"مها العسكر" الوافدة من مدينة "حلب" تواجه بعزيمة وإصرار الظروف الصعبة، وتعيد تأهيل موهبتها في نسج الصوف، وتعمل في منزلها لتساعد زوجها في تأمين بعض الحاجات اليومية لأسرتها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 كانون الثاني 2017، ربّة المنزل "مها العسكر" الوافدة من مدينة "حلب" إلى "اللاذقية"، فتحدثت عن حياة ما قبل الحرب قائلة: «ولدت في مدينة "حلب" عام 1974، حيث كنت أعيش حياة كريمة، وتزوجت عام 1995، ثم رُزقت بست بنات، تفرّغت لتربيتهنّ وتعليمهنّ، وخاصة أن الرغبة بالعلم حاضرة لديهنّ بينما زوجي هو المسؤول عن تأمين حاجاتنا، فلم نكن قبل الحرب نحتاج إلى شيء، لكن ازدياد الأعباء فرض علينا التغيير شئنا أم أبينا، فقد تعلمت نسج الصوف حين كنت في العاشرة من عمري كهواية ولملء أوقات الفراغ، ونمّيتها بمفردي من خلال نسج بعض القطع الصوفية، فالحياة لم تستدعِ مني العمل لكسب المال آنذاك، وأذكر أن ابنتي "ماريا" تعلمت نسج الصوف من خلال مراقبتها الدائمة لي، فقد كانت تجلس إلى يميني، وفوجئت بها ذات يوم حين أتتني بـ"بدوة" (قطعة صغيرة منسوجة من الصوف)، ولم تتجاوز الخامسة من عمرها، واليوم أصبحت في العاشرة من عمرها تساعدني بموهبتها ويديها الصغيرتين».

هي سيدة أمينة وصادقة تلتزم بالمواعيد، كما أن الدّقّة والموهبة واضحتان في عملها، ليس لديها إنترنت أو ما يخدم عملها في الألوان والتصاميم؛ فساعدتها في ذلك من خلال إرسال الصور بتصاميم مختلفة وتنسيق الألوان، وإعادة تدوير القطع الصوفية المتوفرة لدينا، كما عرّفتها إلى الأسواق في "اللاذقية"، وقد شجعتنا كجمعية أن نتعامل معها من أجل التحضير لمعرضنا الذي سيُقام في الربيع

موهبتها المدفونة في نسج الصوف لم تخرج للعلن إلا بعد سلسلة من الظروف اضطرتها للعمل ومساندة زوجها في مصاريف المنزل بعد النزوح، "مها العسكر" تحبس دموعها وتقول عن الخروج من "حلب" وكيفية تأمين عمل: «جئنا إلى "اللاذقية" عام 2014، بعد نزوح دام عامين ضمن "حلب"، وكان جلّ ما نتمناه أن نصل سالمين، وأحضرنا بعض الأغراض الصغيرة الحجم ومن بينها ماكينة الخياطة التي أسعفتني في وقت لاحق في ترميم ملابسنا، فقد أرسلتني جارتي إلى جمعية "إيثار" الخيرية التي تقيم دورات لتعليم الخياطة و"الكروشيه"، وبمبادرة منهم يقومون بتأمين عمل حسب خبرة كل سيدة وضمن إمكانياتهم المتواضعة، فأخبرتهم بمعرفتي بكل هذه الأشغال، وبإمكاني العمل معهم مباشرة، ثم صرت أعمل "الكروشيه"، وإعادة تدوير بعض الملابس الصوفية، وأتقاضى أجراً مقابل ذلك، كما أن بناتي يقمْنَ بمساعدتي في العطلة الصيفية، وبعد ذلك وجدوا الدّقّة والحرفية في عملي، فطلبوا مني أن أضاعف العمل وأنوّع بالقطع كخطوة أولى للتحضير لمعرض للأعمال اليدوية سيقومون به في الأشهر القادمة».

إعادة تدوير

مدرّسة اللغة الإنكليزية "ألمى حمامة"، والمتطوعة في جمعية "إيثار" آمنت بموهبتها وإصرارها على العمل، تحدثت عنها قائلة: «هي سيدة أمينة وصادقة تلتزم بالمواعيد، كما أن الدّقّة والموهبة واضحتان في عملها، ليس لديها إنترنت أو ما يخدم عملها في الألوان والتصاميم؛ فساعدتها في ذلك من خلال إرسال الصور بتصاميم مختلفة وتنسيق الألوان، وإعادة تدوير القطع الصوفية المتوفرة لدينا، كما عرّفتها إلى الأسواق في "اللاذقية"، وقد شجعتنا كجمعية أن نتعامل معها من أجل التحضير لمعرضنا الذي سيُقام في الربيع».

مها أثناء العمل
تحضيرات المعرض