حبّها للطبيعة، وتعلّقها بها، كان الفكرة الأساسية لتطوير عملها، وانتقالها من صناعة الإكسسوارات العادية، إلى صناعتها باستخدام بذور النباتات التي تمنح الإنسان الطاقة الإيجابية.

"نجلا سلمان"، وفي لقاء لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 آذار 2017، تحدثت عن بداية عملها قائلة: «سمعت عن الدورات التدريبية التي يقيمها الاتحاد النسائي، فالتحقت بدورة تعليم صناعة الإكسسوارات، وأتقنت هذه الحرفة، إلى أن سمعت بسوق "الضيعة"، وهو سوق أسبوعي تُباع فيه الأشياء المصنوعة من مواد مستمدة من الطبيعة فقط، إضافة إلى منتجات غذائية، فأعجبتني الفكرة التي يقوم عليها، خاصة أنني أحب الطبيعة وأميل إليها، وقررت الانضمام إليه، وتذكرت أن المرأة السورية قديماً كانت تتزين ببذور "الحلبة"، فبدأت استخدام هذه البذور في صناعة الإكسسوارات، ونتج عنها أشكال جميلة ومتنوعة، وبدأت تطوير عملي، واستعنت ببذور أخرى كـ"الحنطة" و"الخرنوب" وغيرهما، ولأنني أسعى إلى تطوير عملي؛ استعنت بشخص يمتلك خبرة بالطاقة وأنواع البذور والنباتات التي تمنح الطاقة الإيجابية للإنسان، وتخفف التوتر».

لست من السيدات اللواتي يهوين اقتناء الإكسسوارات والتزيّن بها، لكن لفتتني فكرة "نجلا" باستخدام بذور النباتات واستعانتها بعلم الطاقة، وأصبحت من الأشخاص الذين يسعون إلى اقتناء كل جديد تقوم بصنعه؛ فناهيك عن الطاقة الإيجابية التي تمنحك إياها تلك الأطواق والأساور، فإنها ذات رائحة زكية ولطيفة، لكونها مصنوعة من مواد طبيعية، إضافة إلى أن أعمالها تتميز بالجمال والإتقان والتنوع والتجدد

وتتابع "نجلا" عن تطور عملها: «بدأت صناعة الإكسسوارات بالاستعانة بعلم الطاقة، واستخدمت "الحلبة" و"الحنطة"؛ لأنهما من البذور ذوات الطاقة العالية، كما استعنت بثمار الأشجار وأوراقها، وببذور أخرى كبذور "الجوز" و"الزيتون"؛ أي البذور الكيتينية التي تملك قشرة ثخينة، وتبقى مدة زمنية طويلة من دون أن تتآكل، وتعلمت فنّ "المكرمة"؛ وهو فن حياكة يشبه حياكة "الكروشيه"، لكن تستخدم فيه خيوط مختلفة، وعملت على إدخال البذور إلى أعمال "المكرمة" التي أنفذها، كما عملت على دمج عدة أنواع من النباتات في إكسسوار واحد، كأطواق "القصب" و"الحلبة"، و"القصب" و"الحنطة"، و"الزيتون"، وصنعت أقراطاً من شهد العسل، ونبات "الجكرندا"، وغيرها».

أما عن مراحل العمل، فقالت: «أستخدم المواد الطبيعية حصراً، وأحياناً أزور المواقع الطبيعية، وأقوم بانتقاء المواد الأولية التي أحتاج إليها، ثم أقوم بداية بتجفيف المواد وتنظيفها، علماً أن هناك أنواعاً تحتاج إلى عدة مراحل من التنظيف، ثم أقوم بثقبها وتشكيلها بما يتناسب مع الفكرة التي راودتني، وأحتاج إلى أسبوع كحد أدنى لإنجاز المراحل السابقة، وفي نهاية تلك المراحل، أتعرّف إلى نوعية البذور إن كانت تصلح للإكسسوار أم لا، فهناك العديد من الأنواع التي تتلف بعد مدة وجيزة من تشكيلها، كبذور "الخروع"، لذا استبعدتها من قائمة البذور التي أعمل بها».

"فاطمة محمد" صديقة "نجلا"، تحدثت عن أعمالها قائلة: «لست من السيدات اللواتي يهوين اقتناء الإكسسوارات والتزيّن بها، لكن لفتتني فكرة "نجلا" باستخدام بذور النباتات واستعانتها بعلم الطاقة، وأصبحت من الأشخاص الذين يسعون إلى اقتناء كل جديد تقوم بصنعه؛ فناهيك عن الطاقة الإيجابية التي تمنحك إياها تلك الأطواق والأساور، فإنها ذات رائحة زكية ولطيفة، لكونها مصنوعة من مواد طبيعية، إضافة إلى أن أعمالها تتميز بالجمال والإتقان والتنوع والتجدد».

يذكر أنّ "نجلا" من مواليد "اللاذقية" عام 1958، وتعدّ أول من نفّذ فكرة صناعة الإكسسوارات باستخدام بذور النباتات الطبيعية.

فاطمة محمد