احتضنت "دار الأسد للثقافة" بـ"اللاذقية" حفل توقيع كتاب "أسرار العقل الباطن" للكاتب الدكتور "مصطفى سليمان دليلة" وابنته الدكتورة "آنا دليلة"، وذلك في تمام الساعة السادسة مساء، هذا الكتاب الذي اختصره كاتبه بكلمتين "أعشق مرضك".

على غير العادة بدأ الحفل بعرض قصير قدمه مجموعة من الأطفال، أرادوا أن يقدموا للحضور هدية المحبة في تلك الأمسية، ثم تحدث الدكتور "مصطفى دليلة" عن كتابه المترجم عن الكاتب الروسي "فاليري سينيلنيكوف" والذي عبر عنه بأنّه هدية محبة لبناء الإنسان عقليا وجسديا ونفسيا حيث قال: «شدّني الكتاب منذ اللحظة الأولى التي قرأت فيها عنوانه وهو باللغة الروسية، شأنه شأن جميع كتبي التي تدور في ذات الفلك، فقررت أن أبدأ بترجمة الكتاب أنا وابنتي "آنا" والتي تتقن اللغة الروسية، وهي الآن في السنة السادسة في كلية الطب البشري والتي شاركتني بالترجمة أيضا».

من خلال عنوان الكتاب "أعشق مرضك"، فالمرض مكروه للجميع أي أنّه سلبي وهذا يجعلنا نركز على السلبيات ونتلافاها ونحولها إلى ايجابيات، أي أننا انتقلنا من القوة إلى الضعف

أما عما يقدمه "دليلة" في كتابه الجديد فقد قال عنه: «مقولتي هي أنّ كل إنسان هو حصيلة تجارب وخبرات عديدة نختزلها في عقله، ومشاكلنا وما نعانيه وما نحس به ما هو إلا حصيلة كل تلك التجارب، ويقول الله تعالى: لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وبما أنّ الإنسان وحياته تبدأ من أفكاره وليست من حركاته لذلك كان "أسرار العقل الباطن"».

د. "آنا دليلة" في استقبال الحضور

"آنا دليلة" الطالبة في كلية الطب البشري السنة السادسة، كانت تلك المساهمة الفعّالة التي شاركت والدها حرفا بحرف، وعندما سألناها عن هذه المشاركة وماذا تعني لها قالت: «لوالدي تجارب كثيرة، وهذه التجربة استمرار لمراحل سابقة من الترجمات فقد ترجم والدي كتاب "العقل الباطن" على سبيل المثال، وأردت في هذا الكتاب أن أكون معه، الكتاب يتحدث عن أفكارنا وكيف ننظر لمرضنا، فالمرض ليس حصيلة شيء آني بل هو نتيجة حوادث وأفكار سابقة، ولذلك نستطيع من داخلنا معالجة هذا المرض، أحسست بأن ما يقدمه والدي في كتابه يطبقه في حياته، بالإضافة إلى أنني ضمن مجال طبي مما ساعدني في موضوع الترجمة».

وبالعودة للحفل، فقد تميز بتواجد العديد من الأساتذة من اختصاصات متنوعة، ومنهم الدكتور "نبيل أبو كف" نائب رئيس المكتب التنفيذي في "اللاذقية" ورئيس مجلس إدارة جمعية تطوير وتحسين الأداء، والذي كانت له نظرته الخاصة إلى عنوان الكتاب حيث قال خلال مناقشته للكتاب: «من خلال عنوان الكتاب "أعشق مرضك"، فالمرض مكروه للجميع أي أنّه سلبي وهذا يجعلنا نركز على السلبيات ونتلافاها ونحولها إلى ايجابيات، أي أننا انتقلنا من القوة إلى الضعف».

عرض "المحبة" قبل الحفل

أما الدكتور "أيمن قتلان" وهو مدرب معتمد من هيئة البورد الأمريكي ومدرب معتمد في البرمجة اللغوية العصبية فقد تحدث عن ما يمكن أن يقدمه هذا الكتاب والذي يتناول العلوم الحديثة بقوله: «كثيرون يعتقدون بوجود الفشل والنجاح في حياتنا، ولكن بعد أن صارت العلوم الحديثة في متناول الجميع فيجب على الفشل أن يذهب بعيدا، هذا الكتاب يقدم الكثير لمحبي العلوم الحديثة كل الفائدة والمتعة، سابقا عندما كنا نتحدث عن هذه العلوم كنا نتهم بأننا نتحدث بالخرافات ولكن اليوم فهذه العلوم تأخذ حيز الاهتمام والوضع اختلف كلياً».

أما الأستاذ "عيسى محمد" حاصل على دبلوم دراسات نفسية فقد تحدث عن هذا الحشد الذي تواجد ليشكل طقسا معينا، فوصفه بقوله: «في جميع المجتمعات وعلى مختلف العصور كانت هناك طقوس معينة لولادة أي كتاب، وهذا الطقوس ما هي إلا ولادة، والولادة محبة، هناك دراسات كثيرة اليوم وهي تدور حول العقل الباطن، وللأسف فهذه الدراسات صدرت في "بريطانيا" منذ مئة عام، ولكننا إلى اليوم مازلنا نحاول جاهدين نشر هذه الثقافة عن طريق الكتب، ومنها كتاب اليوم، نحن إلى اليوم لا نعرف شيئاً عن عقلنا الباطن، وحتى نعرفه يجب أن نتأمل هذه القصة، ففي إحدى المرات سأل شاعر صديقا له كان حكيما ما رأيك بي؟ فأجابه أنت إنسان ممتاز فأعاد السؤال مرة ثانية وثالثة حتى فقد الحكيم صوابه وقال للشاعر أنت أقذر الناس وهذا ما يفسر بأن نظرتنا لأنفسنا هي التي تحدد نظرة الناس لنا».

وآخر المتحدثين كانت الدكتورة "زهوات ملة" وهي أخصائية تغذية ومعالجة في الطب البديل فقد أضافت رأيها حول أنّ الإنسان جسد وروح ولا يمكن فصلهما عن بعضهما، وعن هذا قالت: «منذ آلاف السنين عندما يعالج المريض، كان يعالج جسدياً ونفسياً حتى جاءت اللحظة التي أصبح فيها شيء يسمى فيزيولوجيا وشيء آخر اسمه سيكولوجيا وهذا ثبت عدم صوابه فيما بعد عندما أصبح الأطباء اللذين يتبعون هكذا تقسيمات، أصبحوا ينصحون أصحاب الأمراض العنيدة على العلاج الفيزيولوجي بالعلاج النفسي».

يذكر أن الدكتور "مصطفى دليلة" من مواليد اللاذقية 1950 وهو أستاذ مساعد في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، له مجموعة كتب مترجمة ومؤلفة ضمن الهندسة الكهربائية وضمن علوم البرمجة وعلم النفس، مثل كتاب "العقل الباطن" و"قوة العقل عند الأطفال" لـ "جون كيهو" وكتابي "علم النفس العملي عند المراهقين والمراهقات" بالإضافة إلى كتاب "كيف تقنع مريضك في 30 ثانية".