تجربة هي الأولى، تعاون على إنجاحها مجموعة من الشبان فأثمرت عرضاً مسرحياً شبابياً بامتياز وكشفت عن مجموعة من المواهب الواعدة.

العرض المسرحي "ميني مول" قدم ممثلين جدداً يقفون على المسرح لأول مرة وطرح قضايا اجتماعية وإنسانية متنوعة تعاون على تقديمها الجميع بدءاً من المخرج وانتهاء بأصغر ممثل.

الشباب بذلوا مجهوداً كبيراً، واستطاعوا أن ينجزوا عرضاً مسرحياً بإمكانيات متواضعة وخبرات متواضعة، على الخشبة بدت الروح الجماعية واضحة لدى الجميع، والكل التزموا الدور الموكل إليهم واستطاعوا اجتياز الخطوة الأولى بنجاح

موقع eSyria التقى بتاريخ 28/12/2011 أسرة العرض وتحدث معهم عن تفاصيله وأهميته كتجربة شبابية، والبداية كانت مع مخرجه الشاب "فراس الحلبي" حيث قال: «العرض بشكل عام يحاكي هموم الإنسان العربي وقضاياه المختلفة (القضية الفلسطينية، الربيع العربي، الشهادة، المرأة)، وقد ركزنا بشكل كبير على الشهادة بقيمها وأهميتها على مستوى الفرد والمجموع، وتطرقنا إلى صبر الأهالي على فراق أبنائهم فقط لأنهم سقطوا من أجل الوطن.

"نور حسن علي" خلال العرض

وختمنا العرض بـ "ميني مول" مسرحي سوري من \23\ كلمة تمثل \23\ مليون مواطن لخصنا خلاله جمال سورية وتنوعها الرائع».

ويضيف "الحلبي": «التحضيرات للعرض كانت أشبه بمعسكر استمر لحوالي الشهر نظراً لوجود طلاب ثانوية وجامعات بين الممثلين، خلال التحضيرات كنا أشبه بالأسرة الواحدة عملنا بشكل متعاون وانصب اهتمامنا جميعاً على العرض وسعينا بإخلاص لإخراجه بأبهى حلة.

مشهد اشعال الشموع في ختام المسرحية

حقيقة استطعنا من خلاله الخروج بممثل مسرحي جديد يقف على الخشبة لأول مرة وقدمنا مجموعة جديدة من المواهب المحترمة ذات الأعمار الصغيرة والقابلة للتطور، كما استطعنا أن نقدم صورة طيبة عن شريحة الشباب، هذه الشريحة الهامة جداً والمؤثرة في مجتمعنا».

يشارك في مسرحية "ميني مول" مجموعة من الممثلين الشباب الذين يقفون على المسرح للمرة الأولى، وهم يصفونه بالخطوة الأولى نحو المستقبل، وتقول "نور حسن علي" وهي طالبة ثانوية: «هذا العرض أنجز بكثير من الحب والجهد والتعاون وقد منحناه جلَّ وقتنا خلال فترة التحضيرات.

أسرة العرض

طبعاً هو تجربتي الأولى وعلى الرغم من صعوبتها فهي أجمل تجربة ممكن أن أخوضها في حياتي لقد شعرت بتفاعل الناس معي وواجهت نظراتهم لي على المسرح بهدوء وثقة، وهذا مرده إلى حبي للمسرح ورغبتي في أن أقدم نفسي بأفضل صورة إضافةً إلى التحضيرات والجهد الذي بذله معنا المخرج».

المسرحية تضيء على العديد من القضايا بحسب الممثل "عادل هرموش" الذي يقول: «العرض له أكثر من قصة فهو مقسم إلى مجموعة مقاطع كل مقطع له فكرة معينة وهدف معين من أهم القضايا التي تطرق لها "الشهادة، الضمير، الحياة"، هذا التنوع بالأفكار يغني العرض ويعطيه أبعاداً مختلفة.

من جهتي هذه هي مشاركتي الأولى في المسرح وهي تأتي بعد أن كنت حالماً بالعمل المسرحي تواقاً للمشاركة بعرض أفرغ فيه طاقاتي، فالمسرح وسيلة هامة جداً للتعبير والإبداع وهي أصعب من أي وسيلة أخرى لأن الخطأ فيها ممنوع».

"ناديا الجسري" تعتبر مسرحية "ميني مول" أول حضور حقيقي لها وهو يأتي بعد مشاركات في المسرح المدرسي، وعن هذه التجربة تقول "الجسري": «إنها أول تجربة مسرحية حقيقية في حياتي قدمت فيها خلاصة ما تعلمته وما تدربت عليه في المرحلة الماضية، وهي تجربة في غاية الأهمية وتأتي أهميتها من كونها شبابية بالمطلق فكما ترى نحن مجموعة من الشباب نعمل بمجهودنا الخاص وبإمكانياتنا المتواضعة وبخبرتنا القليلة، ومع ذلك أثبتنا أننا قادرون على تقديم عرض مقبول لا نريد من خلاله أن نقارع الكبار لكننا نريد ان نضع قدماً على الطريق الصحيح».

فيما يقول "حسين ذكر الله" وهو مؤدي "راب" ومشارك بالمسرحية: «المسرح والراب قريب أحدهما من الآخر، فكلاهما فن ولكليهما جمهور خاص، لكن المسرح أكثر صعوبة ويتطلب جهداً مضاعفاً من الممثل وتشغيلاً لكل الأحاسيس.

بالنسبة لي لم أشعر كثيراً بصعوبة مواجهة الجمهور نظراً لمواجهتي السابقة له من خلال أغاني الراب، لكنني شعرت بأن ما نقدمه جميعاً حظي بإعجاب الجمهور من خلال تكرار التصفيق ونظراتهم وإنصاتهم للعرض بأدق تفاصيله.

أهم أسباب نجاحنا المتواضع هو حالة الحب التي عشناها مع بعضنا بعضاً خلال التحضيرات ومع المخرج الذي بذل جهداً مضاعفاً لكي نظهر بأفضل صورة ممكنة».

بدوره يقول الممثل "محمود تبريزي": «رغم أن الفترة الزمنية للعرض قصيرة نوعاً ما إلا أنني شعرت بأننا قدمنا خلالها أكبر عدد ممكن من الأفكار.

دوري كان طيف "الشهيد" وهو دور معبر جداً أجول خلاله بطيفي على العروس التي فقدت عريسها، فيما تكون هي جالسة تستعيد ذكرياتها معه، حقيقة إنه مشهد مؤثر جداً وعاطفي إلى أبعد الحدود. بالعموم أنا أعتبرها خطوةً ناجحة جداً ومهمة بذل فيها الجميع قصارى جهدهم وخصوصاً المخرج الذي نذر وقته وجهده للعرض».

من جانبها قالت الممثلة "زينب عثمان": «هذا أول وأجمل عرض أشارك به، عبرت من خلاله عن حبي للمسرح وحبي لسورية. قبل العرض كان لدينا رغبة كبيرة بتقديم شيء يعبر عنا عن تطلعاتنا عن أفكارنا ورؤيتنا للواقع، وبالحب والتعاون إلى جانب الثقة بأنفسنا وبإمكانياتنا استطعنا أن ننجح في ذلك.

من خلال هذا العرض اكتشفنا أشياء جدية في أنفسنا لم نكن نعرفها أو نشعر بوجودها سابقاً، المسرح حالة من التجديد ووسيلة للتعبير والاكتشاف».

الممثلة المسرحية "نادين حجوز" من الذين شاهدوا عرض "ميني مول"، وعن هذه التجربة تقول لموقعنا: «الشباب بذلوا مجهوداً كبيراً، واستطاعوا أن ينجزوا عرضاً مسرحياً بإمكانيات متواضعة وخبرات متواضعة، على الخشبة بدت الروح الجماعية واضحة لدى الجميع، والكل التزموا الدور الموكل إليهم واستطاعوا اجتياز الخطوة الأولى بنجاح».

يذكر أن العرض قدم على أكثر من خشبة: "ثقافي عين الشرقية"، "ثقافي بيت ياشوط"، "خشبة المسرح القومي باللاذقية"، وهو يقدم بالتعاون مع رابطة الشبيبة في مدينة "جبلة".

بطاقة العرض:

التأليف: جماعي. إعداد وإخراج "فراس الحلبي".

تمثيل: "محمود تبريزي، حسين ذكر الله، ناديا الجسري، عادل هرموش، نور حسن علي، زينب عثمان".