أسطورة طغت على رياضة رفع الأثقال في سورية وهو من الأبطال القلائل الذين مروا على تاريخ اللعبة وتربعوا على عرشها بكل تميز وجدارة.

"منير هبل" اسم سطع نجمه في الثمانينيات من القرن الماضي وسطر في سجلات اللعبة وأرقامها، واستمر ليكون البطل الذهبي الذي تقف له الأبطال تقديراً واحتراماً.

ما يثير دهشتي فيه هو إصراره على مواصلة التدريب والمشاركة في البطولات رغم أنه في عمر الثالثة والأربعين

مدونة وطن eSyria التقت البطل بتاريخ 16/8/2008 ليتحدث عن مسيرة الحياة الحافلة بالإنجازات والعطاء فقال: «ولدت عام 1966 وهو العام الذي حقق فيه أخي الأكبر بطولة الجمهورية في رياضة رفع الأثقال، وقد جعلت منه قدوة لي فكنت دائماً أتابع تدريباته وأحاول أن أفرض ذاتي ليعلمني بعض المهارات والتدريبات، وقد استجاب لي وبدأ بتدريبي بقسوة وكنت شديد الفرحة رغم كل ما كنت أعانيه من متاعب في التدريب، وفي أيام الصبا أكملت التدريب المكثف في نادي "جسر الشغور" على آلات قديمة من الحديد الأسود ولم يكن أي أمر ليثبِّط من عزيمتي وكنت أتجاهل الظروف المادية وأتجاوز العقبات واحدة تلو الأخرى لتحقيق الهدف الذي وضعته نصب عينيّ وهو بطولة الجمهورية».

منير هبل

وأضاف: «كانت بطولة الشبيبة عام 1983 هي أولى البطولات التي شاركت بها وأحرزت فيها بطولة الجمهورية وكانت نقطة الانطلاق التي تبعتها إنجازات عديدة كان أهمها بطولة الجمهورية عام 1984 لوزن 100 كلغ وحطمت خلالها الرقم القياسي السوري المسجل باسم "أبو العلا أذن" وبفارق 10 كلغ وما زال هذا الرقم حتى الآن مسجلاً باسمي، وفي عام 1985 انضممت لصفوف المنتخب الوطني وشاركت معه في الدورة الودية لرفع الأثقال التي أقيمت في اليمن وأحرزت المركز الأول، وتتالت الأحداث في هذا العام فحزت جوائز محلية ثلاث هي بطولة مفتوحة وبطولة الشباب وبطولة كأس السيد الرئيس، وكان عام 1986 هو العام الذهبي الذي حصدت به كل الألقاب على مستوى الجمهورية وهذا ما دعا بعض أفراد المنتخب الوطني لمناداتي بالقنَّاص حيث أحرزت بطولة الجمهورية للشباب والرجال بوزن 100 كلغ وفي نفس العام شاركت مع أفراد المنتخب في بطولة "عمر المختار" في "ليبيا" وكانت المنافسة قوية من خلال مشاركة 72 دولة وبها أحرزت المركز الثالث للبطولة والأول على مستوى العرب».

وتابع قائلاً: «وفي عام 1987 أقيمت دورة ألعاب "البحر الأبيض المتوسط" وهو العام الذي التحقت فيه بخدمة العلم وكانت المفارقات، فرغم أنه العام الذي أحرزت فيه بطولة الجمهورية لفئتي الشباب والرجال أيضاً وكانت سورية منظمة الدورة وكنت في عداد المنتخب إلا أنني لم أدعَ للبطولة التي كنت قد أُعددت لها بدنياً ونفسياً لأرفع علم الوطن وهذه كانت نقطة التحول الأخرى في مسيرتي كلاعب حيث أكملت التدريب منعزلاً ولم أشارك في أي من البطولات حتى عام 2005 حيث اشتركت في بطولة الجمهورية للماسترز (الأساتذة) وأحرزت المركز الأول لوزن فوق 125 كلغ وتابعت المشاركة وأحرزت البطولة ذاتها عامي 2006 و2008».

مجاهد ملا

السيد "اسماعيل كيالي" كان من الذين عاصروا إنجازات البطل حيث قال: «لم أعهد بطلاً يوازي "منير" الذي طغى على البطولات ولكن عدم الاهتمام من اتحاد رفع الأثقال آنذاك كان له الدور الجسيم في انحدار اللعبة وفي إنهاء مسيرة أساطير متميزة كان "منير" إحداها».

كما أشاد مدربو نادي "جسر الشغور" في الألعاب الأخرى بإصرار البطل على متابعة مشواره ومنهم السيد "مجاهد ملا" مدرب كرة السلة حيث قال: «ما يثير دهشتي فيه هو إصراره على مواصلة التدريب والمشاركة في البطولات رغم أنه في عمر الثالثة والأربعين».

  • تم تحرير المادة عام 2008.