تساؤلات كثيرة راودت طالب هندسة الميكاترونيكس "شفيق السالم" حول كيفية ابتكار جهاز يساعد من لديهم إعاقة جسدية منعتهم من الحركة، فطبّق ما تعلّمه في الهندسة، وصمّم كرسياً يتحرك بأمر من العين.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 28 حزيران 2017 مع الطالب "شفيق محمود السالم"، فتحدث قائلاً: «بدأت البحث في صيف 2016 عن ابتكار كرسي متحرك يساعد أولئك الذين فقدوا قدرتهم على المشي والحركة خلال سنوات الحرب، حيث كانت الفكرة عبارة عن نظام للتحكم بكرسي عن طريق حركات العين، الذي في حال توصلنا إليه سيكون من السهل التحكم به عن طريق الصوت أو التحكم اليدوي؛ أي سنغطي أصعب حالات الإعاقة أو الإصابة، فبدأت البحث، ووجدت أنظمة قريبة لما يخطر ببالي، لكن أسعارها خيالية؛ وذلك كله بسبب احتكار هذه التقنيات، وهنا كان دوري بإيجاد البديل الأفضل، وحلّ المشكلة.

ربما الوقت المخصص للعمل على المشروع كان ضيقاً، فخصصت ساعتين على الأقل يومياً للعمل عليه، وهناك صعوبات مادية، لكنني قمت على تصميم نموذج مصغر يحاكي العملية بالكامل ويثبت نجاح نظام التحكم الذي تم تجريبه من قبل زوار معرض "المشاريع التطبيقية" المقام بجامعة "تشرين" في "اللاذقية"، وقام "فواز الصوفي" بتأمين الجو المناسب للعمل والبحث في شركته

توصلت بالبحث والفضول العلمي الذي رافقني منذ طفولتي إلى نتائج إيجابية بخمسة أشهر فقط، ومهاراتي لم تكن وليدة اللحظة، بل حبي للفيزياء والرياضيات، ومحاولاتي في تحليل الأمور من جوانب مختلفة، واستخدام الأشياء بأسلوب مغاير لاختصاصاتها؛ كل ذلك ساهم في إنجاز العمل، إضافة إلى تشجيع العائلة وتوفير جو يساعد على الإبداع».

الكرسي المتحرك

ويتابع قوله عن آلية عمل الكرسي: «بواسطة كاميرا مثبتة أمام وجه المريض ترسل الصورة إلى حاسوب، فيقوم البرنامج أو النظام بتحليلها واستنتاج الحركات الواعية والإرادية للمريض، ثم تحويلها إلى أوامر تتحوّل بدورها إلى إشارات كهربائية ترسل إلى دارة قيادة المحركات، وهو ما يؤدي إلى توجيهه بالحركة التي يريدها المريض، وتشمل الحركات بالاتجاهات الأربعة مع حركة الإيقاف، وهكذا يستطيع المصاب الإحساس بالاستقلال، وأنه قادر على الحركة وفقاً لإرادته من دون الحاجة إلى مرافق أو مساعد. وأهم ما يميز هذا النظام المرونة، فلو واجه المريض صعوبة بتنفيذ الحركات التي قمنا ببرمجة النظام عليها، يمكن تعديلها لتناسبه».

وعن الصعوبات والدعم الذي ساعده في تذليلها وتنفيذ الاختراع، يقول: «ربما الوقت المخصص للعمل على المشروع كان ضيقاً، فخصصت ساعتين على الأقل يومياً للعمل عليه، وهناك صعوبات مادية، لكنني قمت على تصميم نموذج مصغر يحاكي العملية بالكامل ويثبت نجاح نظام التحكم الذي تم تجريبه من قبل زوار معرض "المشاريع التطبيقية" المقام بجامعة "تشرين" في "اللاذقية"، وقام "فواز الصوفي" بتأمين الجو المناسب للعمل والبحث في شركته».

شفيق السالم يشرح عمله

الدكتور المهندس "بسام عطية" المدرّس في قسم هندسة الميكاترونيك، تحدث عنه قائلاً: «هو طالب مجتهد، ويتميز بإصراره على تحقيق ما يفكر به، وعدم استسلامه للصعوبات التي تواجهه والإصرار على تصحيح الأخطاء. أدرّسه مادة الإلكترونيات، والعمل الذي تقدم به يلبي حاجات أولئك الذين فقدوا قدرتهم على الحركة (الشلل الرباعي)، ويساعدهم على الحركة عن طريق العينين، واعتمد في تصميمه تصنيف حالات محددة للعين لتشغيل كرسي متحرك لإنسان فاقد الحركة».

الجدير بالذكر، أنّ طالب السنة الرابعة "شفيق السالم" من مواليد مدينة "القامشلي"، عام 1995.

معرض المشاريع التطبيقية