يمتد وسط بساتين الحمضيات وبجوار البحر، ما يجعله مقصداً للهاربين من زحام المدينة إلى هدأة البال، ويوفر هذا الطريق لقاصديه مختلف الخدمات القروية الأصيلة البسيطة التي تجذب الناس كثيراً هذه الأيام.

يبدأ طريق "القصر" كما يسمى نسبة لقصر رئاسي يقع في آخره، من نهاية موقع "أوغاريت" الأثري، حيث يوجد مفرقان، أحدهما يتجه صوب الأوتوستراد الدولي "كسب - البسيط"، والثاني -طريقنا الذي نتحدّث عنه- يتابع مروره على امتداد 18كم بعدة قرى منها "المقاطع" و"برج إسلام" و"الدراسات" وصولاً إلى بلدة "الشبطلية"، ولعل هذه المسافة عائدة -كما يقول الباحث "ملاتيوس جغنون" في محاضرة سابقة له- إلى أيام الأوغاريتيين حيث كانت تقدر المسافات بين القرى والخانات بما يعادل سفر يوم لقافلة من الدواب محملة، وتسير في ظروف طبيعية.

معمل إسمنت "برج إسلام"، وهو معمل إسمنت قديم تم إيقاف العمل فيه لأسباب بيئية كما يقول بعض أهالي المنطقة، على أن مرفأ الصيد والنزهة في "البرج" هو الأجمل، ويمكن فيه ممارسة الصيد والنزهة بالقوارب في عرض البحر والاستمتاع بالصخور البيضاء المنتشرة بشكل فريد على الشاطئ الممتد من هناك إلى بلدة "الشبطلية"، المعلم الثاني هو معهد "الميكانيك والكهرباء"، وهو يستقطب عدداً من الطلاب سنوياً يقدر بمئتي طالب

يتحدث السيد "منذر جولاق" من أهالي بلدة "الشبطلية" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 9 تموز 2014، عن أهمية الطريق، فيقول: «كان عرض هذا الطريق قليلاً لا يتجاوز بضعة أمتار، وتم توسيعه أواسط الثمانينيات ليصبح بعرض طريق دولي من الدرجة الثانية (12م)، وهو شريان حيوي ليس فقط لأهالي البلدة، بل لكل أهالي شمال "اللاذقية"، من "الشبطلية" وصولاً إلى آخر نقطة على الحدود السورية - التركية، إضافة إلى كونه معبراً لكل القادمين من "اللاذقية" باتجاه الطريق البحري، وتنبع أهميته من كون العديد من المنشآت الاقتصادية والسياحية تقع عليه، عدا أنه من الطرق الجميلة التي تتوزع على جانبيه ولمسافات طويلة مناظر الخضرة القادمة من بساتين الليمون، ولكونه مجاوراً للبحر، حيث يمكن الاستمتاع بالعديد من المناظر الجميلة أو ممارسة النشاطات البحرية من صيد وسباحة وغوص.

خارطة طريق القصر مع الزمن والمسافة

يمر الطريق إلى جوار البحر مباشرة، ويشرف على العديد من المواقع السياحية، وتتوافر على جانبيه المطاعم والصالات المتنوعة الدرجات، ومن أشهرها مطعم "أبو صفوان"، و"أبو دريد"، وغيرهما، كما تتوافر كل أنواع الخدمات السياحية، من محطات لتعبئة الوقود إلى مختلف الحاجيات الغذائية المحلية الصنع، وتنتشر صيفاً على طول الطريق كولبات مؤقتة لبيع الفواكه الصيفية من تين وعنب وبرتقال وغيرها».

من أبرز المعالم الاقتصادية على هذا الطريق، كما يقول السيد "جولاق": «معمل إسمنت "برج إسلام"، وهو معمل إسمنت قديم تم إيقاف العمل فيه لأسباب بيئية كما يقول بعض أهالي المنطقة، على أن مرفأ الصيد والنزهة في "البرج" هو الأجمل، ويمكن فيه ممارسة الصيد والنزهة بالقوارب في عرض البحر والاستمتاع بالصخور البيضاء المنتشرة بشكل فريد على الشاطئ الممتد من هناك إلى بلدة "الشبطلية"، المعلم الثاني هو معهد "الميكانيك والكهرباء"، وهو يستقطب عدداً من الطلاب سنوياً يقدر بمئتي طالب».

مشهد عام للطريق

ويتحدث السيد "سامر جولاق" من أهالي "الشبطلية" أيضاً فيقول: «تنتشر على جوانب الطريق بساتين الحمضيات، وهي في أغلبها حديثة العهد، يستخدم في أغلب هذه البساتين نظم الري الحديثة، لذلك تراها خضراء يانعة طول العام، عدا أن هذه البساتين هي من موارد الرزق الرئيسية لأهالي المنطقة، كما يزرع إلى جانبها مختلف أنواع الأشجار المثمرة التي تباع في مواسمها على الطرقات المجاورة، ومنها التين والعنب والخوخ، ويستخدم الطريق لنقل كل منتجات أهل المنطقة إلى سوق المدينة.

من أبرز مواقع ممارسة النشاطات البحرية على هذا الطريق، وهي مقصد لكثيرين من هواة الرياضات البحرية، موقع "الدراسات"، وسمي بذلك نسبة لوجود معهد "الأبحاث والدراسات البحرية" بقربه، وهي منطقة صخرية عميقة يمكن السباحة فيها والغوص، حيث تتميز بمياهها الصافية النظيفة، ويمارس أغلب الصيادين صيد السمك في هذه المنطقة أيضاً، ومن أبرز الأنواع التي تصطاد هنا "الغريبة" و"البلميدا" و"اللقس"، وبعض أنواع الأخطبوط».

الغروب عند برج إسلام

وكما يرى المار على هذا الطريق، الحالة الفنية له على العموم جيدة، ولكنه يحتاج إلى صيانة في بعض الأماكن، والتوسيع عند بعض المفارق، وذلك بسبب ازدحامه بالسيارات والناس، خاصة صيفاً مع التوجه إلى المناطق السياحية، وتتواجد على الطريق شاخصات مرورية حديثة.