تناغمت الأعمال الفنية ضمن ملتقى "التصوير الزيتي" بمهرجان "المحبة- الباسل" في دورته العشرين.. وتداخلت الروحانية والتجريد مع الواقعية والتاريخ والتقت الطبيعة والملامح الشرقية، ضمن اللوحات التي خطت بأنامل الفنانين التشكيليين فرع "اللاذقية" خلال الأيام التسعة الأخيرة من "المحبة".

أكد رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين الفنان "فريد رسلان" في تصريح لـ eLatakia بتاريخ 11/8/2009 قائلاً: «يقام ملتقى "التصوير الزيتي" لأول مرة ويشارك فيه عشرة فنانين من أعضاء اتحاد الفنانين التشكيليين بـ"اللاذقية"، حيث يرسمون لوحاتهم أمام زوار المهرجان في إحدى صالات المدينة الرياضية. حيث بدأ منذ اليوم الرابع للمهرجان وانتهى بتاريخ 11/8/2009، واعتمد بعض الفنانين في لوحاتهم مواضيع متنوعة بين التجريد والواقعية والانطباعية، وشارك أغلبهم بلوحة، وهناك من شارك بلوحتين بقصد تقديم مهاراتهم خلال فترة الملتقى الذي يعتبر خطوة تأسيسية لملتقيات قادمة بخطوات متطورة وواسعة الخيارات.. هذا الملتقى انضم إلى قائمة كبيرة من المعارض الفنية.

شاركت بعملين ضمن الملتقى حول موضوعي المعروف (الغابة) بعناصرها من أوراق وأغصان وجذور وهي ليست لوحات واقعية أكثر مما هي حداثوية وهي تجربة من تجاربي التي أعتز بها..

وملتقى النحت الذي عاد بعد غياب دام سنوات عن أيام مهرجان "المحبة- الباسل"..».

الفنان التشكيلي كائد حيدر

في جولة ضمن موقع الملتقى التقينا بعض الفنانين المشاركين، وتمحور الحديث عن العمل الفني الذي اكتملت فكرته وعن الملتقى الذي يحبو بخطواته الأولى، حيث أكد الفنان التشكيلي "سموقان" قائلاً: «شاركت بعملين ضمن الملتقى حول موضوعي المعروف (الغابة) بعناصرها من أوراق وأغصان وجذور وهي ليست لوحات واقعية أكثر مما هي حداثوية وهي تجربة من تجاربي التي أعتز بها.. ».

وأضاف: «الملتقى خطوة تأسيسية لملتقيات قادمة وجميع الفنانين عملوا بحماس لأنهم يطمحون للمزيد من الملتقيات المتطورة أكثر على صعيد المشاركة والأسماء حتى إعطاء الأهمية للتشكيل كما النشاطات الأخرى.. ».

الفنانة التشكيلية لينا ديب

ودمج الفنان "كائد حيدر" في لوحته الواقعية والتجريد التي طرحت بقوة في عمله فيقول: «تمثل اللوحة فتاة تنثر الورد بالأحلام. جزء من اللوحة واقعي ونهايتها خيال وحلم، خلفية اللوحة إيقاع لوني فيه حياة وبهجة وروحانية اخترت البنفسجي ليعطي انطباع الفرح الداخلي للفتاة.. وهو أسلوب تعبيري تجريدي، فيه خصوصية شرقية بالنسبة للتشكيل الخطي.. ».

وبين أهمية الملتقيات بالقول: «يجب أن تكون الملتقيات أعمق من خلال استقطاب فنانين من خارج القطر أو المحافظات الأخرى، لأن الاحتكاك والمثاقفة والحوار يولد أفكار إبداعية وطاقات متجددة لحضور بيئات مختلفة لكن هذا لم يتحقق في الملتقى لأن المشاركين من المحافظة نفسها نأمل أن تكون الملتقيات القادمة أوسع.. ».

الفنان التشكيلي طلال علي

وتناولت الفنانة التشكيلية "لينا ديب" حضارة أوغاريت بعملها الفني الذي طرحته في الملتقى تقول: «تتحدث اللوحة عن حضارة أوغاريت التي ماتزال في نفوسنا في محاولة لإعادة تذكارها، اعتمدت نماذج من الأختام الاسطوانية الأوغاريتية، وأعدت صياغتها بقالب فني تشكيلي وبأسلوب مبسط فيه شيء من الاختزال؛ لأربط الحضارة القديمة بالحضارة الشرقية، وجمعت بين الحضارة المندثرة والحضارة الباقية بأسلوب شرقي أخذت عناصر من الطبيعة وبسطتها عبر اختزالها مساحات لونية تحمل الكثير من الهارموني اللوني فأصبحت التراكيب اللونية والتكوينية تتغلغل بحرية وتلقائية في اللوحة فيصبح اللون الحار بجانب البارد والفاتح بجانب القاتم، ليتكون صيغ لونية متراقصة.. ».

وأضافت بالقول: «الملتقى -كفكرة- رائع من حيث المبدأ، ومن حيث لقاء إبداعات الفنانين والمحاورة البصرية بين الأعمال المطروحة، نأمل أن تكون الرعاية المادية أكثر من المحافظة والإعلامية كافية ليستفيد من الملتقى عدد أكبر من المحافظات كافة».

طرح الفنان "طلال علي" في لوحته علاقة الفنان بالفنانة التي ترسم إلى جانبه.. يقول: «اعتمدت علاقة الفنان مع الفنانة التي ترسم إلى جانبه إن كان في مرسم، أو ملتقى، أو.. وعلاقة الفنان معها تترجم على أنها لوحة يمرُّ الفنان بحالة تطرح أسئلة أمامه هل اللوحة أهم أم المرأة؟ ليصل إلى نتيجة واحدة هي أن اللوحة والمرأة قيمة واحدة.. ويظهر في عملي المشارك الألم الداخلي وحزني وحنيني. الملتقى حالة اجتماعية استفدنا من خبرات بعضنا، وكان التعاون والألفة ظاهراً خلال الأيام التي مرّت في مهرجان "المحبة- الباسل"».