أحبّ الشيف "راسم غرّة" المطبخ، ومساعدة والدته في الطبخ وإعداد أطباق الإفطار والغداء، ولم يكن يعلم أن تلك الميول ستترجم في الدراسة والعمل، فتدرّج بعمله من تنور في قرية "زغرين" بمحافظة "اللاذقية"، إلى مطاعم عديدة في "سورية" و"لبنان".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 30 تموز 2017، مع الشيف "راسم غرّة"، فتحدث عن حبّه للمطبخ ونشأته بالقول: «بدأ اهتمامي الغريب بالمطبخ منذ الطفولة، كنت أقوم بتحضير الإفطار والغداء نيابة عن أمي وأخواتي، وعلّمتني أمي طريقة طهو الأكلات الشعبية والأعشاب البرية، كما كنت أساعدها بالعمل على التنور وإشعاله وتحضير الحشوة والعجين وتجهيز مؤونة الشتاء من مكدوس وزيتون ومربيات، لم أكن أعلم أن حبّي للمطبخ سيصنع مني طاهياً، وربما معدلي المتوسط في الشهادة الإعدادية كان نعمة بالنسبة لي حين اخترت المدرسة الفندقية لمتابعة دراستي، ففي البداية لم أقتنع بما أدرسه، فكل شيء جديد بالنسبة لي، وبعد مرور أشهر قليلة من العام الدراسي وبدء الدروس العملية دخلنا مطبخ المدرسة، ووجدت الخضار والفواكه، وكان الدرس الأول عن كيفية تقشير وتقطيع الخضار، وهنا بدأت مرحلة التمهيد للعمل».

عرفته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وحين سافر إلى "لبنان" التقينا وتبادلنا خبرات العمل والطهو. صنع خلال مدة قصيرة اسماً خاصاً باجتهاده وتميزه. طموح، ومتواضع، وأخلاقه عالية، واجتماعي ومحبوب من قبل الطهاة، ويتقبل النقد البنّاء في سبيل تطوير عمله، ونحن كطهاة سوريين نعمل لإيصال المطبخ السوري إلى العالمية من خلال محبتنا لمهنتنا، وبفضل تماسكنا في الخارج وخوفنا على بعضنا، وتبادلنا للخبرات

ويضيف عن مسيرته الدراسية وعمله: «نلت في البكالوريا معدلاً عالياً، وحصلت على المرتبة الأولى في الثانوية الفندقية على مستوى "سورية"، كما عملت قبل إنهائي المرحلة الثانوية بمطاعم كثيرة في "اللاذقية" بغسيل الخضار وجلي الصحون ورمي القمامة؛ وهو شعور جميل أن تدرس وتعمل في آن واحد.

شهادة عضو اتحاد الطهاة العالميين

نشاطي وحبّي للمطبخ أثار انتباه المدرّسين واهتمامهم، وفي عام 2007 تخرّجت في المعهد المهني الفندقي بالمرتبة الأولى على مستوى محافظة "اللاذقية"، ومنحتني مديرة المعهد الفندقي "بثينة إبراهيم" فرصة تدريس ساعات في المعهد التقاني الفندقي، ثم بدأت الحياة العملية بعد ثلاث سنوات، واشتغلت في المطاعم والفنادق، واستمريت في دراسة الطهو من خلال قرأت المجلات ومتاعبة برامج المطبخ، ومشاهدة الأطباق على الإنترنت، ونذرت وقتي للطهو والبحث في فنونه واحترفتها كمهنة، فهي تحتاج إلى التطوير الدائم والدراسة، فقد عملت في خمسة وثلاثين مطعماً وخمسة فنادق».

وعن سفره إلى "لبنان" وفرصة العمل، يقول: «حلمت بالسفر للعمل، خاصة أن الوضع في بلدي لم يسمح لي بالوظيفة كمدرّس في المعهد الفندقي، ولا بالعمل المستمر في "اللاذقية"، فحصلت في عام 2015 على فرصة عمل في "لبنان"، واجهتني صعوبات كثيرة في البداية، لكن كانت المهارة في العمل بمنزلة تحدٍّ لإثبات وجودي وإظهار خبرتي، أعمل شيف مطبخ رئيس في شركة "كيترنغ"، وشيفاً تنفيذياً في منتجع "سكاي نايت"، وأعرّف في عملي عن ثقافة المطبخ السوري العريق والنكهات السورية، وأطهو الأطباق التي تعلّمتها من أمي وورثتها من جدتي، فهي مرغوبة، وأقدم كل مهاراتي وفنوني في الطهو، ونحن كطهاة محترفين تحت ظل "الجمعية السورية العالمية للطهي" التي أسسها الشيف السوري "ماجد صباغ"، ونعمل لنكون سفراء المطبخ السوري في أنحاء العالم ونصل إلى العالمية، وأسعى لإقامة مدرسة فندقية خاصة في بلدي».

راسم في برنامج تلفزيوني

الشيف السوري "أيمن عثمان"، تحدث عن زميله قائلاً: «عرفته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وحين سافر إلى "لبنان" التقينا وتبادلنا خبرات العمل والطهو. صنع خلال مدة قصيرة اسماً خاصاً باجتهاده وتميزه.

طموح، ومتواضع، وأخلاقه عالية، واجتماعي ومحبوب من قبل الطهاة، ويتقبل النقد البنّاء في سبيل تطوير عمله، ونحن كطهاة سوريين نعمل لإيصال المطبخ السوري إلى العالمية من خلال محبتنا لمهنتنا، وبفضل تماسكنا في الخارج وخوفنا على بعضنا، وتبادلنا للخبرات».

أيمن عثمان مع راسم

الجدير بالذكر، أن الشيف "راسم غرّة" من مواليد عام 1988.