نجح الطبيب "عمّار عمران" بإجراء عملية فصل توأم ملتصق "سيامي" بنجاح في مستشفى تشرين الجامعي بـ"اللاذقية"، حيث تعدّ العملية الأولى من نوعها في "سورية" من هذا النمط.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 شباط 2018، الدكتور "عمّار عمران" اختصاصي جراحة الأطفال وحديثي الولادة والخدج في مستشفى "تشرين" الجامعي بـ"اللاذقية"، فتحدث عن العملية قائلاً: «قبل أربعة أيام تم الاتصال بي وإخباري بوجود توأم ملتصق "سيامي" في منطقة البطن؛ تم اكتشافه في مستشفى آخر وعمره 24 ساعة فقط، تم تحويله إلى قسم العناية الفائقة في حواضن مستشفى تشرين الجامعي، استقبلنا الحالة وبدأنا وضع خطة من أجل تحضير التوأم لإجراء عمل جراحي عاجل، كما أجرينا الاستقصاءات المخبرية والشعاعية اللازمة تحضيراً للعمل، وتحديد نمط الأعضاء الملتحمة وكيفية الإجراء الجراحي الأمثل لفك هذا الالتصاق بين التوأم».

هما في حالة مستقرة؛ فالأول يبلغ وزنه 1800غرام، والثاني 2000 غرام، ويخضعان لنظام دعم تنفسي دوراني

يتابع القول عن مراحل إجراء العملية: «تم تقرير العمل الجراحي خلال 24 ساعة، وتحضير طواقم التخدير والعناية الفائقة من أطباء الأطفال من أجل إجراء العمل الجراحي، تكوّن الفريق الجراحي من طواقم التخدير والعناية الفائقة من أطباء الأطفال وطاقم الجراحة مع طلابي من أطباء الدراسات الذين أثبتوا خبرتهم، فقد استمرت العملية ثلاث ساعات ونصف الساعة، كان لدينا خطة استكشافية لتحديد الأعضاء الملتصقة، حيث هناك التحام كبدي ومعوي وتشارك وعائي، وكان هناك إجراءات تخديرية خاصة، وتم إعلام الأهل أولاً بأنه يمكن التضحية بأحد الطفلين، وتوجد خطورة تخديرية وجراحية عالية جداً، وساهم في نجاحنا وجود جهاز "القاطع والمخثر" الذي استخدمناه لقطع الكبد نظراً لوجود الالتحام الكبدي».

التوأم الملتصق

ويضيف عن حالة الطفلين: «هما في حالة مستقرة؛ فالأول يبلغ وزنه 1800غرام، والثاني 2000 غرام، ويخضعان لنظام دعم تنفسي دوراني».

وعن تسمية التوأم الملتصق "السيامي" بهذا الاسم قال: «التوأم السيامي قصتها تعود إلى توأم في مدينة "سيام" في "تايلند"، ولم يتم فصلهما آنذاك، وعاشا ستين عاماً عمل أحدهما مع الآخر، بينما في الطبّ يسمى توأماً ملتصقاً، فالتوأم الملتقص حالة نادرة، حيث يمكن أن لا نصادفها في خمس أو عشر سنوات قادمة».

الفريق الطبي المشارك بالعملية

أما الدكتورة "ندى إسماعيل" اختصاصية تخدير جراحة الأطفال، فتحدثت عن الحالة قائلة: «أعمل منذ 18 سنة في هذه المهنة، لكنني لم أصادف مثل هذه الحالة خلال عملي مع كادر جراحة الأطفال، حاولت أن أحصل على كل تفصيل يخدمني، خاصة أنها الحالة الأولى من نوعها بالنسبة لي؛ وهو ما ساعدني في معرفة كل الصعوبات التي قد نصادفها في العمل وحسب المعطيات لها، هما جسدان، لكن تم التعامل معهما كجسد واحد، وكنت المنسقة لكل ما يتعلق بالتخدير لتلك العملية الجراحية.

تقابل الأطفال بالوجه يجعل عملية تأمين الطريق الهوائي (التنبيب) صعبة جداً، وهي أهم مرحلة بمباشرة التخدير، حيث وضعية الأطفال تمنعنا من المناورة على الرأس ووجود تجهيزات طبية متطورة كجهازي تخدير في غرفة العمليات ساعد على نجاحنا، كما أن التعاون بين الطبيب الجرّاح والتخدير يعزز الثقة أثناء العمل بين أفراد الطاقم كافة، شارك في العملية د."سمر عيسى"، ود."نوار الصالح"، وفنية التخدير "روز سليمان"، و"رشا عجيب"، ود."عدنان ديوب"، الذي تابع الحالة قبل وبعد العمل الجراحي وبذل جهوداً كبيرة، إضافة إلى بعض الزملاء الفنيين والأطباء».

ندى إسماعيل

الجدير بالذكر، أن العملية أجريت في مستشفى "تشرين" الجامعي، وهي مجانية بالمطلق.