في ميناء "جبلة" كان يقف متأملاً بحلم كبير وهو يشاهد تدريبات بطل العالم للسباحة وأحد رموز مدينة "جبلة" البطل العالمي "محمد زيتون"، حلم بالسفر وتحقيق الانتصارات في أنحاء العالم، فتشجع الفتى "مروان صالح" وخطا الخطوة الأولى باتجاه مياه البحر وأصبح يقلد "زيتون" بتمارينه، هذا الإصرار دفع "زيتون" ليطلب من البطل العالمي "مروان صالح" مرافقته أثناء التدريب والسباحة.

يقول الكابتن "مروان" عن تلك المرحلة حين التقيناه بتاريخ (12/1/2009): «كان "محمد زيتون" يكبرني بسبع سنوات وقد ذاع صيته عالمياً وحين كان يتدرب سباحة من منطقة "الروس" حتى ميناء "جبلة" كان يطلب مني مرافقته، كذلك رافقته بجر القوارب للتدرب على التحمل وتقوية البنية للسباحة ضد التيارات في ميناء جبلة للصيد.

أنا مؤمن بوجود الكثير من المواهب في مدينة "جبلة" خصوصاً وبسورية عموماً تملك الإمكانيات على إحراز البطولات العالمية لكنها بحاجة إلى الرعاية والاهتمام والتدريب

ويتابع "صالح" استمريت بالتدريب وحيداً لكون "زيتون" كان قد استقر خارج سورية لحين تشكل أول اتحاد للسباحة عام (1965) فانتسبت مع بعض هواة السباحة إلى نادي "جبلة" وتشكل الفريق من ("عبد المنعم فران"- "خالد سعد"- "طه الزوزو") وبأول سباق أقامه الاتحاد للكبار والصغار بمناسبة عيد الجلاء من منطقة (ابن هانئ حتى نادي الضباط القديم باللاذقية) أحرزت المركز الأول على فئة الهواة وبنفس السباق عام (1966) أحرزت المركز الأول على الهواة والمحترفين، ثم شاركت ببطولة السباحة المركزية بمسبح "اللاذقية" ونلت المركز الأول بخمس ساعات سباحة متواصلة وبهذا الانتصار أصبح نادي "جبلة" ضمن أندية الدرجة الأولى فمثلته بسباق الجمهورية بين "اللاذقية وجبلة" وحققت المركز الأول على الهواة وعلى المحترفين أحرز المركز الأول سباح سوري مشهور يسكن في الأرجنتين هو "جلال زيدان" وبرفقته تم بعد هذا السباق إرسالي للمشاركة ببطولة "كابري نابولي" في إيطاليا فأحرزت المركز الثاني بفئة الهواة وكان عمري حينها (17عاماً) وبعد عودتي وفي عام (1969) التحقت بالخدمة الإلزامية لكنني تابعت المشاركة بالبطولات فأحرزت المركز الأول في بطولة الجمهورية على الهواة والمحترفين وسافرت إلى إيطاليا للمشاركة بسباق "كابري نابولي" لأحقق أول بطولة عالمية».

على اليمين مروان مع شقيقه السباح ماهر صالح

و"صالح" الذي يعد صاحب قدرات خارقة بالتحمل لم يكن للعامل الزمني أهمية في مشاركاته بالبطولات فكما هو معروف بعالم السباحة يحتاج سباح المسافات الطويلة لأشهر ليشارك بسباق آخر لكن بعد إحرازه بطولة العالم بإيطاليا وبأسبوعين فقط انطلق إلى كندا يحلم بانتصار جديد.

ويتابع الكابتن "مروان": «بأول مشاركة لي في كندا أحرزت المركز الأول بسباق مشهور في بحيرة (لاك سيمون) وكانت مسافة السباق (16كم) ثم المركز الثالث بسباق مونتريال الدولي لمسافة (10كم) وفور عودتي إلى سورية شاركت بسباق دولي بين "جبلة واللاذقية" وأحرزت المركز الثاني وذهب المركز الأول للسباح الهولندي المعروف "جوهان شانس" الملقب بالسباح الطائر، وخلال هذه المسيرة شاركت بالعشرات من السباقات الصغيرة داخل سورية أما بالنسبة لسباق "كابري نابولي" فقد استمريت بالمشاركة وكانت نتائجي بين الثاني والثالث وأعد أكثر سباح على مستوى العالم مشاركة بهذا السباق لـ (12سنة) متتالية».

ذكريات كثيرة مع البطل ماهر صالح

وأشار الكابتن "مروان" إلى وجود العديد من السباقات التي كانت تحتاج لوجود سباح آخر (سباق تتابع) أشهرها كان بكندا حيث قال: «بالفعل شاركت عام (1971) مع البطل المصري "عبد الله أبو هيف" حيث شكلنا فريقاً بسباق (24 ساعة تتابع) ثم اشتركت مع شقيقي السباح العالمي المرحوم "ماهر صالح" بنفس السباق لعامي (1973-1974) وأحرزنا المركز الثالث وكان أخي "ماهر" قد أحرز بنفس العام (1974) المركز الأول ببطولة دولية بتركيا، ومن عام (1973حتى 1979) واظبت على المشاركة ببطولة بحيرة "سان جوان" بكندا وكانت نتائجي بين الرابع والسادس والسبب هو درجة الحرارة المتدنية جداً في البحيرة».

ويتحدث هذا البطل عن التحدي الأكبر بالنسبة له والذي كان سباق "المانش" بإنكلترا حيث شارك لثلاث أعوام متتالية (1975- 1976-1977) وبأول مشاركة أحرز المركز الأول بوجود أبطال العالم بالسباحة برقم عالمي جديد (9 ساعات و15 دقيقة) وفي العامين التاليين حصل على المركز الثاني، وفور عودته من إنكلترا سجل رقماً عالمياً جديداً بسباق دولي بسورية عام (1976) بـ(6 ساعات و18 دقيقة) وقد تربع "مروان" على بطولة كأس الجمهورية منذ عام (1969 حتى عام 1980) حيث توقف عن السباحة وتوجه للتدريب ثم استقر في عام (1986) مع أسرته بكندا للعمل، لكنه عاد عام (1969) ليدرب السباح "فراس معلا" حتى عام (2000) ومن عام (2001 حتى عام 2004) مدرب للسباح "هشام المصري".

ويعتبر السباح "مروان صالح" بأن أجمل لحظات حياته كانت لقاء القائد الخالد "حافظ الأسد" الذي استقبله وأثنى عليه وعلى بطولاته وعن هذا اللقاء يقول "مروان صالح": «شعرت برهبة لا توصف في بداية اللقاء لكن سرعان ما يدخلك القائد الخالد بجو آخر تماماً فبدأ يسألني عن أسرتي وبعض الأشخاص الذين كان يعرفهم أثناء دراسته كما كان يعرف الكثير عن السباحة ومتابع للبطولات التي يحرزها أبطال سورية، ثم قلدني وسام الرياضيين من الدرجة الأولى مع منزل ووظيفة».

ومن خلال موقعنا أراد "صالح" أن يوجه التحية والشكر للمدرب "عبد الرؤوف جرجور" الذي قدم له الكثير من المساعدة في بداية حياته الرياضية دون أي مقابل مادي ليصبح مدربه ومرافقه في أغلب البطولات الخارجية التي شارك بها.

وختم "مروان صالح" بالقول: «أنا مؤمن بوجود الكثير من المواهب في مدينة "جبلة" خصوصاً وبسورية عموماً تملك الإمكانيات على إحراز البطولات العالمية لكنها بحاجة إلى الرعاية والاهتمام والتدريب».