لم يتمكّن الفنان التشكيلي "محمد أسعد" المعروف بـ"سموقان" من السفر إلى باريس لحضور المعرض الذي دعي إليه، ليتقلّد الميدالية الذهبية التي كانت مخصصة له، لكن لوحته زيّنت متحف "اللّوفر"، مع عدد من اللوحات لفنانين من مختلف أرجاء العالم.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 تشرين الأول 2016، الفنان "سموقان" في منزله بـ"الرمل الشمالي"، وهو المشهور بأعماله التشكيلية الرائدة، وغزارة إنتاجه، ليحدثنا عن قصة ظهور لوحته في متحف "اللوفر"، ويقول: «تلقيت دعوة من قبل الأكاديمية السامية "ديفاني" للآداب والفنون في "باريس" لمنحي الجائزة الذهبية؛ وذلك تقديراً لجهودي في مجال الفن، مرفقة مع دعوة للمشاركة في المعرض الذي أقيم في إحدى صالات متحف "اللوفر"، لكن واجهتني معوقات السفر نتيجة حالة الحرب العارمة على "سورية"، وكنت أتمنى لو استطعت الحضور لألمس تجارب زملائي الفنانين من باقي أنحاء العالم، ومشاهدتها من قبل الجمهور هناك، لكن -يا للأسف- لم أستطع السفر كي أتلقى تلك الجائزة، إلا أنني استطعت أن أرسل لوحة واحدة عرضت هناك، وكانت أصداء العرض مريحة بالنسبة لي».

هي من مجموعتي الأخيرة التي تحمل عنوان: "أبجدية الأزرق"، وهي بحث تشكيلي خاص موضوعه الأساس هو الأسطورة والبحث في تصعيد قدرات اللون الأزرق، ليأخذ مختلف الدلالات الأسطورية السورية القديمة، وعرضها 60سم، وارتفاعها 70سم

افتتح المعرض الذي دعت إليه أكاديمية "ديفاني" للفنون والآداب، ومقرها باريس، في إحدى صالات اللّوفر "كروسسيل دي لوفر"، بتاريخ 21 تشرين الأول 2016، بمشاركة فنانين من كافة أنحاء العالم، لكن غياب "سموقان" لم يمنع لوحته أن تحلّ محلّه سفيرة للفن السوري، ولتكمل مسيرة الأسطورة السورية التي وجدت طريقها إلى قاعات المتحف الشهير عبر كمّ هائل من اللقى الأثرية التي يقتنيها المتحف؛ فـ"سموقان" اشتغل على الأسطورة منذ مطلع مسيرته الفنية، بداية مع الفنان الراحل "عيسى بعجانو" المعروف بـ"هيشون"، ليكمل لاحقاً بخصوصية لفتت أنظار أهمّ المؤسسات الثقافية في العالم.

اللوحة في المعرض

عن لوحته والرسالة التي تحملها، يقول "سموقان": «هي من مجموعتي الأخيرة التي تحمل عنوان: "أبجدية الأزرق"، وهي بحث تشكيلي خاص موضوعه الأساس هو الأسطورة والبحث في تصعيد قدرات اللون الأزرق، ليأخذ مختلف الدلالات الأسطورية السورية القديمة، وعرضها 60سم، وارتفاعها 70سم».

مجموعة "أبجدية الأزرق" يعرفها الشارع التشكيلي في "اللاذقية"، على الرغم من أنها لم تنل حقها في الدراسة والنقد، وهنا يعلّق الفنان التشكيلي "طلال علي"، ويقول: «"سموقان" فنان ثوري بفنه وبسلوكه الاجتماعي، هو مطلع على الأسطورة ويعرف تاريخها وخباياها، وقادر على توظيفها فنياً، ويتمتع بتقنية خاصة باستخدام السكين، ومرونة في التعامل مع هذه الأداة، كل هذه الخصائص وأكثر تجعل فنّه محبوباً، وأعماله غاية تمتّع الناظر».

"محمد أسعد سموقان"

هذه ليست المرة الأولى التي يعرض فيها الفنان في فرنسا؛ فقد سبق له أن عرض في في صالة "أرمتان" في الحي اللاتيني في "باريس"، وعرض أيضاً في "برلين" و"موسكو" و"بيروت"، وعدد آخر من الدول، كما يسجل له نشاط كبير في "سورية"؛ سواء كمشارك، أو كمنظم لمعارض جماعية؛ ففي العام الحالي 2016 نجح في تنظيم عدد كبير من المعارض في مدينة "اللاذقية" دعا إليها فنانين أصحاب تجارب رائدة، وفنانين مغمورين، وكان لتلك الخطوة تقدير كبير من زملائه، وهنا يتابع "طلال علي" تعريفنا بنشاطه، فيقول: «يسعى "سموقان" دوماً إلى حضور الفن التشكيلي في كل مكان، ويحب أن يشارك فنانين آخرين نشاطه، فعدا أنه أول من أقام معرضاً في الهواء الطلق في "اللاذقية"، بكل ما تحمله هذه التجربة من همّ العرض، والرغبة بلقاء الجمهور، يسعى إلى العرض في أي مكان متاح، وهذا العام بذل جهداً كبيراً لينظّم معارض في مقاهي وفنادق في مدينة "اللاذقية"، حيث شاركت في أحدها».

الجدير ذكره، أن "سموقان" من مواليد 1951، مدرّس متقاعد للغة الفرنسية، وجدت لوحاته طريقها لتكون أغلفة لمجموعات شعرية كثيرة في "سورية"، كما اختارها الشاعر التونسي "محمد عمار شعبانية" غلافاً لمجموعته المترجمة إلى الفرنسية من قبل دار "أي دي ليفر" الفرنسية، كذلك كانت إحدى لوحاته غلافاً لمجموعة للشاعرة الفرنسية "باتريسيا روي".