يتحدى الحلاق الشاب "محمد خضرة" في صالونه المتواضع الانقطاع المتكرر للكهرباء ويجد لنفسه وسيلة فريدة للتعاطي مع واقعه الجديد.

حل "خضرة" جاء من مبدأ الحاجة أم الاختراع فكان ابتكاره بسيطاً مميزاً ولافتاً للنظر، ويفي بالغرض المأمول منه حسب تعبير مكتشفه "محمد خضره" الذي قال في حديث خاص لموقع eSyria يوم الأحد 23/12/2011: «في الفترة الأخيرة ازدادت ساعات تقنين الكهرباء وأصبح لدينا واقع جديد علينا التعامل معه كما هو وإيجاد حل يقلل من حجم الخسائر في الساعات التي تقطع فيها الكهرباء، الخيار الأول كان مولدة الكهرباء التي تعمل على الوقود وبعد أن جربت هذا الخيار تكررت أعطال المولدة وعانيت من عدم وجود مولدات إلا ذات المنشأ الصيني غير الجيد، فاستعضت عنها بالشاحن الكهربائي لكن إضاءته كانت أقل من الدرجة المطلوبة ما دفعني للبحث عن وسيلة أخرى إضافة إلى الشاحن، وبعد بحث وتفكير خطر في ذهني حلٌ مميز ويفي بالغرض وهو أن أضع على رأسي مصباحاً كهربائياً كالذي يستخدمه عمال المناجم لكن دون القبعة.

في البداية الزبائن استغربوا الفكرة ونظروا للأمر بكثير من الغرابة لكنهم عادوا ليبدوا إعجابهم الشديد به خصوصاً بعدما كنت أنجز لهم الحلاقة وأخرجهم من الصالون بأبهى حلة رغم انقطاع الكهرباء

وبالفعل ذهبت إلى السوق واشتريت المصباح وجلبته إلى المحل وانتظرت حتى انقطاع الكهرباء وضعته على رأسي وجربته للمرة الأولى فكان خير حل لمشكلتي ومنذ ذلك الحين وأنا أعتمد هذا المصباح حلاً رئيسياً لمواجهة العتمة الناجمة عن انقطاع الكهرباء».

في صالون محمد خضرة للحلاقة

ويضيف "خضرة": «في البداية الزبائن استغربوا الفكرة ونظروا للأمر بكثير من الغرابة لكنهم عادوا ليبدوا إعجابهم الشديد به خصوصاً بعدما كنت أنجز لهم الحلاقة وأخرجهم من الصالون بأبهى حلة رغم انقطاع الكهرباء».

وعن بقية الأدوات التي يحتاجها في عمله وكيف يتعامل معها في ظل انقطاع الكهرباء قال "خضرة": «العلم أوجد حلاً للكثير من مشكلات الناس، وكما هو معلوم هناك ماكينات حلاقة تعمل على البطارية ويتم شحنها بواسطة الكهرباء، لذلك فقد اشتريت من كل آلة أحتاجها في عملي اثنتين لكي لا أتوقف عن العمل تحت أي ظرف، وجميع هذه الأدوات تكون على أتم الجاهزية في حال انقطاع الكهرباء (ماكينة لحلاقة شعر الرأس"عددـ 2"، ماكينة لحلاقة شعر اللحية "عددـ 2"، وماكينة لشعر الأنف"عـدد- 2")».

هكذا تبدو الصورة بدون استخدام فلاش الكاميرا

"خضرة" يرفض تذمر البعض من انقطاع الكهرباء ويقول: «نحن نمر بظرف استثنائي يهدد وطننا وعلينا أن نكف عن التذمر والانتقاد وننهض للعمل وتأدية واجبنا كلٌ من مكان عمله، البحث عن الحلول والمشاركة في صناعتها أفضل من الحديث عن المشكلة ومطالبة الغير بإيجاد حل لها، بالنسبة لي أوجدت حلاً لمشكلتي وهو مقنع بالنسبة لي صحيح أنه يتعبني بعض الشيء لكنه أفضل من أن أضع يدي على خدي وأنتظر عودة الكهرباء».

زبائن "خضرة" يعتبرونه حالة فريدة وينظرون إلى ما قام به بكثير من الإعجاب والمحبة، ويقول "يوسف عبد الحميد" الذي صادفناه أثناء زيارتنا للصالون وكان يقص شعره: «بحق إنها فكرة جميلة جداً، وحل فريد من نوعه لا يخطر ببال أحد، أول مرة دخلت فيها إلى الصالون بعد استخدامه للوسيلة الجديدة وقفت لدقائق وأنا أنظر للمصباح الذي وضعه على رأسه وأراقب كيف يحركه وفق حاجته ويضيء به على رأس الزبون ويتنقل بين جهة وأخرى برفقة الماكينة أو المشط والمقص.

لقد استطاع "محمد" إيجاد حل لمشكلته وجاد على مهنته بالموجود، بالنسبة لي أمنحه براءة اختراع على هذا الحل».