دخل مربى "قشر البرتقال" إلى البيوت الساحلية كمؤونة دائمة ومحببة؛ على الرغم من أنه يحتاج إلى وقت طويل من العمل والمهارة في التحضير والطهو، ويقدم كنوع من الحلويات المنزلية للضيوف، وفي المناسبات الخاصة.

تتفنن ربات البيوت بإعداد وتحضير أطيب المربيات من الفاكهة الموجودة في حدائق منازلهن، ففي كل موسم تسارع النسوة إلى تأمين كل ما يلزم من مواد لإعداد قائمة المؤونة الشتوية من المربيات، هذا ما تحدثت به الممرضة وربة المنزل "ندى حمود" من قرية "تل حويري" لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 1 شباط 2016، حيث قالت عن طريقة صنعها لمربى "قشر البرتقال": «أحب صناعة كافة أنواع مربيات الفاكهة، وخصوصاً الحمضيات منها، التي دخلت المطبخ الساحلي وأصبحت جزءاً منه، وقد تعددت أنواعها ما بين النارنج وزهر الليمون، لكن كل ذلك لا يغني عن صناعة مربى "قشر البرتقال" الذي يضاهي بحضوره كل المربيات، فقد تعلمت طريقة طهوه من الإنترنت، حيث يمكن الاستفادة من ثمرة البرتقال كاملة كعصيرها وقشورها، وبعد الحصول على الثمار أقوم بنزع القشور وتقطيعها بشكل طولاني أو إلى مربعات حسب الرغبة، ثم أضع المكونات في وعاء يحتوي الماء للنقع، وأضعها في الثلاجة لعدة أيام مع تغيير الماء مرتين يومياً ليتم التخلص من الطعم المر، وبعدها أقوم بسلق القشر مع تغيير الماء بعد أن يغلى، ثم نتركه على نار هادئة حتى ينضج، ثم أقوم بتبديل الماء وغليها من جديد، وأكرر هذه العملية أربع مرات حتى نتأكد من أن الطعم المر غير موجود في القشور».

له فوائد صحية متعددة، فهو يساهم في زيادة مناعة الأطفال خلال أيام الشتاء لاحتوائه فيتامين c الذي يحتاج إليه الجسم، إضافة إلى وجود الألياف التي لها دور فعال في الوقاية من السرطان لاحتوائها "البكتين"، إضافة إلى تحسين هضم الطعام، ويقاوم الإمساك المزمن والحاد، ويحمي الجسم من الإصابة من الالتهابات، وينصح به للرياضيين والحوامل والمصابين بفقر الدم الحاد

وعن مقاديره وطريقة إعداده تقول: «بعد إخراج القشور من الماء توضع على قطعة قماش لتصفيتها، وفي المرحلة الثانية نقوم بوضع السكر مع عصير البرتقال على النار حتى يغلي ويضاف إليه ملعقة صغيرة من عصير الليمون مع قشور البرتقال، ويترك لمدة ربع ساعة حتى يكثف الخليط، فكل كوب من القشور يحتاج إلى كوب واحد من السكر وكوب واحد من عصير البرتقال، ثم نطفئ النار تحت الوعاء ونترك المزيج حتى يبرد ويصب في وعاء خاص، ويغطى بورق مشمع يلامس المربى ثم يغلق بإحكام، ويمكن تقسيم المربى إلى عدة أقسام؛ بعضها يضاف إليها جوز الهند، وتستخدم كحلويات تقدم للضيوف، وبعضها يمكن تغليفها بالشوكولا السائلة وتقديمها للأطفال حسب الرغبة، ويمكن تزيين بعض الحلويات التي أصنعها بمربى قشر البرتقال سواء كان على شكل قطع أو لزجاً، وأنا أقوم سنوياً بتحضيره لي ولكافة الأقارب وخصوصاً أن مكوناته متوافرة بكثرة لأنني أملك بستاناً صغيراً من الحمضيات، ولا تعد عملية تحضيره سهلة كما يتصور بعضهم، فهي تحتاج إلى دقة في الإعداد ومهارة في الصنع ووقت طويل للتحضير».

قشر البرتقال أثناء النقع

وتابعت: «منذ القديم كانت والدتي تقوم بإعداد المربيات على اختلاف أنواعها حسب موسم كل فاكهة، ولم يكن يخلو أي بيت من المربيات المتنوعة، وكان جزءاً من المؤن الضرورية لكل بيت، حيث تتعاون النسوة مع بعضهن على تحضيره؛ لكونهن كنَّ يقمن بإعداد كميات كبيرة من المربيات، وبعدها يتقاسمن ما صنعن، فتنصرف واحدة لغسيل وتقشير الفاكهة وتقطيعها، وأخرى لتجهيز الماء والسكر المخصص للمربى؛ وتقوم أخرى بإشعال النار تحت الحطب على موقد مصنوع من الحجارة كان يسمى منذ القديم (التفي) وذلك لتحضير وتجهيز المربيات؛ لكونها تحتاج إلى ساعات من الغلي لتأخذ مذاقاً رائعاً، وخلال العمل نتبادل القصص والحكايات والأغاني الشعبية القديمة».

وعن فوائد مربى "قشر البرتقال" تخبرنا الدكتورة "هويدا حويجة" بالقول: «له فوائد صحية متعددة، فهو يساهم في زيادة مناعة الأطفال خلال أيام الشتاء لاحتوائه فيتامين c الذي يحتاج إليه الجسم، إضافة إلى وجود الألياف التي لها دور فعال في الوقاية من السرطان لاحتوائها "البكتين"، إضافة إلى تحسين هضم الطعام، ويقاوم الإمساك المزمن والحاد، ويحمي الجسم من الإصابة من الالتهابات، وينصح به للرياضيين والحوامل والمصابين بفقر الدم الحاد».

ربة المنزل ندى
المربى في أثناء الطهو