يعاني الكثيرون من الأشخاص الذين يحتاجون إلى تغيير صمّام القلب، مشكلة تأمين المبالغ الكبيرة اللازمة لتوفير الصمّام الذي سينقذ حياتهم؛ الأمر الذي دفع الطالبة "حلا عيسى" إلى التفكير بطريقة تصمّم بها صمّاماً يعمل بالآلية نفسها، لكن بسعر أرخص من الصمّام المستورد.

"حلا عيسى" طالبة هندسة ميكانيك، قسم التصميم والإنتاج تحدثت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 9 آيار 2017، عن الصمّام الذي قامت بتصنيعه من مواد ذات تكلفة رخيصة ولا تؤثر في صحة الإنسان، قائلة: «الفكرة هي صمّام عدم رجوع يقوم بتنظيم مرور الدم بجهة واحدة ولا يسمح له بالعودة، مصنوع من مواد بوليميرية، يوضع بالقلب في عمليات القلب المفتوح عند إصابة أحد صمامات القلب التي يجب استبدالها لسلامة القلب وحياة الشخص المصاب».

الفكرة هي صمّام عدم رجوع يقوم بتنظيم مرور الدم بجهة واحدة ولا يسمح له بالعودة، مصنوع من مواد بوليميرية، يوضع بالقلب في عمليات القلب المفتوح عند إصابة أحد صمامات القلب التي يجب استبدالها لسلامة القلب وحياة الشخص المصاب

وتتابع "حلا" الحديث عن النموذج الذي قامت بتصنيعه لشرح فكرتها: «يعد نموذجاً تعليمياً يوضح للطلاب مبدأ عمل الصمّام بوجه عام، والدورة الدموية الكبرى والصغرى، وعمل القلب بوجه خاص. والفكرة منه إمكانية تطبيقه محلياً عند توافر مواد تصنيعه الأولية كمعدن التيتانيوم بدلاً من استيراد الصمام الواحد بالملايين تقريباً، إضافة إلى إمكانية تجريبه أولاً على الحيوانات التي تمتلك صمامات مماثلة لصمامات قلب الإنسان، كالخنازير أو الأبقار، وفي حال توفر مركز محلي لتصنيع الصمامات، نكون قد خفضنا تكلفة الاستيراد بما يقارب 80-90%، كما يمكننا بمجهود محلي تصميم وتصنيع صمامات ميكانيكية جديدة ومختلفة، كالصمام ثلاثي الشرف المصنوع محلياً، وتصديره بدل استيراده».

شكل الصمام

"هادي معلا" دكتور في كلية الهندسة الميكانيكية، قال عن فكرة صمام القلب: «نفذت "حلا" الفكرة بطريقة ناجحة، وعرضته بطريقة سلسة تسهل فهم آلية عمله، ففكرت بمشروع واقعي خاصة بعد معرفتها أن الصمامات التي يتم استيرادها قد تكون متكلسة أو غير صالحة؛ وتُدفع مبالغ كبيرة من دون الاستفادة منها، وبدأت فكرتها بصنع نموذج يبين آلية عمل الصمام، لكنها تجاوزت فكرة المجسم، وبدأت العمل على تنفيذ صمام حقيقي والبحث عن إمكانية تصميمه محلياً».

ويتابع "معلا": «بدأت تنفيذ الفكرة باستخدام مواد بلاستيكية، إلا أن جسم الإنسان لا يتقبل البلاستيك؛ لذا بدأت البحث عن مواد يتقبلها الجسم البشري ولا تؤدي إلى مضاعفات قد تودي بحياته، فوجدت أن التيتانيوم من المواد التي يتقبلها جسم الإنسان بيولوجياً، ويمكن له أن يبني عليها أليافاً من دون آثار جانبية، وفي غياب هذه المادة عملت على تصنيع النموذج من البلاستيك، على أمل توفير مادة التيتانيوم لتنفيذ الفكرة واقعياً».

هادي معلا

أما عن تكلفة الصمام محلياً في حال توفر مادة التيتانيوم، فقال "معلا": «في حال تصنيع الصمام محلياً يمكن توفير مبالغ هائلة؛ لأن الصمام المأخوذ من جسم إنسان لزراعته بجسم آخر يكلف نحو مليون أو مليون ونصف المليون ليرة سورية، والصمام الميكانيكي المستورد يكلف نحو 800 ألف ليرة سورية، لكن تأقلم الجسم معه أقل، في حين إذا تم تنفيذ هذه الفكرة، ستكون تكلفة الصمام نحو 200 ألف ليرة سورية فقط».

يذكر أن الطالبة "حلا عيسى" من مواليد "اللاذقية"، عام 1996.

نموذج صمام