استجاب "أحمد حسن" إلى رغبة داخلية تكوّنت خلال سنوات عمله في المطاعم، وقرر الانطلاق نحو مشروع بسيط في قريته "البصة"، فكان عامل جذب سياحي لمرتادي البحر في هذه القرية الجميلة.

يقول "حسن": «عملت على مدى عدة سنوات في إدارة المطاعم وصالات الأفراح، ونظراً إلى تغير الظروف بسبب الأزمة، وقلة رواد المطاعم والحفلات، لم يعد العمل كافياً، فاتجهت إلى شاطئ قريتي لعلَّ البحر يعطينا شيئاً من خيره».

عملت على مدى عدة سنوات في إدارة المطاعم وصالات الأفراح، ونظراً إلى تغير الظروف بسبب الأزمة، وقلة رواد المطاعم والحفلات، لم يعد العمل كافياً، فاتجهت إلى شاطئ قريتي لعلَّ البحر يعطينا شيئاً من خيره

استثمار هذا الشاطئ لم يكن سهلاً في بادئ الأمر بحسب "حسن"؛ الذي قال في معرض حديثه مع مدونة وطن "eSyria" خلال زيارتنا لاستراحته الشاطئية في قرية "البصة"، في 3 تموز 2016: «مع بداية العمل لاقينا صعوبات؛ منها الطريق غير المرصوف إلى الشاطئ، وعدم وجود كهرباء وماء وصرف صحي، لكننا تمكنا من التغلب عليها ومعالجتها من خلال القيام برصف الطريق الواصل بين بداية الشاطئ الرملي والبحر. أما الماء، فنقوم بنقله من القرية في صهاريج، والكهرباء نستعيض عنها بمولدات كهربائية».

الاستراحة على الشاطئ

ويضيف: «أي عمل في البداية يحتاج إلى بذل جهد كبير وانتظار الوقت للحصول على نتائج جيدة، حيث ازداد عدد الوافدين إلى شاطئ "البصة" كثيراً منذ عدة أعوام؛ نظراً إلى الأسعار المقبولة ونظافة الشاطئ الذي أقوم أنا وعائلتي بتنظيفه كل يوم، وجمال هذه المنطقة المطلة على مصب النهر الكبير الشمالي ومدينة "اللاذقية"، هذا الإقبال المتزايد كل عام مكنني من تحويل فرصة عملي إلى فرصة عمل لإخوتي وعائلاتهم؛ فنحن الآن سبعة عشر شخصاً نعمل معاً».

يعدّ مشروع "أحمد حسن" مكاناً للاستجمام لمتوسطي الدخل من وجهة نظر "عادل جبيلي" أحد روّاد هذه الاستراحة، الذي قال: «معظم الوافدين هم من الطبقة متوسطة الدخل، ويقدم لهم معظم الخدمات مجاناً، والمأكولات والمشروبات بأسعار زهيدة مقارنةً بالمنتجعات والاستراحات في أماكن أُخرى، التي بات الدخول إليها حلماً لبعضهم في ظل غلاء الأسعار».

عادل جبيلي

المهندس "علاء طراف"، يقول :«أصحاب هذه الاستراحة أثروا إيجاباً في شاطئ قريتهم، فوجودهم عامل جذب للزوار، من خلال توفير كل ما يلزم، فلا حاجة إلى الزوار لحمل الحاجيات معهم، إضافةً إلى الحفلات البسيطة الصغيرة التي تقام وتخلق جواً من المرح، من دون هذه الاستراحة يصعب المجيء إلى هذا الشاطئ، يكون الشاطئ أجرد، إضافةً إلى صعوبة نقل اللوازم إليه، فالطريق الواصل بين قرية "البصة" والشاطئ كان سيئاً جداً قبل القيام برصف الطريق، والأمر الجميل أن كل ما قاموا به من صنع أيديهم من الخيم القصبية، والشاطئ النظيف أمام الاستراحة، أما المأكولات، فتضاهي في الجودة المطاعم السياحية».

من الجدير بالذكر، أنَّ "حسن" من مواليد "البصة"، 1970.

علاء طراف