لا تخلُ حياة كل إنسان من محطة زمنية حلم فيها بحياة يقضيها مع شخص يسميه فارس أحلامه، شخص له صفات وخواص ومقاييس كل حسب عقليته ورغباته وبيئته. موقع eLatakia التقى بعضاً من الأزواج والشباب لمعرفة ما هو المقصود بـ"فارس أحلام الشباب والشابات"، وكيف يكون، وهل يتوقعون الالتقاء به يوماً؟، اخترنا أن تكون البداية مع أناس تزوجوا وانتهى مطاف بحثهم عن شريكهم المناسب وفارس أحلامهم، السيد "مهند سلمان" معلم لغة عربية عمره /42/ عاماً يقول في زواجه وفارسة أحلامه وأم أولاده الحالية:

«فارس الأحلام مصطلح فضفاض، أظنه يتسع ليشمل مفهوم الشريك المناسب، هو مصطلح رومانسي بعيد بعض الشيء عن الواقعية، عندما كنت شاباً وككل الشباب رسمت صفات للفتاة التي أتمنى الزواج بها، مع أنني كنت أشعر منذ البدء باستحالة الالتقاء بها، والسبب إدراكي أن الإنسان لم يخلق كاملاً، ولا أقصد هنا أنني صدمت بزواجي أو لست سعيداً به، لأنني منذ البداية لم أكون صورة مثالية كاملة عن زوجتي عندما التقيتها لأول مرة وقبل أن يمتد تعارفنا مروراً بالخطبة حتى زواجنا، فأنا كنت مدركاً منذ البداية للسلبيات التي تحويها شخصيتها، وعملت على تقبلها والتأقلم معها مع إمكانية تغيير بعضها، وهي بالمقابل ارتضت بي على السلبيات التي امتلكها وتأقلمت مع بعضها».

لا أعتقد أنني سألتقي فارس أحلامي الذي أتمناه يوماً، لا لصعوبة المواصفات التي أتمناها به، ولا لقلة الشباب الخيرين هذه الأيام، بل بسبب أن مصطلح فارس الأحلام وجد ليبقى مصطلحاً خيالياً، فمهما وجدنا شخصاً نميل له، لن يكون حتماً كما تخيلناه وتمنياه

السيدة "منال عبود" كانت أكثر انشراحاً عندما سألناها عن فارس أحلامها إن كانت قد وجدته في زوجها الحالي، تقول: «أحب زوجي كثيراً، أنا متزوجة منذ أربع سنوات، في الواقع يمتلك معظم الصفات التي حلمت بها، وقلت معظم لأن الأحلام تبقى أحلام، والواقع يفرض علينا تقبل أموراً كثيرة على حساب ما نتمناه في سريرتنا، أنصح من لم يتزوج بعد، ويحلم بشريك حياته وفارس أحلامه، أنصحه بأن يحلم أجل، ولكن أقول له أحلم بواقعية، وتوقع دوماً ألا يتحقق حلمك كاملاً، لكن المهم أن يتحقق ولو بجزء منه».

"ريما معلوف" طالبة علوم طبيعية

  • شباب "اللاذقية" العازبون منهم، كيف يتمنون فتاة الأحلام؟
  • يقول "رامي خرسا" طالب أدب انكليزي سنة رابعة: «أتمني من فتاة أحلامي أن تكون حنونة جميله طيبة المعشر، تستطيع أن تجعلني سعيداً، وتستطيع أن تفهمني من مجرد النظر لعيني، أيضاً لا بأس أن تكون جميلة، ولا أقصد هنا الجمال الخارق، بل يكفي الجمال الهادئ، بالطبع قد يجدني البعض حالماً، لكن بصدق، أنا أعرف فتيات يمتلكن معظم هذه الصفات، ولكن الحظ يبعدني عنهن، فأتمنى أن التقيها حقاً».

    محمد جدوع

    السيد "سامر كحيلة" مهندس مدني، موظف، وهو حالياً كما يقول عن نفسه، في طور البحث عن شريكة حياته، أو فارسة أحلامه، يقول لنا في البدء مازحاً: «لا أظن بأن يوجد شاب لا يتمنى أن تكون فتاة أحلامه جميلة، والصراحة أنا أتمنى أن تكون الفتاة التي أبحث عنها جميلة، وبالطبع لا أقصد أن الجمال هو همي الأوحد، بل أتمنى أن تكون بالمقدمة على خلق وصادقة، أحلم بها تمسك بيدي في مشوار الحياة الذي يصعب يوماً بعد يوم، أتمنى أن تكون مثقفه تستطيع أن تدير الأمور بحكمه متفهمة لصعوبات الحياة الأسرية خصوصاً كونها ستصبح أماً ومسؤولة».

    وعما إذا كان يعتقد بأنه سيجد فارسة أحلامه يوماً يقول: «أتمنى ذلك، وهنا أضيف بأن فرصة إيجادها من بين بنات جيلي أكبر بكثير، لأن فتيات هذه الأيام المعاصرات للموضات الغربية، ولبرامج تلفزيونات الواقع، يزداد عددهن، وأنا بعيد عنهم كل البعد، عمري ثلاثة وثلاثين عاماً، فبالتأكيد سأرتبط بفتاة عمرها قريب من عمري فهي الأقرب لتفكيري حتماً».

    الشاب "محمد جدوع" أعطى رأياً مختلفاً حول موضوع فارس الأحلام قائلاً: «فارسة الأحلام موجودة في عقل كل شاب بصورة مختلفة، هناك أناس يعتمدون على عقولهم فقط وهم يبحثون عن شريك حياتهم، فيضعون قوائم بالصفات التي يريدون توافرها في الشريك المنتظر، وتبدأ رحلة البحث عنه، ويحدث أحياناً أن يلتقي هؤلاء بأشخاص تتوافر فيهم معظم الصفات التي يريدونها، ومع ذلك لا يشعرون بميل نحوهم، وبالمقابل قد يلتقون بأشخاص يتوافر فيهم القليل من هذه الصفات ولكن يشعرون نحوهم بميل كبير.

    وهنا يحدث الخطأ إذ يتجاهلون هذا الميل العاطفي، ويفضلون الالتزام بقائمة أحلامهم عن شريكهم، ظناً منهم أن قراراً خطيراً كهذا يجب أن يكون عقلانياً وألا تتدخل المشاعر فيه، ولا أقصد هنا ألا يضع الإنسان في ذهنه أي صفات معينة يطلبها في الشريك الآخر، وأن يعتمد على مشاعره فقط، وإنما أقصد أنه إذا حصل تعارض بين قائمة الصفات التي نريدها في الطرف الآخر ومشاعرنا تجاهه علينا ألا نتجاهل هذا التعارض تحت باب التعقل».

    *ماذا عن الفتيات؟

    الآنسة "ريما معلوف" طالبة علوم طبيعية، تقول حول فارس أحلامها، مبتدئة التعريف بهذا المصطلح حسب رأيها قائلةً: «فارس الأحلام يبدأ مع طفولة كل فتاة، وبرأي يكون دوماً شخصاً يمتلك كل ماتفتقده الفتاة في حياتها، فإن كانت من بيئة متعصبة، تحلم به منفتحاً، وإن كانت من أسرة فقيرة، حلمت به زوجاً غنياً، وهكذا، بالنسبة لي، أتمنى أن يكون بادئاً ذي بدء شاباً يماثلني معظم الصفات التي أملكها، صادقاً وصريحاً، محباً للخير وكريماً، وأظن أنني قد أجده يوماً».

    تفاؤل لم تشارك به "نادين رستم" زميلتها "ريما"، بل أضافت قائلةً: «لا أعتقد أنني سألتقي فارس أحلامي الذي أتمناه يوماً، لا لصعوبة المواصفات التي أتمناها به، ولا لقلة الشباب الخيرين هذه الأيام، بل بسبب أن مصطلح فارس الأحلام وجد ليبقى مصطلحاً خيالياً، فمهما وجدنا شخصاً نميل له، لن يكون حتماً كما تخيلناه وتمنياه».

    المرشدة النفسية "كارولين حسن" أعطتنا رأياً ختامياً حول فارس الأحلام هذه الأيام، وكيف بات المجتمع رسام خطوط شخصيته في عقول شباب هذا الجيل، تقول "كارولين": «الحلم بشريك حياة العمر، أو فارس الأحلام كما يحلو للبعض تسميته، متواجد منذ تواجد البشرية، ولكن بالتأكيد جداتنا حلمت برجال لها مقومات وصفات لا تحلم بها معظم الفتيات هذه الأيام، وكذلك الأمر بالنسبة للشباب مع حوريات أحلامهم، فالرجل القوي والحازم لم يعد يغري فتيات هذه الأيام اللواتي بتن يتمنين رجلاً رومانسياً مثل ممثلي المسلسلات العاطفية، وكذلك الشباب باتوا يحلمون بالفتاة العصرية التي تهوى الموضة والرشاقة.

    بشكل عام المجتمع بات عامل أساسي في رسم ملامح شريك العمر، بالطبع الأمر نسبي، في النهاية لكي تنجح أي علاقة بين اثنين التقيا برغبة المشاركة في الحياة لابد من الصدق في عرض الشخصية، فليبدأ الشخص بعرض سلبياته، ومن ثم ايجابياته، إن عملية اكتشاف الآخر هي عملية اكتشاف للذات في نفس الوقت، فعندما نكتشف الصفات التي تجذبنا نحو الآخرين نكون قد اكتشفنا المزيد عن أنفسنا ورغباتنا ومخاوفنا وحاجاتنا الحقيقية، وبمقدار ما تتصف هذه العملية بالصدق والشفافية يحقق الإنسان النجاح في علاقته مع نفسه ومع الآخرين».