إذا كانت النفوس كباراً.. تعبت في مرادها الأجساد، هذا البيت الشعري يحكي قصة رياضي من مواليد "المعرة" هو "علاء شيخ الحارة" الذي أحرز بطولة الجمهورية في رياضة كمال الأجسام في العام 2009، وذلك بعد تحقيقه ألقاباً مختلفة على مستوى المحافظة منها بطولة المحافظة ثلاثة مرات متتالية بأوزان 70 و 75 كغ.

موقع esyria ولإلقاء الضوء على مسيرة بطل كمال الأجسام "علاء شيخ الحارة" التقى بدايةً بشقيقه الكابتن "مصطفى" وهو مدرب سابق لنادي "النعمان" الرياضي، والذي تحدث عن أخيه "علاء" قائلاً: «انطلق "علاء" مع مجموعة من زملائه الرياضيين مثل "عبد القادر بربش" و"شادي العدل" و"علاء البم" لنيل قصب السبق في رياضة لطالما تمنوا تحقيق الإنجازات فيها، وكان ذلك منذ زمن، والعامل الذي شجعهم هو افتتاح صالات التدريب المزودة بالأجهزة الرياضية في مدينة "المعرة"، وبعد أن احتدت المنافسة بينهم خرجوا لتحقيق الانتصارات على مستوى المحافظة، وما يميز "علاء" أنه أعلن التحدي ومتابعة المشوار المضني لنيل لقب آخر أفضل، واستطاع بعد جهد كبير الإنضواء في بطولة الجمهورية تحت اسم نادي "النعمان" في الدرجة الثانية، وتحقيقه لقبها للمرة الأولى، متلقياً الإطراء والثناء من رئيس إتحاد لعبة كمال الأجسام بأنه أفضل بطل جمهورية».

أفتخر اليوم بأن لدينا في "المعرة" بطل مثل "علاء" أثبت معنى القوة والتحدي ونال شرف الإنتصار بجدارة، لا أعني النصر الذي أحرزه على منافسيه في بطولة الجمهورية فحسب، بل كونه انتصر على الظروف والعقبات التي واجهته وقللت من شأنه وشأن رياضته

وأضاف الكابتن "مصطفى" عن شعوره: «أفتخر اليوم بأن لدينا في "المعرة" بطل مثل "علاء" أثبت معنى القوة والتحدي ونال شرف الإنتصار بجدارة، لا أعني النصر الذي أحرزه على منافسيه في بطولة الجمهورية فحسب، بل كونه انتصر على الظروف والعقبات التي واجهته وقللت من شأنه وشأن رياضته».

الكابتن مصطفى شيخ الحارة

وما هي العقبات التي تكبدها "علاء شيخ الحارة" خلال مسيرته في هذه اللعبة، عن هذا السؤال أجاب الرياضي "علاء" نفسه في لقاء معه، حيث قال: «بما أن الهدف كبير فإن الطريق الذي سلكته كان شاقاً وطويلاً، وأول تحدي واجهته هو المحيط الإجتماعي الذي لم يكن يتقبل في البداية هذه الرياضة، فواجهت اعتراضاً من والدي الذين استاؤوا لحالي خلال التدريب الشاق والنظام الغذائي الصعب، لكنني أصررت على تكبد المشاق لإحراز بطولة الجمهورية، واعتمدت على ذاتي في التدريب، حيث ألزمت نفسي للجلوس في المنزل، وتحملت المصاريف الغذائية الكبيرة من أجل القيام بعملية البناء الجسمي، وفي النهاية دخلت دور جديد هو دور "النشاف" الذي يعتمد الحمية الغذائية من أجل إظهار العضلات الخارجية، مبتعداً فيه عن شرب المياه وكل ما يرهل الجسم، وخلال تلك الفترة لم يقف أحد إلى جانبي، سوى مدرب لي في "دمشق"، غالباً ما كنت أتردد إليه للتدريب، وفي النهاية سافرت وحيداً وشاركت في البطولة لأعود الأدراج وحيداً وأنا أحمل اللقب».

وعن الهدف الذي يطمح إليه و ما حصده من جوائز على صعيد مشاركاته، أضاف "علاء": «لم يأبه أحد إلى الإنجاز الذي استطعت تحقيقه، وقد وعدتني القيادة الرياضية مراراً بالتكريم، لكن دون جدوى، وأعتبر أن المشكلة تكمن في غياب دور النادي للنهوض بمهمته في الدفاع عن رياضييه، وسبب آخر هو عدم الإهتمام بالألعاب الفردية، والإلتفات إلى الألعاب الجماعية، قلائل هم الذين شجعوني وقلائل أيضاً هم الذين احتفلوا لانتصاري، وبدوري لا أنتظر مسؤولية أحد ما لإبرازي و أكتفي فقط بما أحمله من طموح وما أريد إحرازه من ألقاب أكبر مما أحرزته، وها أنا في طور الإستعداد للمشاركة في بطولة العرب القادمة».

صور علاء في المنزل

لا يمل ولا يكل "علاء شيخ الحارة" في الحديث عن متابعة ما بدأ في مشوار رياضة كمال الأجسام، والمعاناة المادية والمعنوية الكبيرة التي واجهها في سبيل ذلك، نقول وبعد أن أحرز كل شيء لم ينل للأسف شيئاً، لكن لسان حاله يُطالب فقط بالإلتفات إليه والإهتمام بإمكانياته ويكتفي بالطموح الكبير والهمة العالية، وبدورنا نوجه أنظار القائمين على الرياضة في محافظة "إدلب" إلى ضرورة مساندة الأبطال أمثاله والوقوف إلى جانبهم ودعم كل ما حققه هؤلاء وما سيحققونه في الأيام القادمة.

علاء خلال تكريم نادي النعمان له