تمتلك "جوبة الربند" بانوراما طبيعية، ونظماً حيوية تؤهل لاستنباط وتطوير أنماطاً سياحية جديدة في مجال السياحة البيئية التي تعدّ من أهم طرائق الاستثمار السياحي في "اللاذقية"، وقاعدة لمنتج جديد لم يتم استغلاله حتى الآن.

مدونة وطن "eSyria" قامت بجولة استكشافية بتاريخ 1 شباط 2017 لـ"جوبة الربند" برفقة العديد من المهتمين بالاستكشاف والمختصين بالآثار والبيئة، حيث التقت "إنعام أسعد" العاملة في الإرشاد الزراعي بمدينة "القرداحة"، التي تحدثت عن الجوبة جغرافياً بالقول: «تبعد "جوبة الربند" عن مدينة "اللاذقية" 54كم شرقاً، وعن مدينة "القرداحة" 20كم، وهي عبارة عن حفرة كبيرة يبلغ قطرها 600م، ومحاطة من كل الجهات بجبال صخرية عالية خضراء، ويعتقد أنها تشكلت نتيجة ارتطام أحد النيازك بالأرض، فمنذ 100 عام سقط نيزك في هذه القرية؛ لهذا أصبحت تدعى "جورة الربند".

توجد توضّعات بازلتية فاسدة، وأخرى طازجة في جوبات السلسلة الساحلية الموازية لانهدام الغاب في مواقعها. وقد أجريت عدّة دراسات حول منشأ وزمن توضّعها، لكنّ أغلبها لم يكن جازماً في ذلك الوقت. وتثبت هذه الدراسة أن البازلت الموجود في هذه الجوبة يعود عمره إلى زمنين مختلفين، ويمكن الاستفادة من هذه الثروة الكبيرة بعد تحديد معالمها بدقة، وحصر تموضعها، ويكفي أن تقول "بازلت" حتى يتحقق شرط الاستثمار والربح فيها

تتميز بصخور بركانية ساحرة، خلال زيارتنا هذه وجدنا الكثير من أحجار "الأونيكس"، وبعض أحجار "الكالسيت"، والصخور المتنوعة القديمة، إضافة إلى العديد من الزهور البرية الغريبة.

غابة ساحرة بكل التفاصيل

وثمة دراسة تم تنفيذها في قرية "جوبة الربند" لمصلحة المؤسسة العامة لمياه الشرب بـ"اللاذقية"، وتبين أن التوضعات الصخرية المنتشرة في القرية هي صخور اندفاعية، وأثبتت النتائج صلاحية المياه المكتشفة للتعبئة.

وقد لوحظ بعد الاستعانة بالدراسات؛ توفر المواصفات السياحة البيئية وسياحة المغامرات والسياحة الرياضية، وممارسة التأمل، ومناسبة لرياضة الدراجات والمسير والتخييم في الموقع، وتأتي أهميته من تفرده وعدم وجود أي تهديد تنافسي سياحي من مناطق داخلية ودول مجاورة».

فريق المهتمين باستكشاف الجوبة

المربيّة "غادة تجور"، تحدثت عن محيط الجوبة وقالت: «تغطي "جوبة الربند" الخضرة والغابات الرائعة، وتتناثر على ذراها وهضابها القرى السياحية والاصطيافية الجميلة ذات الهواء المنعش والمناظر الخلابة الساحرة، تنحدر جبالها وتلالها وسفوحها التي تغطيها الغابات نحو البحر المتوسط، وتنخفض كلما اقتربنا منه حتى تكاد تلامس مياهه.

إضافة إلى ذلك تحتوي هذه الجبال على امتدادها العديد من الغابات، التي تتخللها الينابيع والأنهار والكهوف والمغارات الطبيعية التي يجب استكشافها، ومعرفة محتوياتها وتاريخها، فهذه المنطقة تعد منطقة بكر لم تستكشف كما هو مطلوب».

نوع من الصخور الموجودة فيها

وتحدثت المعلمة "ميرفت ديوب" عن الحياة البرية في الجوبة ومحيطها بحسب مشاهداتها وقراءاتها عنها بالقول: «تمتاز هذه الجبال بغناها بالحياة الطبيعية، ففيها الأشجار الحراجية التي تغطي غابات البحر المتوسط بغطاء نباتي كثيف، وكذلك انتشار الحيوانات البرية، مثل: "الذئب، والثعلب، والضبع، والخنزير البري، والأرنب البري، والسنجاب، والخلد، والقنفذ". ومن الزواحف هناك: "الأفاعي، والسلاحف البرية". ومن الطيور المتنوعة التي استوطنت هنا يوجد: "الشحرور، وأبو الحن، والعصفور الدوري، والغراب، والباشق، والنسر، والبوم"، وغيرها من الطيور التي تحتاج إلى خبراء مختصين لمراقبة الحياة البرية عن كثب. وهذه الأنواع من الحيوانات والطيور كانت تصل أخبارها إلينا من الصيادين والمهتمين بالرحلات والكشافة».‏‏

وقال أحد الاختصاصيين بالجغرافية والجيولوجيا "معين شداد" عن أنواع الحجارة في "جوبة الربند": «توجد توضّعات بازلتية فاسدة، وأخرى طازجة في جوبات السلسلة الساحلية الموازية لانهدام الغاب في مواقعها. وقد أجريت عدّة دراسات حول منشأ وزمن توضّعها، لكنّ أغلبها لم يكن جازماً في ذلك الوقت. وتثبت هذه الدراسة أن البازلت الموجود في هذه الجوبة يعود عمره إلى زمنين مختلفين، ويمكن الاستفادة من هذه الثروة الكبيرة بعد تحديد معالمها بدقة، وحصر تموضعها، ويكفي أن تقول "بازلت" حتى يتحقق شرط الاستثمار والربح فيها».