سافر وعارك الحياة ثم عاد إلى قريته ليعمل في السجل المدني حيث نال رضا الناس ومحبتهم فانتخبوه مختاراً لقريتهم.

السيد "عزيز ضاهر" (أبو وسيم) مختار قرية "بيت ياشوط" استضاف موقع eSyria يوم السبت 24/12/2011 وتحدث عن حياته قائلاً: «أنا من مواليد العام 1949 درست في مدرسة القرية وحصلت على الشهادة الإعدادية منها ولأنني كنت وحيدا ومدللاً تراخى أهلي معي وسمحوا لي بأن أترك المدرسة فلم أكمل دراستي.

المختار يخدم المنطقة منذ أكثر من عشرة أعوام وهو رجل حق يتقاضى عنده المتخاصمون لأنه محل ثقة الجميع، وهو مضياف خدوم يحب الناس وفي أي وقت تحتاجه تجده بجانبك فالمصلحة العامة عنده مقدمه على أية مصلحة أخرى

وفي سن الشباب عانيت من ظروف الفقر التي كانت تعيشها القرية في تلك الأيام ما دفعني للسفر إلى لبنان التي كانت حضنا لي حمتني بها العناية الإلهية، حيث تعاطف القدر معي وفي كل مرة كانت تضيق بي الحياة كنت ألتقي بأشخاص يرسلهم القدر ليساعدوني».

المختار مع زوجته

ويضيف السيد "عزيز": «أول سفرة كانت في العام /1963/ عملت خلالها عند مسؤول اعتبرني كواحد من أولاده، وخلال عملي لديه التقيت بسيدة "سويسرية" تدعى "أنجيليتا" كانت قد فقدت ابنها في حادث أليم وللصدفة كنت شبه ابنها فاعتنت بي وعرضت علي السفر معها بعد أن تتبناني، ولكن عندما تذكرت أمي التي أحبها كثيرا تراجعت وعدت إلى حضنها بعد أن اعتراني شوق جامح لها.

بقائي في سورية لم يستمر لفترة طويلة حيث إنني عدت إلى لبنان الحضن الثاني لي وفجأة وأنا في أحد الشوارع أبحث عن عمل التقيت رجلا كبيرا بالعمر يدعى "إلياس رشدان" يعمل في مهنة الدهان فعرض علي العمل معه وكنت وقتها بأمسّ الحاجة للعمل لذلك وافقت على الفور وانضممت إلى ورشته».

من طبيعة "بيت ياشوط"

هذا الشخص شكل نقلة نوعية في حياة "ضاهر" الذي حدثنا عن هذه التجربة بالقول: «لقد كان السيد "الياس رشدان" شخصا غريب الأطوار في البداية حيث إنني لم أكن أعمل ومع هذا كان يكرمني وعندما لاحظ أنني أتعلم بسرعة كتب كل أسرار المهنة في مفكرة وأعطاني إياها، ومازلت محتفظا بتلك المفكرة حتى الآن، وعندما سألته لماذا يعاملني هكذا أجابني "لأننا متشابهان فكلانا وحيد"».

بسبب مرض والده عاد السيد "ضاهر" من الغربة في العام \1973\ وعن ذلك يقول: «كان والدي مريضاً جداً وتوفي بعد عودتي مباشرةً، فراق والدي كان صعباً على والدتي التي خشيت أن أسافر وأتركها وحيدةً فأصرت أن تزوجني لأبقى بجانبها.

رضخت لرغبة والدتي وتزوجت رغم أنني لم أكن أملك شيئاً سوى بيت مصنوع من التراب وعملت مع زوجتي على تحسين واقعنا وحاولنا قدر المستطاع أن نعيش مما تنتجه أرضنا».

عاد القدر وابتسم له مرة أخرى عبر إعلان تلفزيوني لمسابقة في مجال التدريب المهني، وعن هذه المسابقة حدثتنا زوجته "ترياق رسوق" قائلة: «في نهاية السبعينيات أعلن التلفزيون السوري عن مسابقة لاختيار مدربين مهنيين فطلبت من زوجي أن يتقدم إليها بما أنه خبير في مهنة "الدهان"، بالفعل تم الأمر ونجح زوجي بالمسابقة بدرجة ممتاز وكان أول راتب تقاضاه \350\ ل س، بعدها تم ترشيحه للنقابة وأصبح رئيساً للجنة النقابية في التدريب المهني لدورتين متتاليتين، ويعود الفضل في ذلك لمجهود زوجي وما قدمه له السيد "إلياس رشدان"».

وعن عمله في السجل المدني يعود "ضاهر" ليحدثنا قائلاً: «ندبت للعمل في السجل المدني عام /1982/ واحتفظوا بي لأنهم وجدوني موظفاً دقيقاً في العمل يمتلك ذاكرةً أشبه بذاكرة الكمبيوتر في أيامنا هذه.

نجاحي في عملي قربني من أهل قريتي الذين أجمعوا على ترشيحي لكي أكون مختاراً لقرية "بيت ياشوط" في العام \2000\ ومنذ ذلك الحين وأنا أخدم أهل القرية بكل محبة واحترام، إلا أنني أرى أن على المختار واجبات أكثر مما له من حقوق، وآمل أن يُفعَّل دوره في المستقبل».

قالوا في مختار قرية بيت ياشوط "عزيز ضاهر":

الآنسة "بشرى صبوح": «لا أتذكر العم "أبو وسيم" إلا هكذا بابتسامته الحنون ووجهه السمح، إنه يقدم لأهل القرية كل ما يحتاجونه من خدمات تترتب على المختار والكل يجمع على رحابة صدره وأنه يعمل من أجل القرية دون أن ينتظر مقابلا عن عمله».

فيما يقول السيد "يوسف حماد": «المختار يخدم المنطقة منذ أكثر من عشرة أعوام وهو رجل حق يتقاضى عنده المتخاصمون لأنه محل ثقة الجميع، وهو مضياف خدوم يحب الناس وفي أي وقت تحتاجه تجده بجانبك فالمصلحة العامة عنده مقدمه على أية مصلحة أخرى».

يذكر أن السيد "عزيز ضاهر" متزوج ولديه \9\ أولاد.