منذ خمس سنوات تعمل بصمت، وهي الدّيمة المعطاءة، وظّفت مهنتها في التدريس لإيصال رسالتها الإنسانية من خلال التطوّع، فاختارت أن تكون قريبة من وجع أبناء وطنها، وترمّم بطريقتها بعض ما سبّبته الحرب من فقدان وحرمان.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 31 كانون الأول 2016، المدرّسة "ديمة أحمد"، فتحدثت عن مسيرتها في التعليم قائلة: «بدأتُ التعليم عام 2002 في "ريف دمشق"، وفي عام 2004 انتقلت إلى مدرسة "القرداحة" التي أعلّم فيها حتى يومنا هذا، فقد جرّبت العمل بغير التعليم أثناء دراستي الجامعية وقبل تعييني كمدرّسة؛ فوجدت أنني خُلقت للتدريس، ومارست هذه المهنة بشغف، وكانت نقطة تحوّل في حياتي، واستطعت أن أعلّم طلابي مادة العلوم وأفيدهم بمعرفتي وثقافتي، لم أكتفِ بأن أكون مجرّد مدرّس يعطي درسه فقط من دون نتائج ملموسة، ربما أشبه أبي خريج التجارة والاقتصاد منذ الستينيات، الذي علّمنا المسؤولية تجاه أنفسنا وعملنا والذين نتعامل معهم لنكون ناجحين ونترك أثراً في الآخر، وزرع بداخلي بذور المحبة والعطاء التي تبلورت مؤخراً في العمل التّطوّعي».

محبّة لعملها، ووجودها عامل أساسي في نجاح معهدنا، كما أنها ناجحة وجدية؛ فقد كانت ثقتنا بها كبيرة حين طلبنا منها أن تتسلم إدارة المعهد، إضافة إلى إعطاء الدروس، وأثبتت قدرتها على تحمل المسؤولية وتقديسها لهذا العمل؛ وهو ما ساهم في زيادة عدد الطلاب والمدرّسين واستمرارهم معنا منذ افتتاح المعهد، فقد عملنا كجمعية على تعزيز عملها من خلال نشاطات لدعم الطلاب نفسياً وتقوية ثقتهم وتعميق القيم لديهم، كما نقوم بتكريم الطلاب كل عام بتقديم قرطاسية لهم، وتوزيع شهادات تقدير للمدرّسين المتطوعين كنوع من الدعم المعنوي لهم

ومع بداية عام 2012، بدأت العمل التطوّعي في معهد مجاني يستهدف أبناء وذوي الشهداء، وفي الأعوام اللاحقة أبناء الوافدين، وتتابع القول: «هذا العمل يصبّ في مجال مهنتي التي أحبّها وأعطيها وقتي، أخبرتني المهندسة "كندة متوّج" آنذاك أن جمعية "إيثار" الخيرية بصدد فتح معهد في الصيف والشتاء في مقرّ الجمعية وإمكانية إعطاء الدروس، فاستجبت لذلك العمل من دون تفكير. وفي عام 2013 تسلمت إدارة المعهد إضافة إلى التدريس، كان عدد الطلاب اثنين أعلّمهم على طاولة وكرسيين، ثم ازداد العدد ليصل اليوم إلى خمسة وخمسين طالباً وطالبة من ذوي الشهداء والوافدين، كما أن عدد المدرّسين المتطوعين سبعة عشر مدرّساً ومدرّسة بالاختصاصات كافة، أصبحت المسؤولية أكبر، لكنني أكون في قمة سعادتي حين أجد النتائج الإيجابية التي نحققها كمتطوعين من أجل أولئك الطلاب الذين تعرضوا لحرمان ما؛ فعملنا أبسط ما نقدمه لهم في ظل هذه الظروف الصعبة».

ديمة وطلابها

جمعتهم ثقافة التطوّع المزروعة بداخلهم، وكان للأزمة التي أصابت "سورية" دور في أن تمتد الأيادي بعضها إلى بعض، وتعمل على أرض الواقع. الصّحفيّة "وداد إبراهيم" من المدرّسات المتطوعات في المعهد، تقول عن "ديمة": «هي إيجابية في الحياة والعمل، عرفتها منذ خمس سنوات، فطبيعة عملنا التطوّعي تحتاج إلى شخصيتها الهادئة والقوية في الوقت نفسه، فقد استطاعت خلال السنوات الماضية وحتى اليوم أن تنظم عمل المعهد صيفاً وشتاءً بما يناسب أوقات المتطوعين والطلاب، وتدرّس مادة العلوم، حيث تقوم بالتواصل مع أهالي الطلاب والتنسيق معهم، والمتابعة الدائمة لهم ضمن الصفوف، ومعرفة نقاط ضعفهم في المنهاج ومحاولة ترميمها مع المدرّسين، كما أنها تراعي ظروف الجميع أثناء انشغالهم، وتحاول سدّ النقص في حال اعتذار أحدنا لعدم القدرة على إعطاء الدرس، وتركت بهذا العمل أثراً إيجابياً لدى المدرّسين والطلاب وأهاليهم».

المهندسة "كندة متوّج" عضو مجلس إدارة في جمعية "إيثار" الخيرية، تتحدث عن "ديمة" قائلة: «محبّة لعملها، ووجودها عامل أساسي في نجاح معهدنا، كما أنها ناجحة وجدية؛ فقد كانت ثقتنا بها كبيرة حين طلبنا منها أن تتسلم إدارة المعهد، إضافة إلى إعطاء الدروس، وأثبتت قدرتها على تحمل المسؤولية وتقديسها لهذا العمل؛ وهو ما ساهم في زيادة عدد الطلاب والمدرّسين واستمرارهم معنا منذ افتتاح المعهد، فقد عملنا كجمعية على تعزيز عملها من خلال نشاطات لدعم الطلاب نفسياً وتقوية ثقتهم وتعميق القيم لديهم، كما نقوم بتكريم الطلاب كل عام بتقديم قرطاسية لهم، وتوزيع شهادات تقدير للمدرّسين المتطوعين كنوع من الدعم المعنوي لهم».

المدرسون مع الطلاب

يذكر أن "ديمة أحمد" من مواليد مدينة "اللاذقية"، عام 1972.

تكريم المدرسين