على الرغم من دراستها لهندسة المعلوماتية، إلا أن اهتمامات "لمى غنوم" كانت مختلفة عن الشباب الذين في عمرها، فاتجهت نحو الأعمال اليدوية التي تحتاج إلى التركيز والإبداع، والمجهود الذاتي لتطوير العمل، فكان فن الرسم على الحجارة، و"الماندالا" شغفها.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 31 كانون الثاني 2017، التقت "لمى غنوم" الطالبة الجامعية، التي تحدثت عن فن الرسم على الحجارة بالقول: «بدأت فن الرسم على الحجارة قبل عامين ونصف العام، عندما راودتني فكرة تلوين بعض الأحجار التي جمعتها من شاطئ البحر، وكانت البداية برسم أشكال بسيطة، وتلوينها بألوان مبهجة، وعرضها على أصدقائي وأهلي لمعرفة رأيهم في تلك الخطوة، وبعد أن وجدت الكثير من الإطراء والإعجاب بهذا العمل، لأنه كان أمراً مستغرباً وجديداً، قررت العمل على إتقان هذا الفن».

تجد لديها الموهبة والشغف والنظرة الفنية والبساطة في العمل، فقد بدأت بأشياء بسيطة، وبعض اللمسات، وحولتها إلى عمل فني جميل ومميز ولافت للانتباه، فالألوان والرسومات دائماً ما تحمل طابع التميز والبساطة

لم يكن الرسم على الحجارة البداية بالنسبة لها، فقد كانت لها محاولات بسيطة في الرسم أيام المدرسة، الأمر الذي ساعدها كثيراً في تطوير عملها، وتقول: «لم تكن تلك بدايتي في الرسم، فقد كانت لي محاولات بسيطة أيام المدرسة؛ الأمر الذي سهل عليّ الرسم على الحجارة، لكن الاختلاف كان في حجم الرسوم وتحول الورق إلى حجارة، استعنت كثيراً بموقع "اليوتيوب" ومواقع مختلفة على شبكة الإنترنت لمعرفة المزيد من المعلومات عن هذا الفن، وتطوير عملي، فتعرفت في تلك المدة إلى فن "الماندالا"، وسحرني أسلوب الرسم والطريقة الهندسية التي يرسم بها، وعملت على توسيع أعمالي لتشمل هذا الفن، إضافة إلى رسم الشخصيات الكرتونية وزخرفة الأسماء، ولم أكتفِ بالرسم على الحجارة، بل أصبحت أرسم على الخشب والزجاج والملابس».

الرسم على الحجارة

أما عن الطريقة التي بدأت بها لتسويق أعمالها، وطرح فكرة الرسم على الحجارة، فتقول: «كانت البداية بطرح أعمالي على أقاربي وأصدقائي الذين شجعوني على المزيد من الأعمال المميزة عن طريق طلبهم لرسومات محددة وخاصة بهم، ومع انتشار تلك الفكرة بين الأصدقاء والأقارب، وتطور عملي، قمت بإنشاء صفحة خاصة بي على مواقع التواصل الاجتماعي، لعرض الأعمال التي أنجزها، كما شاركت في معرضي "هدية كانون"، و"حطب" الذين أُقيما في "اللاذقية"، وأسعى إلى عرض أعمالي في كل معرض تتاح لي فرصة المشاركة به».

وبالنسبة للتوفيق بين الدراسة والعمل، تقول "لمى": «يحتاج العمل إلى الكثير من الوقت والتركيز لإعطاء كل قطعة نصيبها من الاهتمام، فكان وقت الرسم يطغى على وقت الدراسة، خاصة في المرحلة الأولى، لكن مع تطور العمل والتدريب المستمر، أصبحت أُعادل بينهما، خاصة أنني حالياً اتجهت نحو العمل التطوعي أيضاً».

الماندالا

وتختتم كلامها في الحديث عن العمل التطوعي الذي التحقت به مؤخراً، بالقول: «لدي إيمان بأن طاقة الشباب وشغفهم في الحياة يجب أن تستغل لخدمة المجتمع، وكشباب يجب أن نعطي للمجتمع بقدر ما نأخذ منه، فانتسبت إلى فريق "up" التطوعي، لأنه السبيل لتحقيق رغبتي في مساعدة الناس، وترك أثر في المجتمع والأفراد الذين تستهدفهم مبادرات الفريق، وحالياً أعمل ومجموعة من الشباب على تأسيس الفريق الفكري الفني في مؤسسة "الريادي السوري"».

تتحدث "فرح عاقل" طالبة الهندسة عن أعمال "لمى" بالقول: «تجد لديها الموهبة والشغف والنظرة الفنية والبساطة في العمل، فقد بدأت بأشياء بسيطة، وبعض اللمسات، وحولتها إلى عمل فني جميل ومميز ولافت للانتباه، فالألوان والرسومات دائماً ما تحمل طابع التميز والبساطة».

فرح عاقل

يذكر أن "لمى غنوم" من مواليد "بانياس" عام 1996، طالبة هندسة معلوماتية في جامعة "تشرين".