عرفت بأبراجها التي تدل على عظمتها ودقة بنائها، فهي من أهم المعالم الأثرية الموجودة في "بنقفور" سواء المهدمة منها أو تلك التي مازالت محافظة على شكلها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1/11/2012 السيد "عبد السلام عبد الحي" وهو من أبناء قرية "حتان" والمهتم بآثار وتاريخ موقع "بنقفور" الآثري، والذي أشار بالقول: «تقع "بنقفور" في الشمال الشرقي من قرية "حتان" على بعد 40 كيلومتراً شمال غرب مدينة "إدلب"، وإلى الشرق من مدينة "حارم" بنحو 15 كيلومتراً وشمال "قورقانيا" ببضعة كيلومترات وتقع بالقرب منها من جهة الغرب آثار "قرق بيزة" و"الأشرق" و"مرسابا" من الشمال الغربي في حين تجاورها من الشمال آثار "النورية".

كما نجد في القسم الشمالي من المدينة عدداً من الأبراج بعضها مهدم والآخر مازال يحتفظ ببعض المداميك الحجرية وتتوضع بشكل رئيسي في الزاوية الشمالية الشرقية من المدينة، في حين نجد في القسم الشمالي الغربي برج وحيد يسميه أهل القرية "برج الحبس" وهو يتألف من طابقين يحوي الطابق العلوي نوافذ عالية لدخول الضوء ونجفات أبوابه مزينة بزخارف جميلة ورسومات مؤلفة من أوراق النخيل والصليب، وأما الطابق الأرضي فهو يتألف من أعمدة غير مزخرفة يتم النزول للطابق السفلي بواسطة درج ولكنه مهدم وإلى الشرق من هذا البرج يوجد قوس كبير وهو مهدم في بعض أجزائه ويعتقد بأنه كان بمثابة مكان المقصلة

وتعود تسميتها على الأرجح نسبة لأحد القادة أو الملوك الذين حكموا المنطقة، أما تاريخها فيعود إلى العهد الآرامي ثم اليوناني والروماني، ومعظم أبنيتها ازدهرت بين القرنين الرابع والسابع الميلاديين وتضم العشرات من معاصر الزيتون والعنب وصهاريج المياه والآبار المخصصة لجمع مياه الأمطار، وتمتاز بوجود الشارعين المستقيمين كباقي المدن الرومانية وتتوزع البيوت والمدافن والكنيسة على جانبي هذين الشارعين اللذين يقسمانها إلى أربعة أقسام».

أعمدة ورواق الكنيسة

وعن أهم ما تحتويه من معالم أثرية يضيف: «من جهة الجنوب وعلى الطرف الشرقي من الطريق الموصل إلى داخل المدينة يوجد برج مكون من طابقين وفيه بئر، وعلى الطرف الآخر من هذا الطريق توجد مدافن موزعة على قسمين قسم فوق تلة صغيرة وقسم أسفلها، أما تلك الموجودة فوق التلة فهي جميلة ومنحوتة ضمن كتل صخرية مزخرفة بتيجان أعمدة، وتحوي غرفة الدفن ثلاثة قبور وبجوار هذه المدافن يوجد بئر وساحة للعبادة، كما يوجد مدفن أو ضريح في الجهة الشمالية الشرقية وهو منحوت بالصخر ويظهر فوق الأرض، وله غطاء مازال موجوداً فوقه ويحتوي خمسة قبور، كما نجد في الجهة الجنوبية قسماً من الطريق المستقيمة التي تتجه شمالاً وجنوباً وفيها مداخل أبواب لم يبق منها سوى النجفات والأعمدة الحاملة لها وعدد من الأبراج المهدمة التي لم يبق منها سوى مدماك أو اثنين من الحجارة الكبيرة».

يتابع: «أما القسم الشرقي من "بنقفور" فهو عبارة عن أبراج مهدمة تتداخل حجارتها بعضها مع بعض ما جعلها تتحول إلى أكوام من الحجارة الضخمة، فيما لا تزال بعض الأبراج شامخة إلى جانب الشارع الذي يوازي الشارع في بداية المدينة، وفي هذه المنطقة يتقاطع الشارعان المستقيمان ما نجم عنه عدد من المداخل التي تزين نجفاتها أيقونات لأنواع من الصلبان كالصليب السرياني والروماني والبيزنطي، وبين هذه الأبواب يوجد عدد من الأعمدة المتكسرة المرمية على الأرض والمزخرفة بأوراق النخيل وبجوارها التيجان التي كانت تزينها.

أحد مدافن القرية المحفورة بالصخر

وفي نهاية هذه الأبراج من جهة الشمال يوجد البرج الكبير الذي ما زال يحتفظ بهيكله وشكله الكامل وهو يقع على الجانب الشرقي من الشارع وعلى الجهة الشمالية من الشارع المتعامد معه في الوسط، ويعتقد أن الكنيسة كانت تتوضع مكان البرج الحالي لوجود حجارة تدل على الحنية المقدسة ولتقسيماته المختلفة عن باقي الأبراج، إضافة إلى وجود مدفن تحته والرواق الذي يتقدم الواجهة والمكون من عدة أعمدة لها تيجان تختلف عن باقي الأعمدة في المدينة».

ويختم "عبد السلام عبد الحي" حديثه عن آثار المدينة بالقول: «كما نجد في القسم الشمالي من المدينة عدداً من الأبراج بعضها مهدم والآخر مازال يحتفظ ببعض المداميك الحجرية وتتوضع بشكل رئيسي في الزاوية الشمالية الشرقية من المدينة، في حين نجد في القسم الشمالي الغربي برج وحيد يسميه أهل القرية "برج الحبس" وهو يتألف من طابقين يحوي الطابق العلوي نوافذ عالية لدخول الضوء ونجفات أبوابه مزينة بزخارف جميلة ورسومات مؤلفة من أوراق النخيل والصليب، وأما الطابق الأرضي فهو يتألف من أعمدة غير مزخرفة يتم النزول للطابق السفلي بواسطة درج ولكنه مهدم وإلى الشرق من هذا البرج يوجد قوس كبير وهو مهدم في بعض أجزائه ويعتقد بأنه كان بمثابة مكان المقصلة».

بعض تزيينات ونقوش الأبواب والنجفات