على الرغم مما تبقى من البقايا الأثرية الموجودة في بلدة "نورية"، إلا أنها مازالت تعتبر من أهم المعالم الحضارية التي تدل على فن البناء العمراني، كالكنيسة وحنيتها التي لا تزال قائمة مع بعض الأجزاء من الجدران والأبراج والحجارة المتناثرة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27/11/2012 السيد "عبد السلام عبد الحي" أحد أبناء قرية "حتان" التي تتبع لها آثار "النورية" والمهتم بآثار القرية وتاريخها وأهميتها الحضارية تحدث بالقول: «تقع آثار بلدة "النورية" على بعد 40 كيلومتراً من مدينة "إدلب" في الشمال الغربي من المحافظة وإلى الشرق من مدينة "حارم" بنحو 14 كيلومتراً، وبالتحديد في الجهة الشمالية من قرية "حتان"، وتجاورها من جهة الجنوب آثار قرية "بنقفور" المشهورة بأبراجها المتنوعة والتي يمكن اعتبارها الموقع التوءم لها من حيث المعالم الأثرية الموجودة فيها وخاصة الأبراج والأبواب والشارعين المستقيمين، غير أن "النورية" أصغر مساحة من "بنقفور" وكذلك أقل عدداً بالأبراج الموجودة، كما أن معالمها غير واضحة نظراً لتهدم أجزاء كبيرة من أبنيتها وبقاء جزء من بعض الجدران والنوافذ والأعمدة والأبواب التي تدل على شكلها العام ووظيفتها كبعض الأبراج والكنيسة».

من المعالم التي نراها ضمن الموقع، الأبواب المزينة التي ماتزال قائمة وهي الأبواب الخاصة بالشارعين المستقيمين الموجودين في موقعين فقط ضمن الموقع العام للخربة على عكس وجودها في عدة مناطق من أرجاء "بنقفور"، وتمتاز بعض هذه الأبواب الموجودة بكونها مزينة بزخارف وتزيينات رائعة الجمال وخاصة على النجفة العلوية لها وتتألف بشكل رئيسي من أنواع من الصلبان المشهورة والأوراق التزينية التي تلف تلك الصلبان حيث نجد على إحدى تلك النجفات ثمانية صلبان مختلفة الأشكال موجودة على استقامة واحدة ويلفها شريط من الأوراق التزينية

وعن أهم المعالم الأثرية القائمة أشار بالقول: «تنتشر في أرجاء الموقع عدد من الأبراج المهدمة والتي تتبعثر حجارتها في مختلف أرجاء الخربة مع وجود بقايا لبعض جدران هذه الأبراج بحالة جيدة، حيث تقف محافظة على شكلها العام رغم ما أصابها من عوامل جوية خلال آلاف السنين التي مرت عليها منذ بنائها وحتى اليوم، حيث تعد هذه الأبراج من أكثر آثار "النورية" المماثلة للعيان من خلال وجود بعض الجدران شبه الكاملة والنوافذ المنتشرة على محيطها والتي تزينها بعض الرسومات الجميلة المنحوتة على نجفات الأبواب والنوافذ، إضافة إلى وجود بعض المدافن المنحوتة في الصخر التي تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في "بنقفور" ولكنها غير مزينة بأية رسومات أو تزيينات نباتية، حيث لا يظهر من هذه المدافن إلا الأبواب والتي يتم النزول إليها بواسطة درج منحوت من الصخر أيضاً، وداخل هذه المدافن توجد بقايا القبور المنحوتة.

الموقع العام لآثار النورية

أما الكنيسة التي لا تزال تحتفظ بحنيتها الرائعة وحجارتها الكبيرة الضخمة وسط تلك الأبنية والأبراج المتهدمة، فيعتقد أنها بنيت في العام 313 ميلادي، وتعد من أكثر الأبنية القائمة تعبيراً عن الفن العمراني الذي كان منتشراً في تلك الحقبة والتي ازدهرت أبنيتها بين القرنين الرابع والسابع الميلاديين، ويوجد أمام الكنيسة رواق ممتد على طول الكنيسة مؤلف من عدة أعمدة خالية من الزخارف ذات الطراز الواحد مع بعض النوافذ العلوية والسفلية في الجدار القائم بجوارها، وهناك بقايا الأبواب الداخلية والحجارة وتيجان الأعمدة المنتشرة في أرجاء المكان».

يتابع: «من المعالم التي نراها ضمن الموقع، الأبواب المزينة التي ماتزال قائمة وهي الأبواب الخاصة بالشارعين المستقيمين الموجودين في موقعين فقط ضمن الموقع العام للخربة على عكس وجودها في عدة مناطق من أرجاء "بنقفور"، وتمتاز بعض هذه الأبواب الموجودة بكونها مزينة بزخارف وتزيينات رائعة الجمال وخاصة على النجفة العلوية لها وتتألف بشكل رئيسي من أنواع من الصلبان المشهورة والأوراق التزينية التي تلف تلك الصلبان حيث نجد على إحدى تلك النجفات ثمانية صلبان مختلفة الأشكال موجودة على استقامة واحدة ويلفها شريط من الأوراق التزينية».

الكنيسة مع بقايا الحنية
تزيينات على ساكف أحد الأبواب