هنا في "اللاذقية"، وفي رحاب معرض الفنّ التشكيليّ الذي جمع فناني "الرقة"؛ تجد لوحات تشكيلية تحكي عن حضارة عريقة، حيث يخيّل للزائر أنه يتجول في "الرقة"، ويستكشف معالمها وصروحها الحضارية.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 30 تشرين الأول 2016، مهرجان "الرقة للفنون والتراث" المقام في دار الأسد للثقافة بـ"اللاذقية"، والتقت الفنان التشكيلي "حمود السليمان" أحد المشاركين في المعرض، الذي شكّل أعماله بثنائية التراب والماء، فتحدّث عن مشاركته قائلاً: «في مراحل متعددة و"تكنيك" جديد استطعت أن أنجز مجموعة أعمال تحمل بألوانها ومفرداتها تاريخ "الرّقة"، إضافة إلى اللون الذي حظيت به من خلال سكني في "اللاذقية" بعد الأزمة السورية؛ فقد امتزجت بداخلي ألوان البحر، وأطلق الفكر الساحلي الحرية لأعمالي؛ ففي كل لوحة حكاية عن مرارة لون التراب مع لون البحر الذي ترك هاجساً لي لإنتاج تلك الأعمال التشكيلية المعروضة، حاولت في بعضها أن أخرج من تراث الفرات من خلال الأفكار والأحياء الاجتماعية الجديدة، وعبّرت بلوحة راقصات الباليه عن لون الفرح الذي يسكن حورية البحر».

هي المحبة والاستمرار والوفاء لـ"سورية" الأمّ؛ فالمسافات تساوي الصفر عندما يلتقي السوريون، وعملي هو عنوان بقاء وتجدّد؛ فأجد نفسي أمام تجربة جديدة أخوضها مع اللون والريشة والأفكار لتحقيق بحث جديد، وأقف عند حافة النهر متناسياً أن "سورية" مساحة واسعة تملك ثقافات وتقاليد وتاريخاً يمكن أن ينهل منه الفنان ما شاء ليقدّم بواكير من الأعمال الفنية التشكيلية

ويضيف عن رسالته: «هي المحبة والاستمرار والوفاء لـ"سورية" الأمّ؛ فالمسافات تساوي الصفر عندما يلتقي السوريون، وعملي هو عنوان بقاء وتجدّد؛ فأجد نفسي أمام تجربة جديدة أخوضها مع اللون والريشة والأفكار لتحقيق بحث جديد، وأقف عند حافة النهر متناسياً أن "سورية" مساحة واسعة تملك ثقافات وتقاليد وتاريخاً يمكن أن ينهل منه الفنان ما شاء ليقدّم بواكير من الأعمال الفنية التشكيلية».

الفنان "حمود السليمان"

الأستاذ "عبد الحميد خلف" مدير ثقافة "الرقة"، تحدّث عن المعرض: «تضّمن معرض الفن التشكيلي لوحات تشكيلية ولوحات تصوير ضوئي، حيث يرصد تاريخ الفرات في فترات زمنية متباينة، وفيه مشاركات لفناني "الرقة": "سلوى الأحمد"، و"رندة الأحمد"، و"سالم الأحمد"، و"جمعة الأحمد"، وبيّنت لوحات التصوير الضوئي التاريخ والآثار الموجودة في "الرقة"، وطبيعة المدينة، ونهر الفرات وتاريخه قبل إقامة السدّ وبعدها، والبنى التحتية، والتشييدات الحديثة، والتنظيم العمراني للمدينة».

وعن مهرجان "الرقة للفنون والتراث" الذي احتضنته "اللاذقية"، يقول: «من ضفاف الفرات إلى أوغاريت عشرة آلاف سنة من الحضارة؛ هذا عنوان المهرجان، ومن حضارة البناء التي ظهرت على الفرات إلى حضارة الأبجدية، حيث التمازج والانسجام لإقامة هذا المهرجان، وتقديم صورة جميلة عن النسيج السوري الذي ساهم في صياغة مفردات الحضارة العالمية، ورسالة تؤكد أن ثقافة النور والمعرفة والتسامح قادرة على الانتصار على سلوك الظلام، وإضافة إلى معرض الفن التشكيلي كانت هناك فعاليات متنوعة، حيث قدّمت فرقة "الرقة للفنون والتراث" عروضاً فنية من التراث الفراتي، وفرقة "براعم الفرات" التي أظهرت في عروضها الهمّ الرقيّ الحالي والظروف الحالية، وقُدّمت ملحمة وطنية بعنوان: "صامدون من الفرات لقاسيون"، بإشراف الفنان "زياد الدرويش"».

راقصات الباليه

الجدير بالذكر، أن المعرض افتتح بتاريخ 29 تشرين الأول 2016، ويستمر لمدة أسبوع، ويضمّ 133 لوحة تشكيلية، وأخرى تصوير ضوئي.

"عبد الحميد خلف"