراع واحدة عن "آلة لفّ ورق العنب"، ونلت عليها ميدالية ذهبية في معرض "دمشق" الدولي».

محمد دياب في مخبره

وعن الاختراعات الزراعية يتحدث قائلاً: «بدأت ذلك حين طلب مني أحد الأصدقاء أن أصنع له آلة لزرع شتول التبغ (الشاتول اليدوي)، حيث يستطيع من خلاله أن يزرع عشرة دونمات من الأرض خلال خمس ساعات، وهو موجود حالياً في بلدان كثيرة، وقمت بابتكار (البذّارة) التي تأخذ شكل العكاز، وتوفر الوقت والجهد، وفي ساعات قليلة يستطيع أي شخص بذر عشرة دونمات أيضاً، فالزراعة التي أعدّها زاوية ترفيهية في حياتي فتحت لدي مساحات للإبداع، فقد ابتكرت الزراعة العمودية (مائية من دون تربة)، فقد زرعت نحو ثلاثة آلاف نبتة في بيت بلاستيكي مساحته تسعون متراً مربعاً في الوقت الذي تحتاج إلى ثلاثة دونمات لزراعتها، وزودته بدارة إلكترونية تعمل أتوماتيكياً تسقي المزروعات لتأخذ حاجتها ثم تعود المياه إلى مكانها؛ وهو ما يمنع هدرها وأخذ المزروعات كمية زائدة، كما قمت بتنفيذ زراعة جدران الأبنية على جدار بمساحة ستة عشر متراً مربعاً تتسع لزراعة أربعمئة شتلة متنوعة بواسطة بوارٍ مثبتة على الجدار، ووضعت لها دارة تنقيط تعمل أتوماتيكياً».

ويضيف عن آخر ابتكاراته في الزراعة قائلاً: «"الزراعة من دون ماء"، وهي استغلال تبخر التربة، وقد نشأت فكرتها من النباتات التي تنبت من شقوق الأرض والبيتون، فبعد إزالتها تجد لها حياة وتنبت مرة أخرى، وذلك يدل على رطوبة التربة بوجه دائم وإمكانية الاستفادة منها، فعملت على إنشاء نفق بلاستيكي بمساحة صغيرة متناسبة على شكل هرم بزاوية حادة، واعتمدت على التربة المغطاة والرطوبة المحتفظة بها وتبخر مياهها، وزرعت على جانبي النفق الخضراوات المتنوعة، وأثبتت هذه التجربة نجاحها، ففي قاموسي كل شيء صالح، ولا أتلفه بل أقوم بإعادة تدويره، كما أن النباتات بعد نهاية موسمها أنقلها إلى مكان آخر وأحولها إلى سماد عضوي».

آلة لفّ ورق العنب

المهندس الزراعي "ياسر محمد" يقول عنه: «مبدع، ويعمل على التجديد باستمرار، حيث استطاع توظيف خبراته ومهاراته بالدارات الكهربائية والإلكترونية وتوظيفها في زراعته المتميزة، كما يعتمد الزراعة من دون حراثة التربة والسقاية مرة واحدة في الموسم، ويستفيد من بقايا المزروعات بالتسميد من خلال تخميرها، وابتكر طريقة لزراعة الجدران والسطوح في المدن، وفي حال تسليط الضوء على ابتكاراته ورعايتها سيحقق فائدة كبيرة للزراعة في بلدنا».

الجدير بالذكر، أن "محمد يونس دياب" من مواليد "جبلة" عام 1940، وحائز على الشهادة الثانوية، ومن مؤسسي "جمعية المخترعين السوريين".

الزراعة العمودية