يعدّ نبع "الحياة"؛ الذي يقع في بداية الشارع الرئيس في بلدة "المزيرعة"، من الينابيع القديمة التي سقت الأرض والإنسان في البلدة، وهو غزير، وماؤه لا يجفّ، وله فوائد صحية.

مدونة وطن "eSyria" قامت بتاريخ 20 كانون الأول 2016، بجولة على نبع "الحياة"، والتقت "ظريف ديب"، الذي كان له الدور الكبير في اكتشاف النبع، وفي حديثه يقول: «تم اكتشاف نبع "الحياة" عن طريق المصادفة عام 1952، حين كنت أحفر خزاناً للمازوت لوضع المحطة الكهربائية في العمل وإنارة القرية، قمت بمتابعة الحفر بالوسائل اليدوية القديمة (الفأس، والمجرفة)، وتجميع المياه في حفرة، وحفر خطّ ترابي (الطاروق) تجري فيه المياه، وكان أهل القرية يقومون بنقل مياه النبع إلى منازلهم بواسطة الأواني الفخارية (الجرّة)، ويتبادلون الأحاديث وشؤون القرية وهم ينتظرون دورهم لملء الأواني بالماء، وبعد ذلك عملت البلدية في عام 1953 على تركيب التمديدات (المواسير الحديدية) وإيصال مياه النبع إلى وسط القرية، حيث المنازل السكنية والمحال التجارية».

اشتهر نبع "الحياة" بفائدته الصحية؛ فمياهه تحتوي حبيبات وشوائب رملية تساعد على التخلص من الرمل والحصى في جسم الإنسان، وهو صالح للشرب والطبخ، ويعطي البلدة مظهراً حضارياً، ووجود الينابيع يجعل الناس في حالة نفسية جيدة، حيث يبعد منزلي نحو 9 كيلو مترات عن النبع، ومن منطلق الحفاظ على الصحة ولأهميته الصحية ومنذ ست عشرة سنة آتي إلى هنا لإحضار المياه ما يكفي حاجتي لأيام، وكلما نفدت الكمية أعود ثانية ويرافقني أفراد أسرتي؛ فقد اعتادوا تلك المنطقة الجميلة ومياه النبع

وعن مياه النبع ومميزاته، يتابع القول: «هو نبع سطحي ومياهه دائمة الجريان وباردة في كل الفصول، وتزداد غزارته في فصل الشتاء عند هطول الأمطار، وينصح الأطباء بشرب مياهه لفائدتها الصحية، وهناك بعض أهل البلدة الذين يأخذون مياهه إلى منازلهم في مدينة "اللاذقية" ومدن أخرى، ولدي صديق من قرية مجاورة أخبرني منذ عشرين عاماً أن لمياه النبع دوراً في تخليصه من الرمل والحصى وما كان يعانيه من ألم، وكانوا قديماً يروون الأشجار والمزروعات من مياهه، ثم اقتصر استخدامها على الشرب فقط. وعُرف عن "المزيرعة" وجود ينابيع كثيرة فيها، حيث يتجاوز عددها 20 نبعاً، وأغلبها قديمة وصالحة للشرب، وقد لا يفصل بين بعضها سوى عشرات الأمتار (عين وريدة، وعين الرخص، وعين المعصرة، وعين البيدر؛ وهو أقدم نبع في البلدة)، فالقادم إلى "المزيرعة" يلاحظ غناها بالمياه ويحار بين ينابيعها العذبة، وبعض تلك الينابيع بعيدة عن أماكن السكن وخالية من التلوث، وتخرج من بين الصخور الصلبة، وأخرى ذات منبع ترابي ممزوج بالحصى والرمال».

ظريف ديب

نبع "الحياة" سبيل يقصده الناس من "المزيرعة" والقرى البعيدة والقريبة منها للشرب من مياهه العذبة والصحية، كما يأخذون معهم الأواني لملئها، مدرّس اللغة العربية "عادل علي" من أهالي قرية "مليو"، يتحدث قائلاً: «اشتهر نبع "الحياة" بفائدته الصحية؛ فمياهه تحتوي حبيبات وشوائب رملية تساعد على التخلص من الرمل والحصى في جسم الإنسان، وهو صالح للشرب والطبخ، ويعطي البلدة مظهراً حضارياً، ووجود الينابيع يجعل الناس في حالة نفسية جيدة، حيث يبعد منزلي نحو 9 كيلو مترات عن النبع، ومن منطلق الحفاظ على الصحة ولأهميته الصحية ومنذ ست عشرة سنة آتي إلى هنا لإحضار المياه ما يكفي حاجتي لأيام، وكلما نفدت الكمية أعود ثانية ويرافقني أفراد أسرتي؛ فقد اعتادوا تلك المنطقة الجميلة ومياه النبع».

الجدير بالذكر، أنّ نبع "الحياة" يمثّل محطة لأهل البلدة والزائرين؛ فالداخل إلى البلدة والخارج منها يتوقّف عنده ويشرب من مياهه. ولا توجد دراسة تثبت ما يتناقله الناس حول فائدة مياهه الصحية، لكن اقتصرت شهرته على قصص يرويها أهل البلدة الذين يشربون من مياهه.

عادل علي
موقع النبع عبر غوغل إيرث