عمل المهندس "المهند العبدة" بصمت في جمع وتنسيق النباتات منذ تسع سنوات، حيث بدأ بنوع واحد من الصبّاريات ليصل اليوم إلى مئة وخمسة وثلاثين نوعاً مزروعة ببيوت فنية، ويحمل كل نوع منها بطاقة تعريفية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 21 أيار 2017، مع مهندس الميكانيك "المهند العبدة"، فتحدث عن نشأته قائلاً: «عشت في بيئة ريفية، وظهر شغفي بالبيوت القديمة المبنية من الحجر والأماكن الأثرية منذ طفولتي، وتشبثت بمعالم قريتي وتضاريسها التي لعبت دوراً في عملي وتعليمي، حيث كنت أمضي أوقات فراغي أثناء الدراسة بالرسم على كتبي ودفاتري، كما قمت بالرسم على جذوع الأشجار، وما زالت رسوماتي باقية عليها، فالطبيعة مكان للدراسة والهواية. أما خلال دراستي المدرسية والجامعية، فكانت ميولي الفنية مجرد هواية، وبعد تخرجي في كلية هندسة الميكانيك عام 2003 انطلقت إلى الحياة العملية في مجال الميكانيك الذي عملت به قبل حصولي على الشهادة، ووظيفتي في الشركة العامة للرخام خدمت طموحي في العمل وتنمية هوايتي».

عُرف بدقته في العمل وإدخال أفكار جديدة، وكنت من المشجعين له، واطلعت على عمله منذ سنوات حين كان يزرع في حديقة منزله الصغيرة نباتات الصّبار، ثم تطورت الفكرة وتبلورت، وتميز بتصميمه للأصائص التي تُزرع الصباريات فيها، وأدخل إليها الحجر الرملي بطريقة فنية، ولكل أصيص رمزية معينة كالقلاع والآثار، وهذا يعطي العمل جمالية وهدفاً

وعن بداية عمله في مجال نباتات الصبار، يقول: «زرت خلال سنوات عملي في شركة الرخام، المقالع والآثار في "اللاذقية" و"تدمر" و"حلب"؛ الأمر الذي ساهم بولادة أفكار كثيرة، ولا بدّ من ترجمتها على أرض الواقع.

العبدة في أحد المعارض

وبعد زواجي تشاركت مع زوجتي مشروع نباتات الصبّار، وهو بمنزلة الحلم بالنسبة لها؛ فعملنا يكمل بعضه، بدأنا بنوع واحد من الصبّار عام 2009، اعتمدنا الأنواع النادرة، وبقينا نعمل بكتمان لسنوات عدة، وقمنا بتزويد كل نوع منها ببطاقة تعريفية مكتوب عليها باللغتين العربية والإنكليزية الاسم العلمي، والاسم الشائع، ومعلومات عن الظروف المناخية التي تعيش فيها مثل الرطوبة والحرارة، وطريقة العناية بها وطريقة تكاثرها، ثم في عام 2016 تمّ الإعلان عن عملنا وشاركنا بمعرض "الأعمال الفنية اليدوية" الذي أقيم في "اللاذقية" عام 2017 بستة وخمسين نوعاً من الصبّار، وهي المشاركة الأولى التي نالت إقبالاً كبيراً من ناحية المبيعات وبداية عملية للحلم الحقيقي».

وعن أدواته وتعليمه هذا العمل لابنه وشريحة من الأطفال، يقول: «أستعين بالمنشار اليدوي لقطع الحجر بالأبعاد المناسبة، وطبيعة عملي بالديكور ساعدتني في إعادة تدوير العبوات البلاستيكية والحجر البحري من شاطئ "وادي قنديل"، فأدواتي وموادي طبيعية وبدائية أحضرها من الطبيعة المحيطة، وقمت بتعليم ابني التعامل مع النبات والحجر والتراب، وبذلك زرعت في عالمه حبّ الأرض والأصالة، ونميت قدراته الذهنية، ووجهته إلى أمور إيجابية، وجنبته الانغماس بوسائل التكنولوجيا الحديثة وآثارها السلبية، وحالياً نسقت مع جمعية أهلية تهتم في برامجها بالأطفال لنقل تجربتي مع ابني إلى أولئك الأطفال، ومنحهم خبرتي وحبي للعمل».

صباريات مع بطاقات تعريفية

تقول المهندسة المدنية "لجين مياسة" زوجة "المهند": «بدأنا العمل بمزج أفكارنا ووضعها في إطارها العملي، فقد استطعنا تحقيق النجاح وحصاد ثماره، نتشارك الآراء في تناسق الألوان والرسم وإعادة التدوير، كانت الانطلاقة عبر صفحة على "الفيسبوك"، واقتصرت أعمالنا في البداية على قطع صغيرة كنا نقدمها كهدايا للأصدقاء والمقربين ساهمت في نشر عملنا، و"المهند" متجدد في عمله، وبرع في تشكيل البحص (حجارة صغيرة) إلى جانب الصبّارة، كما أنه يبحث يومياً عن الصباريات، وعن كل جديد متعلق بها، وهذا النوع من العمل والتعامل مع مواد طبيعية يمنحنا المتعة والهدوء».

ويتحدث صديقه "أمجد معروف" خريج كلية الاقتصاد عن معرفته بما يقوم به "المهند" قائلاً: «عُرف بدقته في العمل وإدخال أفكار جديدة، وكنت من المشجعين له، واطلعت على عمله منذ سنوات حين كان يزرع في حديقة منزله الصغيرة نباتات الصّبار، ثم تطورت الفكرة وتبلورت، وتميز بتصميمه للأصائص التي تُزرع الصباريات فيها، وأدخل إليها الحجر الرملي بطريقة فنية، ولكل أصيص رمزية معينة كالقلاع والآثار، وهذا يعطي العمل جمالية وهدفاً».

المهند ولجين مياسة

يذكر أنّ "المهند العبدة" من مواليد "اللاذقية" عام 1979، وقد شارك بمعارض عدة، ووصلت أعماله إلى "طرطوس" و"دمشق" و"حمص".